المقالات

دور الفتاوى السعودية .. من رضاعة الرجال إلى احتلال العراق وتقسيم سوريا


بقلم: مؤمن الحلبي *كاتب سوري

*كاتب سوري

 

 

 كشفت صحيفة الغارديان عن حجم الفساد الذي يتزايد يومياً في السعودية، ففي الميزانية الأخيرة وحدها هناك مئة مليار دولار مفقودة، معتبرة أن العائلة المالكة تعامل شعبها وبلدها على أنهما ملكية خاصة لها.

التحولات الكبرى التي تجري في المنطقة بدأت تقلب المعادلات والمقاييس الشرعية .. دعوة الجهاد فرض العين للدفاع عن الأمه ضد حملات الغزو الغربية أصبحت إحدى أدوات الضغط الأميركية

؛ فيتم استخدام هذا السلاح غبّ الطلب ؛ كل شيء في الخليج أصبح معروضاً للبيع: القيم الدينية والعقائدية، والأعراف السياسية، والأمن القومي .. كلها باتت وفق المشيئة الأميركية، التي باتت أوامر محببة لأمراء الخليج.

الأميركي يعتقد أنه من دون إعلان الجهاد المقدس في سورية، فإن "الثورة" ستنتهي مع انهزام الجيش السوري الحر، وانسحاباته التكتيكية من بابا عمرو والقصير، إلى هزائم إدلب وغيرها من المدن السورية، لذلك طلب فيلتمان وهيلاري كلينتون من السعوديين إعلان الجهاد المقدس، طبعاً ليس لتحرير القدس الشريف، بل لنشر الفوضى في سورية.

حمل فيلتمان برنامج العمل الأميركي إلى السعودية، وناقشه مع الأمير نايف بن سلطان؛ نائب الملك راعي الوهابيين وممولهم والمؤتمن على "ثقافتهم".

معهد بحوث الأمن القومي "الإسرائيلي" اعتبر أن السعودية أحد أهم دعائم جبهة الاعتدال في وجه دول الممانعة، والأميريكي يعتبر أن الدور السعودي مهم لتأليب العالم العربي على السوريين، فلولا الفتاوى التى أطلقها السعوديون لما تمكّن الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات من مصالحة "إسرائيل" وعقد اتفاقية "أوسلو"، ولولا تلك الفتاوى لما تمكّن حسني مبارك والسعوديون أنفسهم من تأمين موطئ قدم للقوات الأميريكية في العراق.

تلك الفتاوى السياسية التي مهّدت للدخول الأميركي للمنطقة، بدأت تأخذ المنحى العقائدي، فبعد أن أفتى الشيخ عبد المحسن العبيكان بجواز الرضاعة للرجال، اعتدى بالضرب على سائقه، بعد أن طلب السائق من الشيخ العبيكان، على سبيل المزاح، أن يسمح له بالرضاعة من زوجته؛ عملاً بالفتوى التي أطلقها العبيكان نفسه .. أما كارثة ملعب بور سعيد بمصر، فهي بالمقياس السعودي للفتاوى، عقاب من رب العالمين بسبب ارتداء اللاعبين "شورت" رياضي غير شرعي.

وسط هذه الفتاوى الضالة والمضلة التي تنهمر مثل المطر الكبريتي، خرج المتحدث الرسمي للداخلية السعودية بتصريح قال فيه إن المملكة تمنع منعاً باتاً كافة أنواع المظاهرات والمسيرات والاعتصامات، وكذلك الدعوة إليها، وذلك لتعارضها مع مبادئ الشريعة الإسلامية، لكن يبدو أن ما هو محرم في السعودية بات حلالاً مع الإدارة الأميركية في سورية؛ تحريضاً وقتلاً وتفجيراً.

صحيفة "الغارديان" قالت إن المملكة ينخرها الفساد والقمع، فالنظام يعتقل عشرات آلاف السجناء السياسيين الذين يتم توقيفهم من دون اتهام مباشر، فقط بسبب رأي سياسي أو "شرعي" مخالف للأسرة الحاكمة، وكشفت الصحيفة حجم الفساد الذي يتزايد يومياً، ففي الميزانية الأخيرة وحدها هناك مئة مليار دولار مفقودة، معتبرة أن العائلة المالكة تعامل شعبها وبلدها على أنهما ملكية خاصة لها.

الأمير طلال بن عبد العزيز؛ شقيق الملك السعودي، قال إن بلاده مقبلة على صراعات حادة داخل العائلة المالكة، وإن جميع الأمراء في المملكة يتحضرون لليوم الموعود، حيث بدأوا يكدسون السلاح والرجال، ويُعتقد على نطاق واسع أن هذه المواجهات ستكون دموية، من أجل السيطرة على الحكم والسلطة.

كما أشار الأمير إلى وجود مخطط قطري لتقسيم المملكة السعودية، وضرب سورية خدمة لـ"إسرائيل".

فهل سيأتي اليوم الذي تتوقف فيه فبركة الفتاوى السعودية، التي يتم استخدامها في هذه الأيام ببراعة، من أجل تأجيج الصراع في المنطقة العربية، كرمى لعيون الربيع القطري؟ وهل سيأتي اليوم الذي نشهد فيه للإعلان عن انتخابات تشريعية في السعودية أو قطر، يتم من خلالها انتخاب مجلس نيابي غير موجود أصلاً، وتحويل المملكة والإمارة إلى جمهورية يُنتخب رئيسها من الشعب؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك