المقالات

ازمة حكومة ام حكومة ازمة


حيدر عباس النداوي

منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة وما افرزته من نتائج متقاربة, والوضع السياسي في العراق يعيش أزمة حقيقية لم تتمكن الكتل السياسية صاحبة القرار من مغادرتها الى عملية الشروع ببناء مؤسسات الدولة على حساب بناء مؤسسات السلطة التي يعمل على تحذيرها رأس الهرم في السلطة الحالية رغم حملات الرفض المتتالية من قبل الشركاء وغير الشركاء.ومراجعة بسيطة لمرحلة مخاض ما قبل التشكيل ووصول العملية السياسية الى مفترق طرق بين تصحيح المسار باتجاه بناء الدولة العصرية بكل مؤسساتها وبين الاستمرار على النهج القديم الذي لم يمنح العراق غير الوعود وبناء سلطة الفرد لا سلطة الدولة, تمكن اصحاب المشروع الاخير من الظفر بتلابيب المرحلة ليقودوها الى منطقة الفوضى ودائرة المجهول.وإذا أردنا ان نحدد مكامن الخلل وتحميل المسؤولية للاطراف المتسببة بحالة التقهقر وضياع السنوات بين حالة صنع الديكتاتورية وبين حالة البحث عن المصالح الشخصية والحزبية, نجد ان جميع من ساهم في تشكيل الحكومة الحالية هو جزء من معادلة الفوضى والازمة الخلاقة التي تعصف بالبلد وبالعملية السياسية والتي يدفع ثمنها الشعب, لأنها سنوات وتأريخ يمر دون ان يكون للعراق والعراقيين فيه أي اثر ايجابي غير دوامة الفراغ والكذب والانزواء.وجريا على ما اسلفنا في الفقرة اعلاه كان على الذين تحدوا القانون الوضعي وذهبوا باتجاه مصالحهم, ان يكونوا بمستوى المسؤولية وان يتحملوا نتائج قرارهم الخاطئ ويتوقفوا على الفور عن هدر الوقت باجتماعات ثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية, والتي عاشت عدد من محافظاتنا العزيزة على زهو هذه اللقاءات والتي تحققت في اربيل والنجف وربما في الموصل وبعدها في الرمادي, وان يستمعوا لصوت العقل وتتفق الكلمة على اجتماع موحد يحضره الجميع بقلوب صافية لا تحمل بين خفقاتها وجوانحها غلا ولا مصالحا ولا ضغينة للاخرين, ثم بعد ذلك اجمعوا امركم ولا يكن عليكم غمة لانكم منحتم الطرف الاخر فرصة المراجعة لكنه رفض وعلى الباغي تدور الدوائر.ان الحكومة العراقية الحالية لا زالت تمني النفس بكثير من الازمات من اجل خلق المناخات الملائمة لعناصر ديمومتها وانها لم ولن تفكر مطلقا في انهاء اجواء الاحتراب القائمة الا بالوقوف بوجهها صفا واحدا من خلال الاجتماع الوطني كفرصة أخيرة, فان أبت فعليها لعنة الله والناخبين والناس اجمعين, ومن هذا المدخل الصحيح تتكشف عورات الاطراف التي تمنع تصحيح مسار العملية السياسية والتي تحاول خلق الازمات المتتالية .ان عملية الانقسام والتشرذم وخلق التكتلات القائمة على المصالح والانتقام, عملية قيصرية ميتة لن تأتي بوليد كامل ينهض بأعباء المسؤولية القادمة ولن يزيد الوضع الحالي الا ارتباكا ودافعا كبيرا لاستمرار ازمة الحكومة".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك