المقالات

العودة لتسليح الشارع العراقي


ابو ذر السماوي

في فترة الأزمات يجوز ما لايجوز في غيرها من الأوقات وتباح المحظورات لسبب بسيط ,أن الأولويات تتبدل والكل يقبل بالأدنى من اجل أن يصل الى بر ألامان حتى ولو كان على حساب مصلحته الشخصية أو بعض ما يؤمن به مقارنة بما سيتحقق لمصلحة المجموع وأمانهم واستقرارهم ,وكثيراً هي شواهد التاريخ على أخطاء أرتكبت ومآسي لأناس في فترات الحروب أو الأزمات ,والحجة هو إجراءات أستثنائية أو قرارات الأزمة وتحديات المرحلة .وربما لا يذكرون أصلاً لكي لا تشوه فرحة الانتصار والظفر وإفشال المخططات العدوانية وإسقاط المؤامرات التي تحاك ضد الشعب والامة وطبعاً العراق أذا لم يكن الاستثناء عنده هو الاستقرار لأنه يعيش ومنذ عقود بأزمة, فقانونه مؤقت وقضى كل تلك الفترة بلا دستور وتحت رحمة الانقلابات وقرارات مجلس قيادة الثورة وثقف الشعب وجبرهعلى مواجهة التحديات ويخضع لقوانين الأزمات لان القيادة مهددة ولأنها تعرف مصلحة الشعب أكثر منه ,ولأن المرحلة أاستثنائية فيجب العبور بأقل الخسائر ولابد من التضحيات وكم قدم هذا الشعب من تضحيات .ولا أريد أن أوصل قرار الحكومة الأخير بسماحها لكل بيت حيازة قطعة سلاح خفيفة على أن تسجل عند اقرب مركز شرطة الى هذه المستويات أو أن أنعت متخذي هذا القرار واصفهم بنفس أوصاف المراحل السابقة,لكن هذه الخطوة وهكذا قرار عليه مؤاخذات كثيرة ,أولها ما يتبجح به القيادات الأمنية بتحسن الأمن الملحوظ وسيطرتهم على الأوضاع الأمنية ومسك زمام المبادرة وكثرة القوات الأمنية من وزارتي الدفاع والداخلية ويمكن ملاحظة هذه الإعداد مع كثرة انتشارها في الشوارع والسيطرات الأمنية ,وهذا ما يجب أن ينعكس على أمن المواطن لا ان يتحمل أمنه بنفسه إضافة الى أن من أول مطالب أي حكومة أن تطالب وتعمل بحصر السلاح بيد الحكومة وأجهزتها الأمنية وهذا ما شاهدناه في أكثر من عملية لفرض القانون فكان حصر السلاح بيد الحكومة شعارها ومن أولوياتها ,وهذا ما لايتحقق في هذه الخطوة بل يتنافى معها ويجهض الجهود السابقة ألا أن تكون الأولويات قد تبدلت والرؤى قد اختلفت .أما في ما يخص طبيعة المناطق الريفية و العشائرية وحيازة الأسلحة وبغض النظر من كونها رصيد حقيقي وقوة لضبط الوضع في أي وقت وعلى اختلاف المراحل وهي كانت كذلك ولا زالت فماذا كانت تفعل تشكيلات مجالس الإسناد والصحوات طيلة هذه الفترة وما مصير الميزانيات التي صرفت لها وما حاجة المواطن لها في الوقت الحاضر .أما فيما يتعلق بمواجهة المجاميع الارهابية وفي مناطق لازالت ساخنة فهنا بيت القصيد وبعد كل ما بذله الأهالي من سكان تلك المناطق من جهود وتقديمها تضحيات جسام فهل بالنية إبقائها ضحية وفريسة سهلة لتلك المجاميع مع تطبيق القرار وإذا كانت الجهود الأمنية ستنصب على تنفيذ هذا القرار فمن الأولى أن تنصب على تجريد الإرهاب من مصادر قوته والقضاء عليه بدل إشغالهم بالمواطن وما يمتلكه المواطن. وأخيرا أليس من أسباب الفوضى هو انتشار الأسلحة ,الم يقولوا أن يوم واحد من الفوضى يحتاج الى كثير من الوقت لازالت مظاهر تلك الفوضى وهل أن عسكرة الشارع والمدن والشعب من مظاهر الدولة ناهيك عن المجتمع الديمقراطي والمدني وغيره من الملاحظات والتساؤلات وآلاف علامات التعجب على قرار السماح للمواطن بحيازة الأسلحة الخفيفة !!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك