المقالات

حروب واعراس وقطط ليلية......بقلم حافظ آل بشارة


مجلس الأمن الوطني سمح لكل أسرة عراقية باقتناء سلاح في منزلها ، واجه القرار اعتراضات وانتقادات ومخاوف ، قام المجلس بتعديل القرار فأجاز السلاح لاهالي المناطق التي تتعرض لاعتداءات ارهابية ، قرار معقد فيه الكثير من التفاصيل ، يجب اعادة تعريف الاعتداءات الارهابية ، هنا مكمن الخطر ، الارهاب يتخذ الشعار الطائفي ، الاعتداء الارهابي والرد عليه في اي منطقة يتحول بسهولة الى قتال أهلي ،

 

ثم ان العراق كله مشمول بهذا الوصف ، ان لم يكن ارهابا طائفيا فهو ارهاب للسرقة والقتل والثارات والخطف والتسليب والاستضعاف وطلبا للفصل والدية والخاوة ، بهذا القرار نتراجع كدولة الى النظام القبلي ، الدولة هي التي تحمي المواطن ، اذا تقرر تكليف المواطن بحماية نفسه فهذا يعني تحويل الأمن الى قطاع خاص ! فالحكومة تخلت عن تغذية المواطن بالحصة التموينية فاصبح يشتري من السوق ، وتخلت عن تزويده بالكهرباء فاصبح يعتمد على المولدات الاهلية ، وتخلت عن تعليم اطفاله باهمال التعليم فظهرت الدروس الخصوصية والمدارس الاهلية ، واليوم تتخلى عن حمايته أمنيا فيظهر الجيش العائلي ، لا حاجة الى الدولة ومن سيحترمها ؟ كل رب اسرة يشتري بندقية ويدرب عليها أفراد اسرته ، كيفية الرمي الصلي والمفرد والرمي باركا وواقفا والرمي الغريزي ، والرمي من وراء الاستار ، والرمي من داخل الخندق والصولة والاستتار والانقضاض وما الى ذلك ، كيفية تنظيف السلاح والتفكيك والتركيب ، في العراق يوجد اكثر من سبعة ملايين اسرة ، نحتاج سبعة ملايين بندقية ، يجب تحديد نوع البندقية المجازة هل هي : كلاشنكوف ، برنو ، آربيكي ، جي سي ، غدارة ، بي كي سي ؟ ومن اين يأتون بهذا العدد الهائل ؟ انه مشروع لتسليح المجتمع ، لا بد من دولة مصنعة تقوم بتصدير هذا العدد ، صفقة تجارية ذات بعد امني واقتصادي وسياسي ، له علاقة بسيادة العراق وتحديد مصادر التسليح ، الصفقة تحتمل حدوث سرقات وعمولات ، الاتفاق على بنادق روسية ولكن عند التسليم يظهر انها تشيكية سريعة العطب ، بنصف القيمة وما بقي ينزل في الجيب ، اين هيئة النزاهة ؟ ثم ان البنادق تحتاج الى عتاد ، الرمي مستمر ولا بد من وجود مصدر دائمي وموثوق ، الذي في بيته بندقية لا يتراجع عن اطلاق صلية كاملة على قطة قفزت من السياج سهوا تحت جنح الظلام ، جاره لا يبقى متفرجا سيجيبه بصلية مماثلة ، فيجيبهم بقية الجيران بصليات تضامنية ، تتسع المناورة الليلية بالحارق الخارق ، قناة طائفية ستعرض خبر القطة على انه قتال طائفي بين ضاحيتين في العاصمة . وفي الاعراس ستحدث العجائب ستعمل البنادق ليلا ونهارا ، من يوفر العتاد الحكومة ام السوق السوداء ، سيظهر مصرف جديد للاسرة العراقية ، وتجد قائمة التسوق مكتوبة بالشكل الآتي : تمن ، معجون ، بيض ، سكر ، شاي ، اجور المولد ، اجور المدرس الخصوصي ، باكيت عتاد روسي … هذه النقاط جديرة بملاحظة مجلس الأمن الوطني الموقر .

40/5/523

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2012-05-23
الذي لاحظته عند رجوعي للعراق لااول مرة ان حمل السلاح حتى نساء يحملونه وهناك قصص عنها..احد الايام كان لي شوق ان ارى جسر المعلق في الكرادة احد اقاربي قال نحن نأتي معكي فقلت لانني بصرحة تغيرت معالم بغداد كثير وكنت اجهل الاماكن بصورة صحيحة وخرجنا واذا بهم يحملون سلاح فقد دخل الخوف قلبي لماذا يحملون سلاح هل هي عملية اغتيال ام ماذا..احدهم ضحك وقال زهراء لاتخافي يجب ان نحمله ربما نتعرض لااختطاف وهو حمايتك لااكثر عبالهم انكليزية وضحكنا لكن ظل الخوف في قلبي. كيف كانوا يقتلون احبتنا.لعنة اللّه عليك يابعث
زهراء محمد
2012-05-23
تحية طيبة..تجويز السلاح من اخطر الامور على حياة المواطن وعلى آمن البلد من دمار وعدم الاستقرار..لكن الشىء الغريب تخرج تصريحات من ساسة محنكين! يجوزللعراقي ان يكون له قطعة سلاح في البيت ؟! وهذا التصريح كانه يقول اذا صارت لك مشكلة مع واحد انت تحله بنفسك( كأنه تشجيع) دون لجوء الى الشرطة!! ونحن نعرف ان الطائفية زرعها المقبور في العراق ولليوم العراق لم يستقر..اذن ياحكومة يارشيدة كيف تجوز هذا الترخيص بحمل السلاح ودماء العراقييـن لازالت رطبة في شوارع وازقة بغداد ومدنها؟ بدل ان تسحب كل السلاح من العراقيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك