المقالات

عذرا ..شهدؤانا الكورد الفيليين


الكاتب /صلاح شمشير البدري

جرت التقاليد لدينا كمسلمين ان نقوم باجراءات اكرام الموتى وهو دفنهم في مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف وتسبقه مراسيم خاصة في تشييع الموتى وسط تجمع الاهل والاقرباء ،ثم بعد ذلك اقامة مأتم للرجال والنساء يستمر ثلاثة ايام وتستمر زيارات الاقرباء للتخفيف عن اهل الفقيد ومواساتهم ثم اقامة اربعينية ،ثم اقامة سنوية تجدد فيه الحزن على من فقدناهم،وهذا هو المتعارف عليه،كل ماذكرناه هو امر طبيعي توراثنه من ديننا الحنيف ولاغرابة في الامر ،ولكن الغريب بل الذي لم يحدث ولااتمنى ان يحدث لبني البشر، هو ماجرى للكورد الفيليين على يد اعتى نظام دكتاتوري عرفته البشرية،في ليلة وضحاها وبدون سابق انذار ،ولالجريمة تذكر،سوى انهم عراقييون كورد مسلمين وشيعة ،وساهمو بشكل فعال في اقتصاد العراق هذه جريمتهم،التي نالو فيها عقابهم ان يهجرو وتصادر اموالهم ويرمون بهم على الحدود العراقية الايرانية رجالا ونساء واطفال ومسنين دون شفقة او رحمة وبعض كبار السن والاطفال لاقو حتفهم في تلك الظروف الصعبة ،ولم يكفي الجلادون ذلك فقام بعزل الابناء ممن لم يتجاوزو الخمسة عشر ربيعا مع بقية الشباب ،ليزج بهم في دهاليزه المظلمة ،اكثر من ستة عشر الف من شباب الكورد الفيليين العراقيين،اختفوا بين سجون ابو غريب ونقرة السلمان ،تم اعدامهم بوحشية بتجربة الاسلحة الكيماوية عليهم التي استخدمت فيمابعد بحق اهلنا الكورد في حلبجة ،اختفى شبابنا كأنهم لم يكونو واختفت اجسادهم ،وبقيت حسرة الفراق ترافق عوائلهم الذين حرمو من شاهد على قبور ابناءهم يستذكرو فيه لحظات الفراق التي حرمو منها رغم مرور تسع سنوات على سقوط الصنم ،ووجود مؤسسة للشهداء ومنظمات وهيئات اكتشفت الكثير من المقابر الجماعية خلفها ذلك النظام المقبور ،ولكن للاسف لم يعثر على رفاة شباب الكورد الفيليين ،احدى الامهات التي وافها الاجل بعد طول الانتظار قالت قبل رحيلها عن الدنيا ..لقد كنا نسمع ان الموتى اخبارنا وقد طردونا من منازلنا وسكنها ارباب الجلادون ،وهل سيكون له قبر فاشم ترابه ،ولكن عزاءوها انها لحقت به بعدفراق ثلاثون عاما،فعذرا شهداؤنا قد رحلتم وسط عذاباتكم وانينكم وفرقو الاهل عنكم وسلبو دياركم مع وجود مجلس الامن والامم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمات حقوق الانسان التي يبدو انها كانت في سبات مدفوع الثمن،وعذرا شهداؤنا فالحكومة الحالية واحزاب السلطة لديها امور اهم منكم انتم في عليين عند رب كريم ،وهم بتقسيم الكعكة منهمكون ،فعذرا شهداؤنا انتم ذقتم المرار لكي يذوقو اليوم حلاوة الكعكة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك