المقالات

هل من الموبقات نشر التشيع ؟؟؟


خضير العواد

إن المشكلة السياسية التي تعصف بالبلاد جعلت بعض السياسين أو رجال الدين يبتعدون عن الحقيقة في أغلب تصريحاتهم ، مما جعلوا الشارع العراقي يرتبك من تضارب هذه التصريحات مع الواقع الذي يعرفه الجميع ، وأخر هذه التصريحات هو أتهام السيد المالكي باللعب على الطائفية ونشر التشيع في ربوع العراق ، ولكن الجميع يعلم موقف حزب الدعوة من مسألة نشر التشيع وهو الذي تأثر كثيرا بأفكار أخوان المسلمين السني و قياداته كحسن البنا وسيد قطب وكذلك تأثره بحزب التحرير الأردني ، بالإضافة الى أن حزب الدعوة الأسلامي يعتبر من أكثر الأحزاب الشيعية إقتراباً من أهل السنة ومواقفه من الشعائر الحسينية معروفة وغيرها من المواقف التي تجعل المالكي وحزب الدعوة أكثر أقتراباً من أهل السنة ، ولكن لو قلنا جزافاً إن هذا الرأي صحيح وأن السيد المالكي ينشر التشيّع فهل اصبح نشر تعاليم وأخلاق أهل البيت عليهم السلام موبقة يجعل رجال الدين يوبخون من يفعلها ، علماً إن وظيفة رجل الدين الأولى هو تبيلغ علوم آل البيت عليهم السلام ونشرها ما بين الناس لكي ينقذهم من ظلمات الضلال ويدفعهم الى الطريق القويم الذي يضيئه وينوّره الثقلان اللذان لن يفترقا حتى يردا على رسول الله (ص) الحوض كما قال سيد الكائنات رسول الله (ص) ( إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الأخركتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي آهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض )...(1)، وقد أكد أئمتنا عليهم السلام من خلال أحاديثهم الشريف التي تجاوزت العشرات في وجوب تعليم علوم أهل البيت عليهم السلام وأرشاد الناس لها ، وطريق التبليغ ونشر علوم أهل البيت عليهم السلام قد دفع ضريبته المئات من كبار علمائنا ومراجعنا في مقدمتهم الشهيدين و الصدرين اللذان ضحيا بدماءهم رخيصةً للحفاظ على مذهب أهل البيت عليهم السلام ونشره ما بين الناس ، ولكن العجب كل العجب عندما تخرج هكذا كلمات من أفواه رجال الدين التي تعتبر من أوائل مهماتهم ووظائفهم هو القيام بهذه المهمة وهي نشر التعاليم القرآنية لأهل البيت عليهم السلام ومن البديهيات التي لا يختلف عليها إثنان إن أكثر الناس اللذين يشجعون على عمل ونشرعلوم وأخلاق أهل البيت عليهم السلام هم رجال الدين، وإذا كان السيد المالكي يقوم بهذه المهمة فهذا شئ جميل يجب أن يمتدح عليه ونشد من آزره ونساعده ونقف معه ونسانده على هذا الفعل الحسن الذي يجلب الى العراق كل خير لأنه روح الاسلام الحقيقي الذي وصى به رسول الله (ص) ، ولكن وضع العراق السياسي ومشاكله المتشابكة تجعل الكثير من المتصدين يصرح بكلمات غير دقيقة ومدروسة وتبتعد كل البعد عن الواقع من أجل بعض الغايات والمكاسب ، ولكن مهما تكن الغاية والهدف يجب على كل متصدي أن يضع أمامه هذه الأية حيث يقول الله سبحانه وتعالى ( وقفوهم إنهم مسؤُلون )...(2) ، فيجب أن يفكر بكل كلمة يقولها لماذا يقولها وماذا سأجيب الله سبحانه وتعالى عندما يسأله لماذا قلتها ، ويجب أن يكون ميزان كلماتنا المصلحة العليا للعراقيين اللذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل وصول جميع القيادات لهذه المناصب ، فيجب أن نعتني بمصالحهم وكيف نحافظ عليها وندافع من أجلها ، ونبتعد عن كل ما يضعف ويضيّع المصلحة العليا للأغلبية المظلومة التي عانت وضحت من أجل بعض المكاسب الوقتية ، لذا يجب علينا أن نبعد كل المعوقات والعقبات التي تجعل توحد مكونات الأغلبية صعباً ، وخصوصاً التصريحات النارية التي لا تجلب للأغلبية أي منفعة أو مصلحة في الوقت الحاضر حتى وإن كانت صحيحة وحقيقية لأن المقولة الشهيرة تقول ليس كل ما يعرف يقال ، لذا يجب أن نختار الكلمات لكل ظرف وزمان حتى نجلب المنفعة والحياة السعيدة للعراق والعراقيين .(1)الخلاف-الشيخ الطوسي ج1ص27 (2) سورة الصافات أية24

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو الحسن البغدادي
2012-05-12
كلمته لم تلقَ اهتماماً كبيراً من الأطراف المخالفة، لأن غايته غير خفية عليهم. ومن الحكمة أن يصمت التحالف درءاً للفتنة، وهو الذي حصل فعلاً. شكراً لكاتب المقال.
هيفاء الربيعي
2012-05-12
مقالة رائعة تضع الحق في نصابه والحمد لله ان هناك من يقرأ الكلام صحيحا ويعرف الغايات التي ورائه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك