المقالات

زيارة السيد مقتدى لاربيل خطوة شجاعة ومسؤولة


الدكتور عادل عبد المهدي * نائب رئيس الجمهورية السابق

 

جاءت زيارة السيد مقتدى لاربيل واللقاء بالرئيسين الطالباني والبرزاني في وقت تزداد فيه الخلافات بين الاقليم والمركز.. وتصريحات الاستقلال.. والتراشق الكلامي بما يهدد العلاقات العربية الكردية.. ووحدة الوطن.

تأتي الخطوة بعد زيارة وفد من المجلس الاعلى لكردستان واللقاء بمختلف القوى الكردية لتطويق التطورات الخطيرة واعادة بناء الثقة والعلاقات الايجابية. فأي تهديد للعلاقات العربية الكردية هو تهديد لمجمل الكيان العراقي، ناهيك عن تهديده للعملية السياسية والاوضاع العامة.

وعندما تصبح المصالح العليا في خطر فأن الاعتبارات الاخرى تصبح اقل اهمية. فالبعض يقول لماذا في اربيل.. ولماذا تأتي المبادرة من الكرد والسيد مقتدى والمجلس وليس من غيرهم..

فمثل هذه الاسئلة -رغم اهميتها- لن توقف التدهور.. ولن تتقدم نحو تفكيك الازمة وتقديم الحلول.. فلقد سبق وتجاوزنا الاعتبارات عندما تعطل تشكيل الحكومة وانعقاد البرلمان وغيرها من منعطفات.

فالاوضاع تزداد تأزما مع مكونين وقائمتين، وهما الكرد والتحالف الكردستاني من جهة، والسنة العرب والعراقية من جهة اخرى، اي اقل بقليل من نصف مقاعد البرلمان. وان الجهود التي بذلت للاصلاح وارساء العلاقات على اسس معقولة من خلال المؤتمر الوطني المقترح او اتفاقات اربيل بائت كلها بالفشل..

مما وضع البلاد امام التصعيد والعناد والمسارات الخطيرة القاتلة. ومما يؤسف له ويزيد في الطين بلة، ان العلاقات داخل التحالف الوطني والساحه العربية الشيعية ليست افضل من بقية الساحات..

لذلك قلنا ان زياره السيد مقتدى، وقبلها وفد المجلس الاعلى لكردستان هي عمل شجاع ومسؤول.. وان ارتباط ذلك وتعزيزه بعمل دؤوب مع بقية الاطراف في بغداد وغيرها، وعلى كافة المستويات، هو امر يتجاوز كل الاعتبارات.. ليقف امام الاعتبار الاساس وهو مستقبل العملية السياسية والبلاد ومصالحها العليا.

يمكن لهذه الاجتماعات ان توقف النزف وتتقدم خطوة بل خطوات الى الامام، ان استطاعت ان تؤسس لسياسة رصينة لا تعتمد ردود الافعال.. بل خطوات عملية تعتمد المؤسساتية والدستور والاتفاقات المعتمدة وسحب فتيل الازمات..

بدءاً بالاخطر التي تهدد وحدة البلاد ومجمل النظام، وصولا الى ما لا تقل خطراً كضمان حرية الانتخابات وتداول السلطة ومنع اي احتكار لها.. وعدم التحول الى سياسة المحاور والعزل والتهميش لاي طرف كان.

   

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مراقب
2012-04-30
(وعندما تصبح المصالح العليا في خطر فأن الاعتبارات الاخرى تصبح اقل اهمية) لا ياسيدي فهذه الجملة يقتل عمومها عمق خصوصها فمن غير الممكن حصر الاعتبارات بكونها من يقدم على من بل هي التنازلات والاتفاقات الخطرة وسيبقى الشجاع من يرفع الحيف عن المواطن البسيط
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك