المقالات

أفضحك… ولكني أحترمك!


أفضحك… ولكني أحترمك!

محمد واني * كاتب عراقي

اعتاد أمراء الطوائف وزعماء الكتل والأحزاب السياسية العراقية في خضم انشغالهم بالصراع على السلطة أن يوجهوا انتقادات لاذعة بعضهم بعضا- سواء عن طريقهم المباشر أو بواسطة وكلائهم المعتمدين- تصل في كثير من الأحيان إلى حد القذف والتشهير مثل؛ العميل، الطائفي، الإرهابي، الفاسد، الانفصالي، الانقلابي وغيرها من الشتائم والإهانات التي يعاقب عليها القانون.

فقد دأبوا على نشر غسيلهم القذر على صفحات الصحف والمواقع الاجتماعية والقنوات الفضائية منذ أن شغلوا مناصب متقدمة في الدولة الجديدة، حتى باتت أخبارهم تتناقلها الألسن بتفاصيلها المملة كنجوم السينما، ومن هذه الأخبار أن فلانا السياسي كان متسكعاً في شوارع بعض العواصم العربية يبيع السجائر والمسابيح قبل أن يصبح متمكناً في الدولة! وأن المسؤول العلاني أيضاً “طلع” أمه غير عراقية ولا يجوز له أن يترشح لمنصب سيادي كبير، والآخر تبين أن أصله شركسياً أو مهابادياً أو يهودياً، أو غيرها من الإساءات الشخصية السخيفة والتشهير المعيب التي تستهدف الحط من مكانة الخصم وإبعاده عن المنافسة السياسية.

وإذا سألت أي واحد من هؤلاء لم توجه إلى غريمك كل هذه الانتقادات الجارحة، فقد فضحت الرجل، يجيبك بكل برود:

“على المستوى الشخصي ليس لدي أي مشكلة معه، فهو صديقي الصدوق ورفيق درب واحد ضد النظام الدكتاتوري السابق ومازلت أكن له كل حب واحترام!… فانتقاداتي لا توجه لشخصه الذي احترمه بل لنهجه المخرب وأفكاره العنصرية وطريقته البائسة في إدارة الدولة”!

العراق الجديد ابتلي بهكذا نوعية من السياسيين “الانتهازيين” الذين لا يتورعون عن تبادل أخطر التهم وأشنع الشتائم من أجل مصلحتهم الخاصة، والوصول إلى أهدافهم بأي طريقة مهما كانت منحطة وغير شريفة، والعجيب أن كل واحد منهم يرى أنه على الحق المبين، وأن خصمه على باطل، بالضبط كما كان يفعل الساسة البعثيون، لم يزيدوا عنهم شبراً ولم يتقدموا عنهم خطوةً… مسكين العراق يظل يدفع ثمن حماقة بعض أبنائه الضالين من أمنه وراحته.

15/5/507

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك