المقالات

من قمة العرب الى قمة العجم / حافظ آل بشارة


حافظ آل بشارة

بعض الناس انتقدوا وسائل الاعلام لأنها انشغلت بمؤتمر 5+1 في بغداد وتركت مشاكل البلد ، المشاكل دائمة الحضور في الاعلام يوميا ولا يزيدها النشر الا تفاقما ، مؤتمر 5+1 يعقد في بغداد تحضره ايران ودول مجلس الأمن الخمس والمانيا وممثلو الاتحاد الاوربي والامم المتحدة ، ليناقشوا مشكلة الملف النووي الايراني ، ايران ارادت مثل باقي الدول استثمار الطاقة النووية لاغراض سلمية ، لكن اميركا والغرب اتهموها بالسعي لصناعة قنبلة ، طهران نفت التهمة واكدت وجود فتوى دينية من الولي الفقيه تحرم انتاجها ، ثم اتهمت الغرب بالكيل بمكيالين قائلة : يسمحون لاسرائيل بامتلاك مئات الرؤوس الحربية النووية ، ويمنعون ايران من الاستخدام السلمي ، قال غربيون ان ايران استخدمت المماطلة والتأجيل والكر والفر لمشاغلة خصومها ريثما تصل الى امتلاك القنبلة النووية لتقوية موقفها التفاوضي ولتحصل على تنازلات . هناك أسباب تحمل الغرب على حرمان ايران من الطاقة النووية اهمها ان واشنطن وحلفاءها يريدون احتكار الطاقة النووية وبحوثها وتجاربها ليكونوا مصدرا لها في المستقبل بعد نضوب النفط وتحول البشرية الى مصادر جديدة للطاقة ، يجعلون العالم يستجديهم ، السبب الآخر ان أحد مقومات التفوق العسكري هو امتلاك السلاح النووي ، امتلاكه وليس استخدامه ، فالعالم متفق على عدم استخدامه لأنه لا يحقق نصرا بل ابادة للطرفين ، الغرب يعد ايران داعية للحكم الاسلامي الديني والعالم الاسلامي كله مجال حيوي لها ، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي ترفض الهيمنة الغربية ، وهي العضو المتمرد الوحيد في منظومة الشرق الاوسط الكبير الذي تريد اسرائيل قيادته ، واغلب حكام المنطقة في خيمته ، هناك مسؤولون عرب لا شغل عندهم ولا عمل غير تحريض اوربا واميركا بكرة وعشيا على ضرب ايران وتخويفهم من خطرها . موقف العراق يختلف فهو يعد ايران دولة صديقة ، ويهمه تهدئة بقاع التوتر من حوله لتحقيق الاستقرار ، اذا استمرت أزمة الملف النووي الايراني ستصل حد التراشق بين طهران وتل ابيب باسلحة تقليدية ثم نووية مخففة والعراق يقع جغرافيا بين الخصمين ، اي صاروخ يطلقه هذا او ذاك ويقصر في المسافة يقع في العراق ، فيشبع العراق كفخات نووية من الطرفين بلا ذنب ، فمن صالحه حل المشكلة ، وعندما يستضيف العراق هذا المؤتمر فهو مؤشر على استعادته دوره الاقليمي والعالمي ، العراق هنا ليس صاحب فندق يصف الكراسي والطاولات للضيوف ويخرج بل هو المضيف المصلح ، واشنطن وطهران يبحثان منذ وقت طويل عن صديق مشترك يسهل لهما لقاءات مباشرة ومفتوحة لحل الأزمة ، يشعر بعض الاشقاء العرب بحزن شديد وهم يرون العراق وسيطا في حل مشكلة عالمية بهذا الحجم لانهم كانوا يراهنون على فشله ، حزنوا كثيرا عندما رأوه يحتضن قمة اشقاءه العرب وكان نجاحه مأتما لهم فكيف اليوم وهو يحتضن قمة العجم ؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيـــد مغير
2012-05-25
كما عودتنا أخي حافظ , كلام الحق فيه حلاوة , وبعد أن ينتقل الشر الذي زرعه العربان في العراق الى بلدانهم سيستنجدون برجال العراق الأبي . فطالما زرعوا الشر فلا يحصدون إلا الشر . جميع المراكز العربية للأعلام هذه الأيام تبين ( خيسة ) قطر والسعودية بسياسييها وفتاوي جهلاء السلاطين وأرتمائهم بأحضان أعداء الأسلام وخصوصا ً بني صهيون . والكل يعلم إن حكام الخليج نغولة الصهاينة .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك