المقالات

البطاقة التموينية ...ومليونا مهاجر!!


نور الحربي

من الاكيد ان توفير لقمة العيش والحياة الكريمة من مسؤوليات الراعي تجاه الرعية كما ان العمل على تطوير البلاد وخلق الفرص الحقيقية امام الشعوب هو من مسؤولية الطبقة الحاكمة ديمقراطية كانت او ديكتاتورية فلولا الخبز ما عبد الله وتوفير قوت الشعب امر جدي وتحد كبير يواجه كل الانظمة في العالم لذا انشئت المعاهد ومراكز التخطيط التي تهتم بدراسة الواقع الفعلي الاقتصادي والاجتماعي للدول لتدرس الانماط والسلوكيات ثم توضع الخطط والستراتيجيات والاساليب التي تصمم لضمان الامن الغذائي وتكرس حالة الاستقرار وهنا في بلاد الرافدين العظيمين هذا البلد الغني بقدراته وامكاناته الطبيعية والبشرية يعيش ابناء الشعب العراقي في ظل اوضاع مريرة ادت الى اعتماد ثلث العراقيين تقريبا وبشكل اساسي على البطاقة التموينية ومفرداتها رغم التغيرات التي شهدتها البلاد بعد العام 2003 وفي ظل غياب استراتيجية واضحة لمكافحة الفقر والنهوض بالمستوى المعاشي لطبقات واسعة من ابناء الشعب العراقي تستمر معاناة المواطنين مع البطاقة التموينية فهي قضية لا تنتهي , وأصبح للعراقيين تاريخ طويل معها ففي الوقت الذي تغيرت فيه الأنظمة لم تتغير البطاقة التموينية ومشاكلها والمفارقة ان البطاقة التموينية تستخدم في الدول كاجراء طارىء في ظل ظروف معينة كالحروب او الكوارث والأزمات ' في حين اصبحت لدينا سياقا و ظاهرة فريدة من نوعها, وكانها اصبحت جزء اساسيا من حياة العراقيين حتى باتت وثيقة يعرف بها المواطن من غيره في المعاملات الرسمية حيث لا تنجز أي معاملة الاّ بتقديم بطاقة تموينية حتى وصل الامر الى العراقيين الذين يعيشون خارج البلاد وعددهم بالملايين ان تطالهم معاناة البطاقة حين يعودون لانها تطلب منهم لتمشية اي طلب او معاملة ولنتصور حجم المشاكل التي يعانيها احدهم في حال لم يستصدر هذه الوثيقة السحرية التي لايحتاجها اصلا ,, ان الاحصاءات الرسمية التي تتحدث عن مستويات الفقر والحاجة في صفوف العراقيين تؤكد ان ثلث الشعب العراقي يعيش تحت خط الفقر وهم قطعا بحاجة الى رعاية الدولة عبر توفير حصة غذائية مدعومة او مجانية من الحكومة ولعل الحديث عن العدالة تكفل به اهله من الحريصين على ان تكون هذه الدولة عادلة ومنصفة بحق ابنائها ولمن فاته حديث الملتقى الثقافي الاخير لسماحة السيد الحكيم الذي نجل كل خطواته ونبارك التفاتته الكريمة للدفاع والمطالبة بحقوق الشرائح المحرومة حيث اكد سماحته على ضرورة ان تكون هناك موازين مقبولة وعادلة عبر رعاية الحكومة لبرنامج البطاقة التموينية وايصالها لمستحقيها الفعليين بطرحه مسألة مضاعفة وتحسين مفردات البطاقة التموينية للذين لا تقدم لهم بالشكل الذي يعينهم ويجعلهم في مستوى افضل (ان الاموال المخصصة للبطاقة التموينية التي تنفق على مليوني مهاجر في الخارج وهكذا تقدم الحصة الى من لا يحتاج أليها وتحجب المستوى المحسّن ممن يحتاج إليها ولو كان تحجب عن من لا يحتاج اليها وتحسّن وتزيد لمن هو محتاج اليها من المعوزين من الفقراء وذوي الدخل المحدود)، ومن هنا فان الدعوات الصادقة للنظر بهذا الملف واقرار مشروع قانون بخصوص البطاقة التموينية يعالج نوعيتها ومستحقيها سيكون البلسم وسينهي مشكلة طال الحديث عنها دون ان يقدم احدهم الحلول والمعالجات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي الاصيل
2012-05-04
لو فرضنا جدلا اخي الكاتب ان السيد الحكيم طالب وطالب وطالب حتى ينقطع النفس لشمول بعض المتضررين فأن الحكومة قطعا لن تستجيب لانها دائما لاتأخذ النصيحة وتبرر القضية وتعتبر من يطالب باسمهم جماعته وربعه بالشعبي احاجيك هو رئيس الحكومة المحترم وين جان عن الحكيم وهسه جايه يريده يوكف وياه بعد ما حاصروه الجماعه نصيحتي للسيد الحكيم وهو اجل من ان ينصح عوفهم ما يستاهلون جهدك وتعبك عليهم لانهم عقارب صفراء والدليل للي يشكك بكلامي يتابع مواقع الدعوة ودولة القانون شكد يحجون على بيت الحكيم الشرفاء ...
راصد وطني
2012-05-04
أخي العزيز طرحك علمي ومعقول وواقعي لكن المشكله مشكلة المسلمين ليست مشكلة ألأسلام في تطبيق مفاهيم الدين الجميع يدعي التدين والخوف من ألله عزوجل لكن اين طبق ذالك التدين والخوف !! عم ةطبق في السحت الحرام نهب ثروات العراق وأموال اليتامى والمظلومين وكل مسؤل يدعي بأنه مسلم ويخاف ألله وعندما تذهب وتحصي ثروته وأمواله وأثاث داره وعقاراته ووووو تجده لادين له شأنه شأن ألأنتحاري الذي يجازف بحياته ليقتل أكبر عدد ممكن ليكسب أكبر قدر ممكن هذه هي حقيقة الساسه الحاليين ويلا أستثناء دلني على واحد فقير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك