المقالات

فوبيا الملتقى الثقافي!


خميس البدر

مع الأجواء السياسية غير الطبيعية والاضطرابات التي تعانيها العملية السياسية والتحديات الصعبة التي يواجهها العراق، أصبح الملتقى الثقافي الذي يعقده سماحة السيّد عمّار الحكيم كلّ أربعاء بمثابة المرشح الصحي لكلّ التداخلات والتجاذبات بين الفرقاء السياسيين والجامع للآراء المختلفة والموجه نحو الحل والتهدئة والمنبه لما يحصل من أخطاء والمحذر من الأخطار والنافذة الحقيقية للمواطن العراقي بعيداً عن المزايدات والخطابات المتشنجة، وبقى الحكيم محافظاً على النهج المستقيم والطرح الواقعي وسياسة الاعتدال ومع الوضوح والشفافية والمصداقية التي يبديها والحرص الواضح على العملية السياسية وعدم المساس بثوابت الشعب العراقي أو النيل من المنجزات حققتها العملية السياسيّة ودعمه للحكومة في أدائها الايجابي والإشادة بها وممارسة دور الرقيب والعون على تصحيح الأخطاء والمضي في توجيه إخفاقاتها بما يخدم المواطن والوطن، إلاّ إنّ هنالك أصوات نشاز وصدور ضيقة وعيون اعتادت أنّ لا ترى إلا اللون الرمادي بينما تسبب الألوان الزاهية والجميلة الحساسية والرمد لأنها اعتادت ان تسمع كلمة واحده هي المديح والثناء والتعظيم والتبجيل فقط ونفوس شحيحة تتحسس من هذا التوجه وان ترتفع أصوات الحكمة على أصوات التهور وان يسود خطاب العقل والاعتدال على خطاب التصعيد والتأزيم فبعد ان أصبح كلام الحكيم في الملتقى الثقافي بلسماً للجراح وعنوان لهموم المواطن وتطلعاته وبعد أنّ يأس الجميع من جر الحكيم إلى مهزلة معركة الكراسي والمناصب الحكومية في ظروف بات الجميع يجري وراء المكاسب والمغانم وتحولوا إلى أبواق إعلاميّة والعمليّة السياسية تدار بعيداً عن هموم المواطن وتلبية احتياجاته وحتى لا تدار في أماكنها الطبيعيّة فالقنوات الفضائية وشاشات التلفاز والإعلام المرئي والمقروء والمسموع والمواقع الالكترونية باتت مكان السياسيين ورجالات الحكومة والفرقاء السياسيين المفضل، فهي تمكنهم من إطلاق التصريحات النارية وإدارة حملات التراشق المتبادل بدل أن يكون داخل البرلمان والمؤسسات الدستورية مع تعود الانتقادات لخطاب الحكيم والتحفظ على هذه النقطة وتفكيك وشرح الملتقى الثقافي وماذا أراد ولماذا يلمح ومن ثم يؤول بخبث لخطاب ضد الحكومة وتوجهاتها مع انه خطاب واضح كما أسلفنا ولا يحتاج لكل هذا الجهد ولا يتحمل كل هذه الحساسية والملاحظات والتحفظات مما دعى سماحة السيد الحكيم وفي اكثر من مرة للتطمين والتوضيح ورُبّما سيحتاج في مرحلة قادمة إلى اليمين والقسم بأن المقصود غير ما ذهبتم إليه، إنّ أكثر ما يتبناه الحكيم في الملتقى هو الشجاعة في إبداء الرأي وإشاعة مبادئ الحرية والحقوق التي كفلها الدستور للمواطن العراقي ذلك الدستور الذي انتهك كثيراً وهو الحل لكل هذه المشاكل أخيراً هل يحتاج الحكيم الى اليمين والقسم والى التذكير في كل مرة بأنه لا يمس احد ولا يستهدف احد ولا يريد ان يأخذ مكان احد؟؟، فلماذا الخوف من الحكيم اعتقد بأنه خوف من المواطن ومن الدستور فحرية الرأي والشجاعة في طلب الحقوق ثقافة ينميها خطاب الحكيم في الملتقى الثقافي وهذا ما لا يراد له أنّ يسود فالمراد هو بقاء تسطيح العقول وتكميم الأفواه وان لا يعلو صوت فوق صوت المعركة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك