المقالات

التحديات التي تواجه العملية السياسية في العراق


علي الموسوي

في وقت أصبح الكثير من الناس ينظرون الى القادة السياسيين في البلاد باعتبارهم محركات للحس الطائفي والانقسام السياسي في البلاد وان أزمات الناس على أكثر من صعيد إنما هي نتاج لتلك الشخصيات وان أدارة البلاد ومؤسسات الدولة لن تتحسن ما لم تضعف او تختفي تلك المغذيات من المشهد السياسي يضاف الى ذلك ان ثقة الناس مهتزة بالمؤسسات الحكومية واهتزت أكثر خلال مرحلة الخلافات السياسية وتعاظمت تلك المشاعر بسبب التعاطي السيئ للحكومة مع أزمات البلاد وسط معاناة الناس الاقتصادية والأمنية والخدمية ومن غير المستساغ استمرار القبول بهذا الواقع الذي هو منتج أزمة يعتقد صانعوه انه السبيل للتأثير في الرأي العام وديمومة بقاءهم في السلطة أكثر من كونه تعبير عن واقع يفترض ان يكون ان هذه النظرة ومنتجها من إحباط ناشئ عن التوترات المستديمة وانغلاق أفق الحل السياسي وفقدان الناس لمقومات الحياة الكريمة وتدنى الوعي اللازم في عملية تحليل الوقائع وإرجاعها الى مسبباتها الواقعية بلا تعميم او تحيز ، تدفعنا لتكثيف النشاط في ابتكار أساليب عمل منوعة لتفادي او للتخفيف من تشضيات نظرة الجمهور الميالة الى المبالغة في التعميم والتحيز, ونفس هذه الأمور ستدفع القوى تحت ضغط الطموحات الانتخابية في كسب القوة والفوز بالسلطة لإيجاد نمط من صورة متمايزة عن السلطة الحاكمة وشن حملة إعلامية وشعبية عليها وستزداد حدة ونبرة الانتقادات والاتهامات المتبادلة بين المتنافسين حتى ضمن الفصيلة الواحد الحال الذي سيضعف من فرص لهجة الخطاب الطائفي ودورة في تحديد موازين القوى ، لذا فان الذين يحشرون الطائفية ويزايدون على الاندفاعات الدينية في حوادث وخطاب المرحلة المقبلة يخطئون في حق أنفسهم قبل أيا كان بل ويقدمون أنفسهم هدية لمن يسعى لاستهدافهم, الاستمرار في خطاب الاعتدال والانفتاح وتقديم القضايا الحياتية على ما سواها اي هو الخيار الذي على الكتل السياسية انتهاجه لكنه يحتاج الى مراجعة شاملة وليست محدودة وتقييم لنتائجه الفعلية وما تمخض عنه عمليا لحد الآن وما ينطوي على طريق الاستمرار به من مصاعب في وقت نقترب فيه من استحقاقات تجعل من الصعوبات اشد في مجال تطبيقاته على صعيد التحالفات السياسية المستقبلية ومحددات الممكن ، والصعب ، والمستحيل فيها بحسب المقاسات المحلية والإقليمية وحسابات المصالح الآنية والمستقبلية . واعتقد ان واحد من المبادئ التي ترتكز عليها المراجعة الشاملة هي معايير التصنيف لدينا والتفريق بين علاقات القوة والفعل المؤثر وعلاقات الصداقة والفعل محدود التأثير .. فمن الواضح ان الكل دولا كانت او جماعات وإفراد يسعى للأستقواء وتكثيف عناصر القوة لديه وان التضامن والتحالف والشراكات من تجليات هذه المساعي التي أصبحت سمه بارزة من سمات العصر الذي تقلصت فيه مساحة الشأن الداخلي الى حد كبير ، سياسيا ، واقتصاديا ، وثقافيا ، بل وقيمي أيضا . وهذا الأمر ينطبق على كل دول العالم كبيرها وصغيرها التي هي أشبه بدوائر أو مثلثات متداخلة على نطاق واسع يصعب عزلها والتفكيك بينها ، هذه الديناميكيات والتداخل أتاح فرصة لكل الأطراف للتأثر والتأثير المتبادل بحسب وزن كل منهما، وهو ما يدعو للقول ان السلطة في العراق ( وفي العراق الحالي على وجه الخصوص ) ليس نتاج لصندوق الاقتراع فقط وإنما هي تعبير عن توافقات داخلية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك