المقالات

عسكرة وسمسرة

632 11:24:00 2012-05-10

عمار ألشمري

الملف الأمني في العراق قضية عالقة منذ أكثر من تسع سنوات مضت على عمر العمليّة السياسيّة، حيث لم تستطع الحكومة فرض الأمن والاستقرار في مناطق عديدة من العراق وبالخصوص في بغداد، فلازالت الجرائم المنظمة تُرتكب أمام مرأى ومسمع الأجهزة الأمنيّة والتي وقفت عاجزة عن ردع المجرمين والحد من الاغتيالات بالأسلحة الكاتمة والعبوات اللاسقة والسرقة وعصابات إجبار الناس على دفع الأتوات وكأننا في غابة تتصارع فيها الوحوش من أجل البقاء, والمسؤول العراقي لا يشعر بهذه المعانات لأنه يعيش بعيداً عن متناول أيدي المجرمين كون سيارته مصفحة والمنطقة التي يسكنها خضراء ومحصنة وتحيطه الحراسات المدججة بالسلاح وكهرباء بيته مستمرة وراتبه يفوق تصور الأغنياء ويعيش في جنة النعيم ويحيط به الحور العين ويطوف حوله ولدانٌ مخلدون كأنهم لؤلؤ مكنون. إنّ الحكومة العراقيّة خصصت ميزانية كبيرة للوزارت الامنية وجندت مايقارب مليون ونصف جندي وشرطي واعادت اكثر من 70% من أزلام النظام السابق من ضباط الجيش والشرطة والاجهزة القمعية من الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء بحجة المهنية، ومع كلّ هذا الهدر بالطاقة المادية والبشرية يطل علينا الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ويتكلم عن إصدار قرارمن قيادة عمليات بغداد يقضي بالسماح لأهالي بغداد اقتناء سلاح شخصي في بيوتهم لحماية انفسهم ويأتي هذا القرار بعد ان عجزت الحكومة الوقوف بوجه العمليات الإرهابية والاغتيالات والجريمة المنظمة، وهناك تحليل لهذا القرار المفاجئ وهو ان المالكي يريد تسليح الشارع تحسباً من وقوع حرب أهليّة في حال حجب الثقة عن حكومته ورفضه تسليم السلطة.إنّ الوزارات الأمنيّة ينخر جسدها الفساد المالي واختراق المجرمين لها من البعثيين والانتهازيين وسماسرة، وتُباع المواقع الامنية الحساسة بإشراف مكتب القائد العام للقوات المسلحة وأكثر من ثلثي القوات الامنية تدفع الرشاوى وتذهب رواتبها الى جيوب مافيا الفساد المالي وجيوب الامرين والثلث الثالث أمّا غير مؤهل او انهكته كثرة الواجبات التي لاتخضع بالعادة إلى المهنيّة.إنّ الحكومة أثبتت فشلها على جميع الأصعدة وحسنة المالكي الوحيدة أصبحت سيئته وسيئة كابينته الوزارية، فبعد التردي الكبير وهدر المال العام في الوزارات الخدمية نلاحظ تراجع كبير في الملف الأمني وعدم قدرة الحكومة على الوقوف بوجه الجريمة المنظمة مما دعاها إلى تسليح الشارع، وهذا القرار أطلق رصاصة الرحمة على رأس النظام الحاكم في العراق والأيام القادمة تنبأ بخفايا كثيرة ندعو الله العلي القدير أن يحمي العراقيين منها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د. محمد الشمري
2012-05-11
لا يوجد بيت بالعراق ليس لديه سلاح ومنذ زمن الطاغية صدام وبعد تحرير العراق وهروب الجيش العراقي السابق اصبحت الاسلحة تباع في الاسواق . والقرار الاخير يلزم اصحاب الاسلحة ان يسجلوة في مراكز الشرطة ولكل منزل قطعة سلاح واحدة بشرط ان تكون خفيفه وهذا الامر موجود حتى بامريكا؟ فهل تتصور ان العشائر العراقية ستقبل بتسليم اسلحتها؟ الحل الوحيد لجمع السلاح هو ان تقوم الدولة بشرائه من المواطنيين وباسعار جيدة . اما عكس ذلك فلن تستطيع اي حكومة ان تسحب السلاح من العراقيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك