المقالات

المالكي في كركوك هل من مبارز!!....بقلم مالوم أبو رغيف


المالكي في كركوك هل من مبارز!!

 مالوم ابو رغيف .

من الناحية الإدارية لا يوجد ما يمنع رئيس الوزراء من عقد اجتماع مجلس الوزراء في إي مدينة عراقية بما فيها كركوك، التي لم تحسم عائديتها الإدارية بعد، فالمادة 140 معطلة بإصرار وتعمد يهدف إلى خلق حالة أمر واقع مفروض يخالف تطلعات الكورد باسترجاع حقوقهم المضيعة وإلحاق المدينة بالإدارة الكوردستانية. لكن ما يجب مراعاته وأخذه بالحسبان هي الظروف السياسية المعقدة والوضع المشحون الذي يمر فيه العراق والعلاقات المتردية بين الأحزاب الممثلة في الحكومة وخاصة مع التحالف الكوردستاني، كل ذلك يجعل من عقد اجتماع مجلس الوزراء في كركوك تحدي استفزازي للطرف الآخر، وهنا هو الطرف الكوردستاني. الاستعدادات الإجراءات الأمنية الملفتة للنظر والباهظة التكاليف وحديث المالكي عن هوية كركوك العراقية، يوضحان بشكل لا يقبل الشك بان الأمر لم يكن ضمن روتين حكومي اقتضته المصلحة الإدارية، إنما كان بقصد ونية مبيته تهدف إلى استمالة الأصوات المعارضة للسيد المالكي طائفيا، وكسبها إلى صفه شوفينيا وإحداث شرخ في بنية القائمة العراقية وإضعافها والتخلص من منافس مشاغب نغص عليه متعة ترؤس الوزارة والسيطرة على السلطة. النهج السياسي الذي تتبعه دولة القانون يميل إلى التصادم والنفور السياسي ويبتعد عن المساومات السياسة والحلول الوسطية، ويبدو ذلك واضحا في علاقات كتلة دولة القانون المتشنجة مع جميع الأطراف المشتركة بالعملية السياسة، بل إن هذا التأزم والتشنج يميز علاقات دولة القانون مع مكونات التحالف الوطني ، مثل الصدريين والحكيميين والبدريين وغيرهم وكذلك مع الأطراف السياسية خارج الحكومة مثل الحزب الشيوعي الذي يتعرض إلى مضايقات وتحرشات مستمرة. لم يعد المناخ الديمقراطي هو المناخ السائد في العراق، فالديمقراطية ساحة للحوار والالتقاء، لكن السيد المالكي ومستشاريه مع بالغ الأسف، حولوا هذه الساحة إلى ساحة للتبارز والتحدي والتحشيد. فكأني بالسيد نوري المالكي عند ذهابه إلى كركوك يسحب سيفه ويعلن بأعلى صوته هل من مبارز!! الأجدر بالسيد المالكي إن يكرس جميع مواهبه وقابلياته السياسية والإدارية لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه. الأجدر بالسيد نوري لمالكي مبارزة الفاسدين وسوقهم إلى ساحات القضاء وفضحهم علنا حتى لو كانوا من صفوف كتلته الانتخابية، فهم، وهذا ما يعرفه حتى الأطفال في العراق، سبب هذا البؤس والخراب والتخلف في العراق. لكن السيد المالكي غير مهتم إطلاقا بحاجات الناس ومتطلباتهم، فهو مثل وزراءه يعالجون ويطعمون ويسقون الناس وعودا وعهودا لم يشاهدها الناس متحققة منذ إن تسلم السلطة ولحد ألان. في العلاقة مع الشعب الكوردي وصل الأمر حدا ينبغي التحذير والحذر من تجاوزه، لأن تجاوزه يعني التنكر لكل النضال والتضحيات التي قدمها الشعب الكوردي من اجل نيل حقوقه، تجاوز هذا الحد يعني تجاهل وعدم اكتراث للمآسي والمجازر والمقابر الجماعية التي دفن بها مئات ألاف الأبرياء. إن تجاوز هذا الخط يعني تبرير لجميع الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الكوردي، إي تنكر لهذه الحقوق هو تنكر للإنسانية. الأوطان يجب إن لا تقوم على غمط والتنكر لحقوق الناس، كما هو الحال في البلدان الشمولية، فالعراق يجب إن يكون كبيرا وعظيما لان فيه يتمتع الإنسان بحقوقه. إن الاستمرار في نهج التنكر للحقوق، ليس حقق الشعب الكوردي في المناطق المتنازع عليها والتي يشكل فيها الكورد أغلبية السكان، بل حقوق جميع العراقيين، فالرفاهية ينعم في بحبوحتها السياسيون والمنتفعون والسماسرة والفاسدون فقط، أما أغلبية الشعب فيعيش بمآسي ومرارة وضيم وظلم وبؤس، ان هذا الاستمرار هو الدكتاتورية بلحمها وشحمها، فالدكتاتورية لا تعني فقط التفرد في اتخاذ القرار، هي تعني ايضا اضطهاد الناس بالتنكر لحقوقهم وتجاهل طلباتهم وعدم الاهتمام لتطمين احتياجاتهم.

12/5/511

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراق3
2012-05-12
المقابل ثعلب وخداع والتاريخ شاهدو الحق لا يؤخذ من الذئاب بالدائرة المستطيلة ولا المدورة واذالم تكن ذئبا اكلتك اثعالب ولا مجال للخنوع ونحن الاغلبية فلو كنا اقلية ماذا سيحدث
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك