المقالات

لا امن ولا استقرار إلا بشنق الحمار!!


 

من الأدب الشعبي اللبناني هذه الحكاية :وقعت فتنة دامية في لبنان في العام 1860 , مع اشتداد الفتنة عين داوود باشا متصرفا على منطقة جبل عامل . كان البلد بحاجة إلى حاكم صارم, يوم وصوله جلس في ديوانه يستقبل المهنئين , رأى حمارا يأكل من ورق أشجار حديقة القصر , سأل بغضب عن صاحب الحمار , أنكر الجميع امتلاكهم للحمار خوفا من القصاص , وقع القصاص حين أمر بشنق الحمار بعد شنق الحمار ساد الأمن وعم الاستقرار . بعد سماع الصحفي اللبناني الراحل ميشيل أبو جودة بهذه الحكاية وعد راويها الأديب الشعبي سلام الراسي بكتابة مقال تحت عنوان: "لا امن ولا استقرار إلا بشنق الحمار" , لكنه لم يفعل خشية العواقب ها أنا اكتب , إنني متيقن ان مساحة الحرية وحدود احترام الرأي متوفران في العراق حاليا, و"الأمثال تضرب ولا تقاس " . اعرف ان الأنظمة الديمقراطية مقيدة بضوابط وقوانين صارمة تراعي حقوق الإنسان والحيوان , واعرف أيضا ان الأنظمة الديمقراطية تختلف عن الأنظمة القمعية التسلطية , لو كان من يحكم العراق مثل داود باشا لما ظل من يتجاوز صلاحياته وموقعه , ولا حصل ما حصل ويحصل في العراق الآن : من تجاوز على المال العام , وتمرد واختلافات سياسية , وضعت مستقبل العراق على كف عفريت . خلافات وصلت حد الشتيمة والقطيعة..عندما سمع صديقي خلف بحكاية شنق الحمار قال معلقا عليها وعلى الأحداث الأخيرة: "أنعل أبو الديمقراطية إلي تسبب الفوضى" ,"واستدرك قائلا:"لماذا ألعن الديمقراطية ولا ألعن المتسببين في الفوضى"؟. سألني خلف عن رأيي في مؤتمر نصرة الشعب الكردي الذي عقد في اربيل فقلت: انا ضد كل المؤتمرات التي تسهم بشق الصف الوطني وتسهم بزيادة حالة الاستقطاب والتازيم . المؤتمر لم يوفق في اختيار عنوانه ولا بزمان ومكان انعقاده !.

رسائل واضحة

*** السيد رئيس الجمهورية الأستاذ جلال الطلباني: اقدر وأثمن موقفك الأخير الشجاع الداعي إلى الحوار والتهدئة وهو موقف وطني مميز.

 السيد صالح المطلك بتقلباتك وتصريحاتك المتلونة التي تنتقل فيها من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال , تعيد رسم صورة السياسي اللبناني وليد جنبلاط بتصريحاته النارية وسرعة تقلباته حسب نشرة الأنواء الجوية, لا احد يراهن على مواقف جنبلاط في لبنان , ولا احد يراهن على مواقفك لأنك متلون .

 السيد حيدر الملا أصبحت ظاهرة صدامية , إطلالتك اليومية عبر وسائل الإعلام تذكرنا بإطلالة صدام , حينما كان لا يفارق الشاشة ليوم واحد .تصريحاتك ومؤتمراتك الصحفية تسهم في تازيم الوضع المتأزم أصلا . أنصحك بان تكف عن التصريحات المتشنجة . تصريحك الأخير عن"بعض الأحزاب السياسية الشيعية استطاعت أن تثبت بأن شيعة العراق هم عرابو المشروع الوطني الحقيقي" شيعة العراق ليسوا بحاجة إلى صكوك وطنية تمنح منك أو من غيرك , هم أصحاب مشروع وطني قبل ان تخلق , تاريخهم كتاريخ كل الوطنيين العراقيين من كل الطوائف والأعراق والأديان يشهد بتصديهم للاستعمار والهيمنة ومعارضتهم للتسلط والدكتاتورية , فلا تلعب لعبة المديح الذي يشق الصف .بالأمس قلت"الساعدي قد جمع هذه التواقيع من البرلمان الإيراني وهي لا تعمل في البرلمان والدستور العراقي" هذا تصريح معيب , ان تتهم مجموعة برلمانيين عراقيين انتخبهم الشعب العراقي بالتبعية لإيران , لان في تصريحك إساءة إلى من انتخبهم من العراقيين قبل الإساءة لمن تقصدهم من البرلمانيين .لغة الحوار والتخاطب السياسي , والترفع عن الصغائر , وثقافة الاختلاف بحاجة إلى ان تدرس ليس لك وحدك , بل لنخب كبيرة من الساسة والبرلمانيين الذين يقودون العراق نحو الهاوية . العراقيون يعرفون إنهم يخرجون من كل مولد بلا حمص , سواء كان صاحب المولد الملا أو غيره ممن على شاكلته , فلا تلفوا عملية الانقضاض على السلطة والظفر بها , برداء الشعب ..والوطن ..!. لقد صدق غاندي حينما قال: "كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن”

8/5/528

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك