المقالات

مبادئ شهيد المحراب لخدمة الوطن والمواطن


مصطفى شاوي

شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس) قائد المعارضة العراقية ايام النظام المقبور بكل أطيافها ومكوناتها وأعراقها وكان الملهم والقائد للمجاهدين ضد نظام الطاغية وسلطته الظالمة , وصاحب الدور الكبير في تحشيد المجتمع الدولي بتخليص العراقيين وتحريرهم من نظام الطاغية , وتحقق النصر وأزيح عن العراقيين اكبر دكتاتورية عرفها العراق , لقد عانوا العراقيين من مخلفات النظام البائد من دمار وخراب وفقر وغياب الأمان بل أصبح العراق عبارة عن ثكنة عسكرية .وهنا كان دور شهيد المحراب (قدس) للنهوض من خلال وضع الرؤى والمنهاج الصحيح لتقدم العراق نحو الديمقراطية وبناء الدولة المدنية التي تخدم الوطن والمواطن , ولكن في الثلاثين من آب 2003، صدم العالم الاسلامي بانطفاء نور من الانوار المحمدية الاصيلة، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، فبعد انتهائه من صلاة الجمعة وخروجه من الصحن الحيدري الشريف تعرض موكب سماحته لعملية تفجير قام بها القتلة بواسطة سيارة مفخخة أدت الى استشهاده وتناثر اشلاء جسده الطاهر، ظناً منهم، ان المسيرة الحسينية ستنكفئ وتتهاوى، لكنهم نسوا او تناسوا ان الشهيد الحكيم حي في ضمائر وقلوب المؤمنين المخلصين، وان دمه الطاهر سيكون شعلة وضاءة يقتبس منها الأحرار, آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ولد في الخامس والعشرين من جمادى الأولى عام 1358 هـ - 1939م، وفي مدينة النجف الأشرف مركز المرجعية الدينية شاء الله ان يطلَّ على الدنيا شهيدنا المعظم آية الله العظمى المجاهد السيد محمد باقر الحكيم ليكون الولد الخامس والابن البار لمرجع الطائفة الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم، وينتمي (شهيد المحراب) إلى أسرة امتازت بحبها للعلم والعمل واتسمّت بالإخلاص والتقوى فبرز الكثير من رجالها في ميادين العلم يغذون المعارف بنتاجاتهم ويسيرون على الصراط المستقيم بورعهم، منهم جد الشهيد السيد مهدي الحكيم الذي نبغ في العلم حتى أصبح أحد المجتهدين اللذين يشار لهم بالبنان وتورّع عن المحارم فكانت كلمة المقدّس رفيقة لاسمه، وينتهي نسب (آل الحكيم) إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن طريق ولده الحسن المثنى.ونحن في هذا اليوم نستذكر شهيد المحراب (قدس) بألم شديد وفي مرحلة صعبة يعيشها المواطن العراقي وخصوصاً ما نراه من صراع بين الكتل السياسية لذلك نذكرهم بالمبادئ الخمسة التي وضعها مهندس السيادة الوطنية وهي أركان أساسية للنظام الجديد نستعرضها عسى ان يتعض الفر قاء السياسيين بها:• الركن الأول : أرادة الشعب العراقي ان يكون هذا النظام منبثق عن أرادة الشعب العراقي , بحيث يساهم العراقيين بانتخابات حرة نزيهة بانتخاب حاكم او حكم , وهو الذي يعبر عنه بالمصطلحات السياسية ب( الديمقراطية).من هذا الركن أكد شهيد المحراب على الانتخابات وهذا ما دعت المرجعية الرشيدة اليه.• الركن الثاني : هوية العراق وشعبه الإسلام لا بد ان يكون الإسلام ركناً أساسيا ولا يمكن التنازل عنه مهما استخدمنا من مصطلحات , وهو ركن يرتبط بهوية الشعب .الشعب العراقي مختلف الأعراق ,من عرب وكرد وتركمان وفرس وأعراق أخرى , كما توجد في العراق مذاهب فيه السني والشيعي ,وطبقات مختلفة في مستواها وأوضاعها , والجامع الذي هؤلاء العراقيين حتى المسيحيين هو الإسلام .• الركن الثالث : خصائص الشعب العراقي من حق الكردي ان تحترم ثقافته , ومن حق العربي ان تحترم ثقافته , ومن حق الشيعي ان تحترم ثقافته ومذهبه في المناطق الشيعية وأن تدرس في مدارسهم ويعلم أبنائهم أيضاً ,كما من حق السني أيضا احترام ثقافته في مناطق البلاد , والمسيحي في مدارسه ومجتمعاته , هذه الخصائص والمكونات لا بد أخذها بنظر الاعتبار في الحكم المستقبلي .وهذا ما حصل فعلاً من تأسيس مجلس حكم يضم جميع أطياف الشعب العراقي وبرمان وحكومة عراقية منتخبة الى يومنا هذا يتمتع العراق ببرلمان وحكومة متعددة الأطياف والقوميات .• الركن الرابع : وحدة تراب وشعب العراق نحن ندعو الى عراق واحد ومكون واحد وشعب واحد وأرض واحدة ولا نسمح ولا نقبل ان يتجزأ العراق او يتفكك او يصبح دويلات .وقد شدد شهيد المحراب (قدس) على الفدراليات الذي يمثل الحل الصحيح ولكن بطريقة تعبر عن المضامين والخصوصيات وهو نظام معرف في العالم .وهذا ما تحقق فعلاً في بداية الأمر من خلال الرؤيا الصحيحة التي كانت لدى شهيد المحراب (قدس ) والأهداف المرسومة ومن خلال تأكيده على المرجعية وضرورة الالتفاف حولها ,وقد كان لديه تعامل خاص حيث تعامل بحرفيه عالية ودقة من خلال إصراره على إن يكون الحكم للعراقيين وهم الذين يقررون مصيرهم والدستور يخط بيد العراقيين والجيش العراقي جيش الشعب والوطن , جيش جديد يؤسسه المخلصون لا ان يكون جيش يضرب بها العراقيون ويقمعون .لقد وضع شهيد المحراب (قدس) الخطة الإستراتيجية الكاملة ورسم طريق العملية السياسية , لقد كان شهيد المحراب (قدس) مهندس الإستراتيجية العراقية الجديدة ووضع الخطوات الصحيحة التي تقود العراق الى بر الأمان , نحن اليوم نذكر الساسة العراقيين بضرورة الأتعاض من هذا القائد الملهم الذي ضحى بجسده الطاهر في سبيل ايصال رسالة الى ابناء الشعب العراقي بضرورة مواصلة طريق البناء والديمقراطية وتحقيق الأمن والسلام للعراق والعراقيين جميعاً .ونختم قولنا حيث يقول سبحانه : { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } .صدق الله العلي العظيم

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك