المقالات

تطوير العلاقات العراقية – الكويتية مصلحة للجميع.


سعيد البدري

يبدو ان الزيارات والمواقف المتبادلة بين الساسة العراقيين والكويتين اصبحت في المقدمة ونالت جزءا كبيرا من التحليل والدراسة عن اسبابها ودواعيها وسط رغبة حقيقية من قبل حكومة البلدين الشقيقين على تجاوز مرحلة مابعد غزو صدام للجارة الكويت وما جرى على العراق والعراقيين من ويلات وكذا ما خلفه الغزو من نتائج مأساوية على مجمل الاوضاع السياسية والاقتصادية والنفسية على الكويت وما تلاها من حالة استعداء امتدت لتطال الشعبين وتصدر عبر بوابتها حالات التصعيد والانفعال والاتهام بالتأمر وغيرها من افرازات هذه المرحلة المشوشة المليئة بالتناقضات والتي كان وقتها لشهيد المحراب وعزيز العراق الدور الاكبر في ترميم العلاقة ومد جسور الثقة كون الشعب الذي رفض صدام غير مسؤول عن حماقاته وهذا ما شكل انطلاقة جديدة في العلاقات بين البلدين رغم حالات التصعيد والتأزيم التي عاشتها العلاقات بين البلدين والتي اكد العقلاء من العراقيين وفي مقدمتهم السيد عمار الحكيم على انها تنطلق من افق ضيق وخلفيات سياسية وانفعالات غير مبررة, اليوم نحن نعيش مرحلة جديدة وجدية من العلاقات المتطورة حيث تابع العراقيون والكويتيون خلال الايام القليلة الماضية باهتمام بالغ اجتماعات اللجنة المشتركة العراقية الكويتية والتي قيمها المتابعون والمختصون بايجابية ستنعكس بشكل ممتاز على العلاقات بين البلدين , وما تعنيه ان تكون هذه العلاقات على مستوى عال من الايجابية بين العراق والكويت سيسهم قطعا بحل اغلب الاشكاليات العالقة بين البلدين بأسرع وقت ممكن وسط دعوات ينبغي ان يكون لها تأثيرها موجهة من رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم يطالب فيه حكومة الكويت بالعمل الجاد والسعي لاخراج العراق من البند السابع وانعكاسات ذلك الطلب ان تحقق على الكويت نفسها والتي تدرك ان العراق القوي الملتزم الحر بسيادة كاملة سيكون عراقا بلا مشاكل داخلية يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد الكويتي الذي يحتاج الى ان يرتبط بشكل من الاشكال بالعراق كونه سوق واعدة ويمتلك الثروات والطاقات التي تساعد في النهوض باقتصادات بلدان اخرى كأيران وتركيا وحتى سوريا وبعض البلدان الاخرى ان تطور هذه العلاقة ووصولها الى مستويات عالية من التفاهم والتنسيق يمكن ان يكون نموذجا لعلاقة ايجابية بين العراق والدول الخليجية الاخرى ان ارادت ان تخرج من خانة التأمر والاستعداء للنموذج العراقي الجديد بعد عقود من حكومات الانقلابات العسكرية والديكتاتوريات الشبيهة بالملكيات التابعة لقرارات خارجية من دول المنطقة سيما وان هناك العديد من الملفات العالقة بين العراق وبين هذه البلدان وجملة من المصالح التي ينبغي ان تتنامى لخير شعب العراق وشعوبها ,من هنا فان تواصل الاجتماعات بين العراق والكويت والجدية العالية التي اتسمت بها الاجتماعات والمفاوضات بين من قبل الطرفين اذا ما استمرت بهذه الوتيرة فستكون هناك معالجة للكثير من المشاكل وستنتهي المشاكل بشكل نهائي في مسائل كالحدود والتعويضات وغيرها من امور تشكل حالة تنازع اليوم بين حكومتي البلدين التي ادركت ان حجم المصالح والمشتركات اكبر بكثير من الاختلافات والقضايا العالقة بينهما,والتي تطلب ترميمها والحفاظ عليها كما اسلفنا جهودا جبارة وتصميم لايلين من قبل الحكيمين العزيرين شهيد المحراب وعزيز العراق حيث انهما نظرا الى الامور من زاوية اخرى تختلف عن الزاوية التي ينظر من خلالها الجميع نعم ان التأكيد على اهمية بناء علاقات ايجابية مع دولة الكويت ، امر لابد من العمل عليه والتنبه له لاننا نعيش برفقة دول وشعوب وحكومات وينبغي لنا حكومة وشعبا ان ندرك هذه الحقيقة ونعمل بمقتضاها في التأسيس لعلاقات متينة تحكمها الشرائع والقوانين وتحركها المصالح الرامية والهادفة لخدمة ابناء شعبنا اولا واخيرا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك