المقالات

التحرك العسكري السعودي نحو سوريا تهديد لامن العراق وسوف يشعل المنطقة


الشيخ حسن الراشد

التقارير والتسريبات كلها تتحدث عن تحرك عسكري سعودي واسع النطاق نحو سوريا من اجل ليس فقط اسقاط النظام فيها وانما لامور اكثر خطورة مازال القادة والزعماء في العراق غير واعين بها ولا في صدد الاهتمام بمثل هذه القضية الخطيرة والتي تهدد العراق وامنه واستقرار المنطقة باسرها .

تسريب نبأ التحرك العسكري السعودي جاء عبر تصريح لـ"ديبلوسي عربي" في دولة الامارات لوكالة فرانس برس وهو ما يعني ان النظام السعودي هو من يقف خلف هذا التسريب كما ان الخبر لقى صدى واسعا لدي وكالات الانباء الاوروبية والتي نشرته وتداولته باهتمام كبير يكشف عن امرين :الاول: ان تسريب الخبر اما هو حقيقة حيث فعلا ان نظام ال سعود بدأو بتحريك قواتهم نحو سوريا عبر الاردن وان الامر ماهو الا تحصيل حاصل خاصة وان تزامن هذا الخبر يأتي مع الخبر الاخر والذي تحدث عن ارسال ال سعود معدات عسكرية وشاحنات محملة بالسلاح الى سوريا عبر الاردن لتزويد ما يسمى "الجيش السوري الحر" بتلك الاعتدة والاسلحة بعد هزيمة افراده ومعظم عناصره في حمص وادلب وفرارهم الى تركيا ولبنان وشرق الاردن وان هذا التحرك السعودي يأتي ضمن عملية حرب نفسية وتقوية لمعنويات "جيش السوري الحر" المنهزم والذي شكلت الضربة التي وجها له الجيش السوري النظامي الرسمي هزيمة وفشلا للمشروع السعودي والخليجي الطائفي والذي يسعى بكل الطرق والوسائل نحو اشعال المنطقة وجعلها تحت نير الارهاب السلفي الوهابي واجرام تنظيم القاعدة الذي تبين بوضوح انه صناعة سعودية بامتياز .

ثانيا: ان ال سعود وعبر هذه التسريبات يسعون لجس نبض القوى الاقليمية والدولية وردود افعالها تلك القوى التي لا تنظر بعين الراحة الى التدخلات الخليجية والسعودية الرسمية في الشأن السوري خاصة مع دخول القاعدة والمتطرفين الارهابيين على خط الحراك السوي عبر التفجيرات المروعة واستهداف المدنيين وعبر عسكرة الحراك الشعبي بمختلف اطيافه المعارض والموالي ‘ فيما يرى المراقبون ان اعلان الفاضح والمكشوف بدعم "المعارضة السورية" بالسلاح وعبر وزير خارجية ال سعود وال ثاني "حمد وفيصل" قد اربك المواقف الغربية وجعلها في حيرة من امرها لاعتبارات عديدة منها ان هذا الحماس الرسمي الخليجي لتسليح المعارضة سوف يسحب المبادرة من المعنيين الحقيقيين بالشان السوري والحريصين على استقرار وامن المنطقة والعالم سواءا المعنيين الغربيين والشرقيين ام الاقليميين واختزالها في مجموعة "دول عصابات" تعمل كالميليشيات الارهابية والمرتزقة وباساليب ابعد ما يكون عن مواثيق حقوق الانسان والقوانين الدولية وتعويمها بالشكل الذي يناسب اساليب جماعات القتل والارهاب وعديمي الاخلاق والضمير .

اما نحن العراقيون فاننا نرى ان التحرك السعودي يستهدف على المدى ‘لا نقول البعيد ‘ بل القريب الامن العراقي واستقراره الداخلي ومكوناته المختلفة وقد لا يستوعبه المعنيون في الحكومة العراقية لكون انهم مشغولون بالصراعات الداخلية وبامر انجاح قمة العهر والخيانة والغدر العربية والتي تم التوافق على اقامتها بعد شروط فرضتها الدول الراعية للارهاب والقاعدة والتطرف الوهابي وبعد ان تنازلت اطراف عراقية لال سعود عن كرامة الدم العراقي وذلك بقرارهم لاطلاق سراح الارهابيين المجرمين المتورطين في قتل الالاف من العراقيين .لو كان السيد المالكي وبعض المسؤولين يستوعبون ما يقوم به ال سعود واذنابهم في المنطقة لما خضعوا لشروطهم وشروط دويلة الاقزام في الدوحة حيث ان التحرك العسكري السعودي نحو سوريا وارسال اسلحة ثقيلة ومتطورة عبر الاردن الى الاراضي السورية يأتي بتزامن مع قرب انعقاد "قمة" العهر والحيانة في بغداد وفي سياق حديث الارهابي والسلفي المجرم والمتطرف "عرعور" والذي كشف عن مخطط اسياده بوضوح في تصريحه لجريدة "الناس" حيث قال " ان المعركة سوف تنقل الى الكوفة بعد ان يتم القضاء على نظام بشار الاسد" .. هذا المخطط بدأت معالمه تتكشف اليوم من خلال التحرك السعودي العسكري وارساله المعدات والاسلحة الى الارهابيين العرب والى جماعات العنف والقتل المحتشدة والمتجمعة في الاردن وتركيا خاصة وان تقارير اولية تحدثت عن وجود ما يقارب من 67000 من الليبييين في الاردن والذين تم ارسالهم اليها بحجة العلاج واليوم يستعدون لدخول سوريا لاقامة المجازر والذبح وثم الانتقال الى العراق بعد ان يتم شراء ذمم شيوخ الانبار ان لم يكن قد تم ذلك وهم على اهبة الاستعداد لفتح الممرات للارهابيين ولاسلحتهم وارهابهم .

هنا نحن ندق ناقوس الخطر ونعلن ان التحرك السعودي لن يأتي اعتباطا بل هو امر مخطط له سلفا وان اليات تنفيذه تتم عبر مرتزقة وجيش من العملاء والمأجورين وان العملية برمتها تستهدف العراق بالدرجة الاولى وما "سوريا" الا ممر وقاعدة للانطلاق ضمن منظومة سياسية لدول خليجية عميلة و داعمة للتطرف والارهاب والهدف هو العراق وحتى تهريجات "ضاحي خلفان" شرطة دبي ضد السعودية وقطر ما هي الا للتعمية وضمن المخطط المذكورفهم شركاء ال سعود في الجريمة وانهم جميعا متورطين في الدماء العراقية والبحرانية والسورية .. لذلك نهيب بالقادة في الدولة العراقية ان لا ينخدعوا بالاعيب ال سعود ولا بوعودهم فالقمة المزمع انعقادها في العراق قد تكون تغطية للجريمة وتوريط للحكومة العراقية في مخطط كارثي يضر بالعراق ويهدد امنه فالحزم مطلوب في مثل هذه الظروف لافشال مخطط ال سعود ومرتزقتهم ووضع امن العراق واستقلاله في الاولية وان مواجهة التدخل العسكري السعودي في اوضاع المنطقة وتسليح القتلة والمجرمين يجب ان تكون مواجهة عملية قادرة على الرد بالمثل وان للعراق حدود طويلة مشتركة مع كل تلك الدول المتامرة تمتد لمئات الكيلومترات والتي يمكن عبر الفعاليات الشعبية التعامل معهم بالمثل وضرب امنهم كما يضربون امننا .

الشيخ حسن الراشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Ali
2012-03-20
أني أشوف إن الحكومة العراقية ولا أقول العراق كدولة سوف ينضرب بوري معدل بسبب قمة العهر والخيانة
ابو احمد الصراف
2012-03-19
نشكر الشيخ على هذا التحليل الواعي واسيعابه لما يهدد الكيان الذي جاهد في سبيله شهداء العراق الذين تركوا خلفهم من يرفع شعاراته والتمسك باسمئهم من اجل مصالح شخصية ضيقة لاتتعدا السارات المصفحة والمولدات الكهربائية و... الا انهم كما قلت ياشيخ:" ان التحرك السعودي....قد لايستوعبه المعنيون في الحكومة العراقية..."الا ان الحقيقة انهم لاينظرون الا لمصالحهم الشخصية ولقد استأثروا بالحكم :" والطامع في وثاق الذل ". كما قال الامام علي (ع).
فلاح سعدون التميمي
2012-03-19
ان التحرك السعودي ليس وليد اليوم لكن وجودها منذا القدم غده سرطانيه بالمنطقه فأسبصحت أكثر وضوح لان الاخطار محدقه لزوالها الارباك بتصرفاتهم التي لاتدفع السيل الجارف أتجاه فرعنتهم اصبح متشتت البال تقريبا الان كقوم لوط عندما يحتمون بالغيوم عن شدت حرارت الشمس لاقوى الحجار المسموم من تلك الضل اللذي يتسترون تحته فأطالتهم فردا فردا فأن مسارهم هذا وانه قريب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك