المقالات

الثالوث الحبيب

497 15:31:00 2012-04-30

السيد حسين السيد هادي الصدر

كلمة " الثالوث " تثير مواجع معظم العراقيين ، ذلك انهم ذاقوا مرارة ثالوث العفالقة ( الوحدة - الحرية - الأشتراكيه ) واصطلوا بنيران الأكاذيب والأحابيل ،حتى وصلوا الى مرحلة النفور التام من كلّ الشعارات الزائفة .ان "الاشتراكيه" في مسارات الطاغيه المقبور ، كانت تعني تشييد القصور الفارهة ،حتى في فترة الحصار الظالم على الشعب العراقي المنكوب ، تلك الفترة التي كان بعضُهم يبيع فيها قسماً من أجزاء بدنه ليقّدم لعائلته ما تحتاجه من ضروريات .ولقد أقدمت احدى السيدات العراقيات على حلاقه شعرها ، والشعر هو جماع محاسن المرأة على ما قيل ، لأنها لم تكن قادرة على توفير الصابون ...!!!أما " الحرّيه " فهي السباحة في مستنقعات القائد الضرورة ..!!فهي الهامش الوحيد المسموح به، للأذلاء الخانعين من ذوي الضمائر الميته والنفوس المهزومة الذين لايكلون ولا يملون من إغداق الأماديح على الصنم الكبير ..!!ولم يكن للأحرار والحرائر من حريّة حقيقيه ،لا في المجال السياسي ولا في غيره من المجالات العلميه والفكريه والأدبيه والثقافيه والفنيه ...لقد كان المواطن العراقي محروماً من مشاهدة القنوات الفضائيه ،خشية تلوثه بما لا يريده الطاغوت ..!!وأما "الوحدة" فلقد سيق العاملون لتحقيقها ،الى حفلات الاعدام بعد التعذيب القاسي ،رغم كونهم من كبار الرفاق ..!!ومع ذلك كله فلا يعدم المتتبع ان يسمع من يدّعي ان هناك حنيناً الى تلك الحقبة الدكتاتوريه المظلمة ، حقيقة المقابر الجماعيه ، عند بعض الحمقى والمجانين .انهم يتناسون ان الانسان ، - وهو محور الاديان والحضارات كلها - كان أرخص السلع في سوق الطغيان والاستبداد .وان اجهزة القمع الدمويه العفلقيه لم تكن تحسب لكرامة الانسان اي حساب انه أهون عليها من الذباب ...!!!ومن حق القارئ الآن ان يسأل :انك تتحدث عن الثالوث المنبوذ مع أنَّ عنوان المقالة (الثالوث الحبيب) فما هو هذا الثالوث ؟انه تحديداً يتمثل : بالقلم والقرطاس والكتاب وليس ثمة من شيء أثمن من هذه الأدوات التي أرست دعائم العلم والحضارة والثقافة والمعرفة ، وهيّأتْ للأنسانيه فرص التقدم والحياة الحرّة الكريمة .ليس غريباً ان تكون أول الأيات القرآنيه النازلة على رسول الرحمة والانسانيه (ص) هي (اقرأ) .(اقرأ) : تعني ان القراءة هي مفتاح الصلاح والنجاح والرقي والتقدم وكان يقال :مصر تكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ ويقال اليوم : لقد قلّ القرّاء في العراق ، وانخفضت نسبة الاقبال على الكتب الى حد بعيد وأنا أفرّق بين المطلبين ان انخفاض نسبة الاقبال على الكتب لا تعني انخفاض نسبة القرّاء ان القرّاء كثيرون ، ولم تتنازل اعدادهم على الاطلاق ، وانما تعددت وسائل قراءاتهم، فالذين يقرأون ما تضمه المواقع الالكترونيه أصبحوا طبقه ملحوظة لاسيما في الاوساط الشبابيه انهم بدل القراءة في الكتاب المطبوع ،يقرأون ما تخرجه لهم المواقع الالكترونيه عبر امتداداتها الواسعه . ولا ضير في ذلك ما دامت قراءاتهم نافعة انني أدعو كلّ الأحبه من أبنائنا واخواننا ،ان يقيموا علاقة صداقه عميقه، مع الكتاب، بأعتباره مصدراً مهماً من مصادر العلم والثقافة والمعرفة ، وان يواصلوا قراءاتهم دون انقطاع ، ففي ذلك ألوان من النفع والسلوة والتواصل مع الحركة العلميه والفكريه والثقافيه والأدبيه..ولا ينبغي ان يكون الاقبال على القراءة ،منفصلاً عن ممارستهم للكتابة، انهم يقرأون مقدمة للكتابة .وعندها يتم تواصل الكُتّاب من هذا الجيل، مع قوافل العلماء والكتّاب والمؤلفين والادباء من الأجيال السابقة .ان العراق بلد واعد، بشبابه وطاقاته، ولا بُدَّ من تفجير هذه الطاقات ، واخراجها من حيّزها النظري الى ميدانها العملي ، من حيّز القوة الى حيّز الفعل ....ومن المفيد هنا التذكير بأهمية احتضان المبدعين من شبابنا في مختلف حقول العلم والفكر والأدب والثقافة والصحافه والفنون ، عبر المهرجانات والمباريات الكتابيه ، ومنحهم الجوائز المهمة وتكثيف الحوافز ، والبرامج المناسبه لهذه الغاية ، فلن يحتل شعبنا ،في الألفيه الثالثه، موقعه العالي تحت الشمس ، الاّ حينما يحمل شبابُنا مشعل العلم والحضارة والاخلاق وتكون له اسهاماتُه وابداعاتُه ومشاركاتُه في تلك المضامير .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2012-04-30
سيدي الكريم..مالفرق بين اليوم والامس الصدامي اشو المظلوم بقى مظلوم واكثر فقر.. وانتم تعلمون اكثر لانكم في داخل العراق ..وتعلمون كم هناك ظلم كبير على اهالي الشهداء اتمنى يوما ان تكتب عن مظلوميتنا لانك رجل دين وهذا حسب اعتقادي واجب شرعي عليكم...هناك ظلم مابعده ظلم بحقنا هناك من صار مليونيرا بملكنا واموالنا والدولة والدين ورجاله ساكتين عما يجري.. لماذا ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك