المقالات

متبنيات المجلس الأعلى الإسلامي العراقي تجاه الوطن والمواطن (الحلقة الرابعة)


كاظم الموسوي

تجذير الوحدة الوطنيةمن متبنيات المجلس الأعلى الاسلامي العراقي تجاه الوطن والمواطن مبدأ تجذير الوحدة الوطنية التي تضمن عدم انفراط عقد التعددية واختلاف القوميات والأديان والمذاهب التي يتميز بها العراق، ان قيادة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ومنذ شروعها بالكفاح ضد النظام الديكتاتوري المستبد عمدت إلى جعل الوحدة الوطنية الاطار العام لتحركها السياسي والاجتماعي والتنظيمي، وهذا التوجه أسسه مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس)، فعندما اصدر فتوته الشهيرة (حرمة قتال الأكراد)، كان ينطلق من منطلق ايمانه بأن الأكراد هم جزء لايتجزأ من الوطن الكبير العراق وان الصراع الدائر في حينها لم يكن إلا صراع من اجل السلطة، ودفاعه عن الشعب الكردي السني وهو المرجع الشيعي يعني تجذير لوحدة الوطن وحماية المواطن, ولم يتخطى هذا المنهج السيد محمد باقر الحكيم (قدس) بل عمل على تأصيله من خلال حركته للملمت الشمل العراقي للخلاص من الطاغوت ودعوته لجميع فصائل المعارضة للانضمام الى المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وكان يدعم الاجتماعات والمؤتمرات التي يجتمع بها العراقيين بباقة وردهم الملونة.ولعلّ من أبرز قيادات تيار شهيد المحراب التي ساهمت في تجذير الوحدة الوطنية سماحة الفقيد عزيز العراق (رض) فلولا صبره وتحمله وحكمته وحفظه التوازن الوطني والوحدة الوطنية لما استطاعت القوى السياسية مقاومة الهجمة الشرسة التي استهدفت الوحدة الوطنية العراقية من خلال الضرب على الوتر القومي والمذهبي وكان خطابه السياسي موجه لكل العراقيين ولم يتحرك بإطار الحزب او الفئة او القومية او المذهب بل كانت حركته على أساس الوطنية التي يعتبرها صمام امان لمواجهة التحرك المشبوه من قبل شخصيات او جهات سياسية تدفعها اجندة خارجية تحركها المصالح والإطماع بخيرات العراق، وقد سعى جاداً في تغيير المعادلة الظالمة وإنصاف المظلومين من دون النظر الى توجهاتهم ومعتقداتهم بل كان يؤكد على أن العراق وطن واحد وخيره للجميع واستهدافه يعني استهداف الجميع ويعتبر الهوية الأساسية لكلّ العراقيين هي هوية الوطن لا هوية العرق أو الدين، والدليل عندما انتقل الى بارئه الاعلى شيعه الملايين وأقيمت له مجالس العزاء في كل انحاء الوطن كون محبته تجذرت في قلوب العراقيين كما أفنى عمره في تجذير الوحدة الوطنية.وسماحة السيّد عمّار الحكيم سارَ على خطى سلفه الصالح وأرسى دعائم منهجهم القويم ولم يحد ولو بخطوة واحدة عن مبدأ تجذير الوحدة الوطنية بل عمل على تعميق العلاقة بينه وبين مكونات الشعب العراقي من خلال خطابه السياسي المتحضر الذي يؤمن بضرورة تصفير الخلافات وتجنب الازمات والانطلاق لبناء العراق من منطلق توزيع الادوار والمهام وإشراك الجميع وعدم إقصاء أيّ فئة من فئات الشعب العراقي مهما كان حجمها، ولعلنا نلاحظ إن السيّد عمّار الحكيم حتّى في زياراته المكوكية الى المحافظات وإطلاعه على احوال المواطنين وسماعه شكواهم وهمومهم عن قرب لم يستثن ِ محافظة من المحافظات بل زارها جميعاً وفي أحلك الظروف الأمنية غير المستقرة، ونقل هموم واحتياجات المواطنين الى اعلى الجهات التنفيذية في البلد للبحث عن علاج ولم يفكر في هوية وقومية ومذهب من يطالب لهم بالحقوق بل كان ينظر الى عراقيتهم ووطنيتهم وحقهم بالعيش الرغيد على أرضهم وأرض أجدادهم.إنّ تجذير الروح الوطنية هي الأساس في الخروج من الأزمات وحلّ الخلافات وتوزيع الأدوار والمهام وهذا مالم تستطع القيادات العراقية إدراكه، وبقي المجلس الفاعل الاسلامي متمسكاً بهذا المبدأ كمبنى أساس من متبنياته تجاه الوطن والمواطن.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك