المقالات

الصدر والحكيم وأصالة المواقف


أبو طه الجساس

ذكرى استشهاد محمد باقر الصدر(رض) هو إحياء مشاريع استثمارية فكرية نافعة ومثمرة على طول خط حياته وبعد استشهاده , لما لها من اثر حي في واقع حقبة حياة السيد الصدر وما أثمرته وما نحصد من نتاجه الفلسفي والفقهي والتاريخي وبحوثه الغنية الأخرى في الوقت الحاضر وللمستقبل .في فترة بروز نبوغ السيد الصدر برزت إحداث مهمة وخطيرة مثل مواجهة الشيوعيين وحزب البعث وكان عليه إن يستعمل سلاحه الفكري الفعال واثبت بحنكته وبعلمه انه أهل للمهمات الصعبة ,وتعتبر قضية استحواذ الحزب الشيوعي بأفكاره الملحدة واشتراكيته المغشوشة على عقول المجتمع العراقي, قضية مفترق طرق لوجود الإسلام والمسلمين في العراق , وكانت المرجعية المعاصرة في ذلك الوقت لسيد الطائفة السيد محسن الحكيم (رض) الذي كون مع الشهيد الصدر حلقتان حاسمتان للتصدي للحزب الشيوعي, فقد تكفل السيد محسن الحكيم الجانب الشرعي واصدر فتوى خاصة باعتبار الحزب الشيوعي ملحد وكافر, لما تمليه عليه الشريعة من مسؤولية بالفتوى , خصوصا إن تأثير الحزب وصل إلى منطقة الاهوار وصاروا يرددون أهزوجتهم المعروفة (متعجب خالقه بعيره ) ,التي يستخفون بها بالله عز وجل وبخلقه,وكلف المرجع الحكيم السيد الصدر بكتابة كتاب يحسم القضية من الناحية الفلسفية والمنطقية وبأساليب حديثة تضاهي وترد على ما طرحه الشيوعيون ,وأثمر جهده بكتاب خالد (فلسفتنا) فيه طرح علمي وفلسفي ورياضي وطرح مثالي , افرغ ما تحويه أفكار الحزب الشيوعي وادحضها ,والكتاب يمثل امتداد لفتوى الحكيم بتحريم الانتماء للحزب الشيوعي,تبعتها مهمة تكوين حزب إسلامي ليقوم باحتواء الشباب المتعطش للتنظيم والعمل بروح أسلامية ووطنية بعد استشارة المرجع الحكيم , وتكون الحزب (حزب الدعوة الإسلامية) لما تقتضيه تلك المرحلة , وكان الساعد الأيمن للشهيد الصدر في تكوين الحزب هو السيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم (قدس سرهم) وغيرهم من الأفذاذ, وكانت المكتبات التي أمر بتشكيلها السيد الحكيم في عدد من المحافظات هي الحاضنة لنواة الاجتماعات الحزبية الأولى ,أعقبها تكوين حوزات علمية في كربلاء والحلة والنجف لزيادة العلوم الإسلامية وانتشارها, وكان العلاقات المثالية بين الشهيد الصدر وطلابه هي الدافع والحافز لتكامل إعمالهم ولظهور إبداعهم , ومن ابرز مصادقيها علاقة الشهيد الصدر بشهيد المحراب وقوله انه (العضد المفدى) ,وكانت هذه العلاقة هي امتداد مثالي لنظرية إسلامية تحوي عناوين وطنية وإنسانية لما تحويه هاتين الشخصيتان من روح إسلامية متحضرة وافق واسع لجمع إفراد الشعب العراقي خاصة والعالم الإسلامي والإنساني بصورة عامة , مما استدعى بعد ذلك الانسحاب من حزب الدعوة الإسلامية بعد تجاوز مرحلة الشيوعيون والبدء بمرحلة شد وتنظيم الجماهير إلى المرجعية الدينية لما تمثله من ثقل وعنوان وخيمة لجميع العراقيين وغيرهم , واستمر شهيد المحراب على هذا النهج بعد استشهاد الصدر وقام بعملية مقاومة طويلة ضد طاغية القرن العشرين صدام الإجرامي , وكانت للروحية الوطنية والحرص على الإسلام والمسلمين أثرها في إدامة المقاومة والصبر على المصائب والمصاعب وللسيد الصدر والحكيم وشاجه متينة في المجتمع العراقي بكل أطيافه ستبقى علامة مميزة للعلاقة بين القائد وشعبه , وستردد الجماهير وفاء لهم فزتم ورب الكعبة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك