المقالات

قيادة المرحلة ومرحلة القائد


عبدالله الجيزاني

كل شعوب الارض مرت وتمر بمراحل مهمة وخطيرة،وكل مرحلة تحتاج لمتطلبات كي تتمكن الامة من اجتيازها بامان،وعنصر القيادة من اهم المتطلبات التي يبنبغي توفرها لتحقيق الغاية والهدف المنشود،وقد تنتفي الحاجة للقيادة في مراحل متقدمة من عمر هذه الامة بعد ان يكون معظم افرادها او اغلبيتها تلمست الطريق الذي تريد الوصول اليه،واليات هذا الوصول ،وفي العراق حيث مر الشعب العراقي في التاريخ الحديث بمراحل كثيرة للاسف لم يحقق مايصبوا اليه لاسباب داخلية وخارجية لكن الابرز فيها عدم وجود القيادة الميدانية والتنفيذية التي تتمكن من جعل الشعب يتمحور حولها لتقوده الى بر الامان،وفي الظرف الحالي وبعد ان عاش الشعب تحت نير وظل ديكتاتورية استطاعت ان تغير الكثير في سلوك وعادات هذا الشعب لذا بعد انهيار هذه الديكتاتورية،وجد الشعب العراقي نفسه في حالة من شبه التشرذم،ووجد ان وضعه يضج بالتناقضات لذا برزت الكثير من الظواهر الغريبة عن الساحة العراقية على مر تاريخها وكل هذا الشذوذ هو نتاج لما زرعته ديكتاتورية البعث في الجسد العراقي،ولعل مايعني موضوعنا هو فقدان الشعب القدرة على تمييز قيادته التي يمكنها ان تتجاوز هذه المرحلة حيث اختلطت امامه المفاهيم وتعدد القيادات وكل يدعي الوصال بليلى،ومع مرور الايام بدأ الشعب يكشف الكثير من الادعياء وكانت ردت الفعل سلبية في بعض جوانبها وعشوائية في جوانب اخرى،لكن الاهم ان الشعب تفهم حاجته الى القيادة القادرة على تجاوز المرحلة واعادة البناء للانسان والوطن،وهنا يمكننا ان نؤشر بعض المواصفات التي يمكن ان تتوفر في هذه القيادة كي تتمكن من اجتياز المرحلة،نعتقد ان اهم صفة هي الوسطية التي لاتضيع حق لاحد على حساب اخر،وايضا القدرة على التشخيص ووضع العلاج،والابتعاد عن المطالبة لجهة دون الجهات الاخرى وكل حسب استحقاقه،والثبات على المواقف،بهذا تحصل هذه القيادة على اجماع الامة عليها ومن ثم تحصل على بيعة هذه الامة لاجتياز المرحلة،ناهيك عن الحنكة السياسية والقدرة على التأثير في الاخر،وعندما نحاول ان نشخص هذه القيادة علينا ان نراجع مواقف كل المتصدين لهذا الامر في الساحة العراقية منذ بزوغ فجر العملية السياسية الى الان،ونعتقد بكل ثقة ان المجلس الاعلى وقيادته استطاعت ان تتربع على كرسي القيادة بالافعال لابالاقوال،حيث ان المجلس الاعلى منذ انطلاقته الى الان يعمل بنفس النظرية التي اثبتت قدرتها وقوتها في معالجة الوضع في العراق ومع سقوط نظام البعث كانت طروحات المجلس الاعلى تأكد على اهمية مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي على استحقاقها وحسب نسبتها،واكدت على شراكة الاقوياء المؤمنين بمشروع العراق الجديد،وفعلا استطاعت هذه القيادة ان ترسي دعائم لوقيض للاخرين السير عليها لكان وضع العراق الان افضل وافضل بكثير،لكن عقدت السلطة والكرسي جعلت الكثير من ادعياء القيادة اخذ الامور الى ماوصلت اليه،واليوم حيث يخرج البلد في ازمة ليدخل في اخرى تجد ان قيادة المجلس الاعلى ممثلة بالسيد عمار الحكيم تقف على نفس الارضية التي رسمها شهيد المحراب وواصلها عزيز العراق وهي الوسطية وتسمية الامور بأسمائها،فعندما تنقسم القوى السياسية المتشاركة بالعملية السياسية بين اليمين واليسار يبقى المجلس الاعلى وقيادته في الوسط مقبول من الجميع وبعدها يتدخل ليقارب بين هذه القوى،ويحاول اعادة المياة لمجاريها،ولولا حسد وخوف بعض القوى للاسف من قدرة المجلس الاعلى وقيادته لامكن انهاء كل الجدل السياسي الدائر الان،وبطريقة تؤمن للجميع الحصول على استحقاقه في العملية السياسية ووفق الدستور،ومن يتابع يشخص بسهولة ان الحل الناجع يكمن في طروحات قيادة المجلس الاعلى من الطاولة المستديرة الى دعوة القوى السياسية الى الابتعاد عن لغة المهاترات الاعلامية واسلوب لي الاذرع الذي لايمكن ان يحقق الاستقرار مهما كانت قوة اي من الاطراف المتصارعة وهذا ماثبت بالتجربة،ومن يتابع تحركات قيادة المجلس الاعلى من تركيا حيث استطاع السيد الحكيم اطفاء نار التصعيد بين بغداد وانقرة الى كردستان حيث حصل السيد الحكيم على تعهد من القيادة الكردية على موافقتها على اي قرار تصدره الرئاسات الثلاثة بشان موضوع الهارب طارق الهاشمي،وغيرها من التحركات التي جنبت البلد المزيد من الاحتقان هذا على المستوى السياسي اما على مستوى خدمة المواطن تجد ان السيد الحكيم والمجلس الاعلى وكتلة المواطن هم اكثر القوى الموجودة في الساحة متابعة للشأن الخدمي والانساني للشعب وفي كل انحاء العراق ومن اقصى الشمال الى اقصى الجنوب،دون تمييز بين مدينة واخرى او مذهب واخر او قومية واخرى،وهنا يمكن ان نقول بكل ثقة ان قيادة المرحلة نجح فيها السيد الحكيم فهو القائد الاجدر في هذه المرحلة،وان هذه الفترة التي يمر بها الشعب العراقي تحتاج لقيادة السيد عمار الحكيم حيث هو الوحيد الذي قرن القول بالفعل،وجعل العراق كل العراق ساحة لعمله ورعايته....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي
2012-03-23
والنعم من السيد الحكيم ولكن كتلة المواطن في بغداد لم تنزل الى الشارع لغاية الان لمعرفة مشاكل المواطنين عامتا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك