المقالات

شقاوة قبل السقوط وفتوة بعد التحرير

749 14:05:00 2012-05-09

أبو ذر السماوي

منذ أنّ بدأ البرلمان بممارسة دوره الرقابي على السلطة التنفيذية بوصفه ممثلاً للشعب مما يشكل حالة صحية وجديدة في العراق، وهي إحدى فضائل التغيير وبركة من بركات الديمقراطية، وعلى كثر ما شهدت السنوات الاخيرة من استضافات واستجوابات إلاّ ان ما لمسناه من جدية وموضوعيّة وممارسة حقيقية للدور الرقابي لم يتجاوز اصابع اليد وعلى قلة تلك الحالات لم يكتب لأيّ واحدة من تلك المحاولات تحقيق أهدافها سوى ما حققته على المستوى الشعبي من الرضا والمقبولية لمن قام بالاستجواب لانه عبر عن معاناتهم واقترب مما في نفوسهم عدى ذلك لاشيء، ومن هذه الحالات النادرة استجواب وزير التجارة وكشف ملفات الفساد وفي قضية مشهورة ومع كلّ الأدلة والقرائن وهدر أموال وصفقات مشبوهة ووهميّة وسوء الأداء وتدني ما هو مقدم للمواطن من مفردات البطاقة التموينية إلاّ أنّ شيء لم يحدث لحضرة الوزير، وبعد التسويف والمماطلة يطلق سراح الوزير وتثبت برائته لعدم كفاية الادلة اما المثال الثاني فهو استجواب وزير الكهرباء وكما حدث مع زميله في التجارة وعلى الرغم من استمرار معاناة المواطن واستفحال ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي وادانة الوزير السابق كونه سبب مباشر في عدم اكمال أغلب المشاريع والتعاقدات الوهميّة وصل الامر ان يكون العراق وشعب العراق اضحوكة باستيراد لعب اطفال كرافعات عملاقة والبارجات العاطلة وباعتراف الوزير، لكنّ النتيجة أنّ يُكافأ الوزير بسعفة النزاهة وبكل ما يعنيه هذا التصرف من استهزاء واستهانه بمشاعر المواطن الذي عانى ولا زال يعاني من الكهرباء، هذان أبرز استجوابان وأهمهما بنظري كان من المفروض ان يشكلا علامة فارقة في مسيرة البرلمان والحكومة على حدٍ سواء أمذا الباقي فكان يحتج عليها بأنها مسيسة او لاغراض انتخابية أو بدوافع شخصيّة أو كيدية حتّى التقت المصالح والأجندات في استجواب أمين بغداد صابر العيساوي فنواب القانون والاحرار (الدعوة والتيار الصدري) متناغمين مجتمعين لاستكمال الاستجواب وعلى الرغم من انه لم يعتذر ولم يماطل وصرح اكثر من مرة بانه يريد الاستقالة وقدمها فعلاً لدّولة رئيس الوزراء المالكي إلاّ أنّه رفض وبشدة ومع انه كان رمزاً لحملات المستجوبين الانتخابية وهدفاً متحركاً فنعتوه بحرامي بغداد، إلاّ اننا نكتشف ونتفاجأ بأنّها مجرد حملات انتخابية ليصروا على ان يكون أمين بغداد فكيف تحول من حرامي الى امين وانتم تتحدثون بلغة المنتصر دائماً ولأني من أهل الجنوب أعرف ما معنى ان يكون أحدهم مهندس في وزارة الدفاع ويعمل تحت أمرة وإشراف المقبور علي كيمياوي كما اعرف معنى ان يتحول القاتل والمجرم الى حر ومن ثم محافظاً أو نائباً للمحافظ، وان كان سفاحاً ومشكوكاً في نزاهته وحتّى في تدينه فهو يرفع السلاح بيد ضد المحتل ويتعاقد معهم بيد أخرى كمقاول وسمسار أو فتوة، سمه ماشئت فكلّ المعاني تنطبق على توافق ذنب المجيد كيمياوي أي ذيل البعث وسمسار الامريكان والنتيجة معروفة شقي ماقبل السقوط وفتوة مابعد التحرير، انا هنا لا اعترض على استجواب امين بغداد فهو تم وبآليات قد تكون مقبولة فلماذا لاتستكمل آليات ما بعد الاستجواب ولا اريد ان اشرعن عمل احد او ازكي العيساوي بقدر ما اريد التذكير بان النهي عن الفعل يجب أنّ يأتي من تاركه و رافضه، اما ان يأتي من فاعله والمتجاوز لاكثر من ذلك الفعل فهذا ما لايجوز ولا نريده أنّ يؤسس في تجربتنا الديمقراطية الوليدة، وهنا وبكلمة أخيرة واعتقد إنها بيت القصيد ان إصرار شيروان الوائلي والشهيلي (القانون والاحرار) على إقالة أمين بغداد يأتي من طمعهما بهذا المنصب ولا يوجد مبرّر آخر لكل هذا الاصرار والحرب الهوجاء فقولوها صراحة وانتم الآن تستطيعون ان تستبدلوا الرجل وبكل بساطة ولله الحمد (حكومة وكلها بالوكالة )فلماذا هذه البطولات الزائفة والعنتريات الفارغة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك