المقالات

القمة العربية وزيارة الحسين عليه السلام


بقلم : د. سلام النجم

تلجأ الكثير من حكومات بلدان العالم إلى إجراءات قد تكون مضرة بالمصلحة العامة لأجل دفع مضار كبيرة متوقعة أو لغرض إنجاح مشاريع مهمة تمس مصلحة المواطن بالدرجة الأساس ، لكننا لم نسمع أن لجأت الحكومات إلى إجراءات مضرة بمصلحة المواطن لغرض إنجاح مشاريعها السياسية الخاصة بها ، والتي لا تعود بنفع حقيقي على المواطن إلا عند الحكومات الدكتاتورية واحتفالاتها المليونية أو تلك الحكومات الفاشلة التي لا تستطيع حفظ مصالح الشعب إلا بالإضرار به .اليوم يعيش العراق واحدة من اكبر أزماته الأمنية وربما أكثرها ضررا لثلاث سنوات خلت بسبب إجراءات الحكومة الغير منطقية لإنجاح إقامة نشاطات القمة العربية ، والتي لا تعود بأي مصلحة ملحة على المواطن المسكين الذي سٌلبت ثرواته وصودرت حريته في العمل والتنقل والسفر إضافة إلى توقيف كل النشاطات الاقتصادية للبلد بدعوى إقامة القمة ( النقمة ) العربية في بغداد ، فاليوم أعلن الناطق الرسمي للحكومة العراقية ( الخضرائية ) بتوقيف كل النشاطات الاقتصادية للبلد اعتبارا من الخامس والعشرين من هذا الشهر ولسبعة أيام وقررت أيضا منع حركة التنقل وأمرت بإيقاف الدوام الرسمي لمؤسسات القطاع العام والخاص والمختلط وإلغاء كل المضاربات المالية المتواضعة في سوق بغداد للأوراق المالية ( البورصة ) لسبعة أيام مما يعني خسائر تقدر بـ 700 مليون دولار .ربما الاقتصاديين في البلد سيقومون بتقديم لوائح الخسائر التي ستتكبدها الدولة والمواطن بسبب هذه الإجراءات الغير منطقية والغير ضرورية لتضاف إلى الألف مليون دولار التي صرفت من اجل إقامة هذه النقمة العربية والتي تعتبر أضخم ميزانية صرفت للقمم العربية على طول مسيرتها البروتوكولية العديمة الفائدة .وللحظة غير بريئة قفز إلى ذهني استحضار تصريحات وكتابات كٌتاب وسياسيين محسوبين على تنظيم حزب الدعوة الإسلامية أو متعاطفين مع دولاراتها ، فقبل ثلاثة اشهر وإثناء إقامة مراسيم ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام قرأنا الكثير من الكتابات المسمومة التي تتحدث عن ضخامة الخسائر المادية التي ستتكبدها الدولة بسبب هذه الزيارة من دون الالتفات إلى ضخامة رأس المال المدور الذي لا يعرفون فوائد انتقاله وحركته فهم أصلا لا يقيمون أي وزن لأي نظرية اقتصادية لان هدفهم يمنعهم من رؤية النظريات عندما يريدون محاربة خصومهم الذين توسعت دائرتهم لتشمل الحسين ع ومراسيم زيارته وبسبب تلك الزيارة والكتابات التي تحارب أقامتها قررت أن اطرح سؤال على احد الخبراء في اقتصاد السوق وحركة المال عن حقيقة الخسائر التي ستتكبدها الدولة عند اقامت مراسيم الزيارات المليونية مثل زيارة الأربعين فقال لي الأستاذ في جامعة عين شمس الدكتور زياد الألفي مشكورا :الحركة المليونية لانتقال الأفراد على غرار ما يحدث في الزيارات المليونية في العراق تعني للاقتصادي والتاجر بالضرورة انتعاشا اقتصاديا وحركة نشطة للسوق تعود بالنفع على الفقير قبل الغني بسبب زيادة التبادلات التجارية وعقود البيع والشراء والعدد الكبير من الأيدي العاملة التي ستقوم بذلك النشاط التجاري إضافة إلى الآلاف من وسائل النقل التي ستقوم بتنفيذ تلك المبادلات التجارية وجيوش العمال المرافقين لكل تلك الأعمال وهي كلها صرفيات تحرك الأموال الجامدة . انتهى كلام الدكتور الألفي هذا ليس مجرد كلام لدفع إرهاصات الأقلام المسمومة بل هي تقارير الاقتصاديين التي تتحدث عن مئات الآلاف من أطنان المواد الغذائية وغيرها التي يبذلها الناس في تلك الزيارة ، حتى أن الزيارة الأربعينية صارت محط اهتمام الاقتصاديين في دول الجوار كتركيا والأردن وإيران وحتى التجار في الكويت والسعودية دخلوا على هذا الخط مما يعني نشاطات تجارية مضاعفة لمنطقة الشرق الأوسط برمتها وإذا ما أضفنا إلى كل ذلك حركة الطائرات من والى العراق التي تجاوزت الـ 250 رحلة في مطار النجف فقط فتكون القضية انتعاش عالمي على غرار مراسيم حج بيت الله الحرام يشمل حتى أوربا إن فتح الطريق إلى الملايين من المسلمين الذين يتوقون إلى زيارة الحسين في تلك المناسبات الدينية المهمة .ترى هل ستكتب تلك الأقلام عن خسائر الدولة بسبب النقمة عفوا القمة العربية التي لا يحصد من وراءها العراق غير المجاملات وبوس اللحى والخشوم ؟؟ أم أنهم سيرسخون قناعتنا في حقيقة انخراطهم في أعمال مشبوهة الغرض منها صناعة الدكتاتورية الناشئة في عراقنا الجديد ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي1
2012-03-23
القمة الاعرابية هي مؤامرة على الشعب العراقي تنفذها الحكومة
المهندسة بغداد
2012-03-23
ان تلك الكتابات التي تشير الى خسارة تتكبدها كربلاء اثناء الاربعينية تمتلك غباء اقتصادي منقطع النظير وقصر نظر وخبث سريرة هذا في الدنيا في الاخرة كيف يواجهون الامام خاصة ان كان خبث السريرة والمصالح هو من يسيرهم طبعا لن يكتبوا عن خسارة الدولة بعد القمة لانها لن تخسر شيئافصفقات تحت الطاولة تكفيهم وانما تخسر في الزياره لان الربح كل الربح للمواطن سواء كان مادي او معنوي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك