المقالات

متى تنفجر الألغام الدستورية ؟!


الكاتب والإعلامي قاسم العجرش

ما من بد من أن أعترف بأني من أشد المتحمسين لتطبيق الفيدرالية..! ونشأت حماستي الزائدة عن اللزوم من إحساسي بالحيف الذي تعاني منه البيئة التي أنتمي إليها، ولعلي لست وحدي من يتوفر على مثل هذه الحماسة، فمن المؤكد أن كثيرين يشاركوني إياها، والذي أعتقده أنهم أكثر من الرافضين للفيدرالية، بدليل أعداد المواطنين الذين صوتوا بنعم على الدستور جملة وتفصيلا ومنه الفقرات التي تتعلق بالفيدرالية، وكنت وسواي نرى في الفيدرالية نوعا من العدالة في فرص التعليم والصحة والخدمات والنمو الاقتصادي وتوزيع الثروات، وكنا نأمل أن تترجم فقرات الدستور إلى وظائف وفرص عمل في مصانع ومزارع تبنى وتنشأ في "ديرتنا"..وانتظرنا التطبيق، وهو أمر لم يحصل وليس من المأمول أن يحصل لا في الأمد القريب ولا المتوسط ولا البعيد..!، ليس لأن ذوي الشأن غير ميالين لتطبيق الفيدرالية، بل وكما بات يقينا، لأن الدستور يحمل بين جنباته ألغاما على شكل فقرات إن تفجرت لا تبقي على شيء أسمه "عراق" يمكن أن يتفدرل!! وتعالوا معي نقرأ بعض من تفاصيل المادة 125 من الدستور العراقي، فهي تضمن الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والآشوريين، وسائر المكونات الأخرى. وتنص الفقرة الأولى أو اللغم الأول من المادة أن لسلطات الأقاليم، الحق في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وفقاً لأحكام هذا الدستور، باستثناء ما ورد فيه من اختصاصاتٍ حصرية للسلطات الاتحادية.وأسأل إذا كان هذا الحق يمارس بطريقة إقليم كوردستان، فمعنى ذلك أنه ليس ثمة صلاحيات حصرية للسلطات الاتحادية، بل ليس هناك سلطات اتحادية بالمرة؟! والثانية: يحق لسلطة الإقليم، تعديل تطبيق القانون الاتحادي في الإقليم، في حالة وجود تناقض أو تعارض بين القانون الاتحادي وقانون الإقليم، بخصوص مسألةٍ لا تدخل في الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية. وهذا يعني أن الأولوية لقانون الإقليم على القانون الاتحادي في حالة التعارض، أي أن دستور وقانون الإقليم مقدمان على الدستور الاتحادي، أي أنه ليس ثمة داع لوجود دستور اتحادي!!..ها شفتوأ..؟!. أما الثالثة: تخصص للأقاليم والمحافظات حصةٌ عادلة من الإيرادات المحصلة اتحادياً، تكفي للقيام بأعبائها ومسؤولياتها، مع الأخذ بعين الاعتبار مواردها وحاجاتها، ونسبة السكان فيها.يعني ألأقليم يمكنه أن يأكل على الفكين، أو في أقل التصورات ينطبق المثل العراقي: يكد أبو جزمة وياكل أبو كلاش..! والرابعة تؤسس مكاتبٌ للأقاليم والمحافظات في السفارات والبعثات الدبلوماسية، لمتابعة الشؤون الثقافية والاجتماعية والإنمائية.يعني سفارات في داخل السفارات! أما الخامسة تختص حكومة الإقليم بكل ما تتطلبه إدارة الإقليم، وبوجهٍ خاص إنشاء وتنظيم قوى الأمن الداخلي للإقليم، كالشرطة والأمن وحرس الاقليم.يعني شرطة وجيش وأمن ومخابرات وكلش وكلاشي.

 كلام قبل السلام: اذن ماذا بقى من متطلبات الدولة التي يحتاجها الأقليم ليعلن نفسه دولة مستقلة. ستقولون العلم! ونجيبكم موجود حتى عند جميع عشائرنا!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك