المقالات

الإيمو الظاهرة ومسؤولية الدولة في مواجهاتها


سعيد البدري

كثر الحديث حد الإسفاف عن ظاهرة الايمو التي غزت بين ليلة وضحاها الشارع العراقي البغدادي على وجه الخصوص والتحديد، كما غزت بلادنا ظواهر عديدة وتيارات فجائية لا نعرف عنها شيئاً ولم نسمع بها يوماً كجند السماء والجراوي والمثليين والمعجلة ووووو بعد العام 2003، في مسلسل اعتقد انه لن ينتهي بالايمو كما لن تنتهي معه غفلة الدولة العراقيّة الوليدة لأسباب مرتبطة بضعف بعض الأجهزة والتشكيلات أمنية كانت أو معلوماتية، وحتّى معالجات اجتماعية على مستوى المؤسسات الاجتماعية والتربوية وحتّى الأسرة التي تربي ومن المفترض أنّ تتابع وتتنبه لنوعية الأصدقاء الذين تترك أبناءها يسرحون ويمرحون بصحبتهم لان المبتلى في اغلب الأحيان هم شبابنا وكم من الشباب والصبية ضاعوا وسط غفلة أُسرهم التي تتلقى أنباء غير سارة وغريبة عن سلوك أبناءها، ومن الطريف أنّ المؤسسات الإعلامية في العراق لم تسلط الضوء من قبل عن وجود مثل هذه الظاهرة (الايمو) مما يعكس تخلفاً وتقوقعاً غير مبرر عن متابعة ما يدور في الشارع فعلاً فلحد الآن لا يُعرف الكثير من العراقيين من هم الايمو وماذا يفعلون وما هي عقيدتهم وأفكارهم ومتبنياتهم، وهل هي ظاهرة وافدة ومن أين ولماذا يرحب بها في العراق وكيف وصلت ومن نظر لها وووو، وكما لا يعلم الكثير من العراقيين أيضاً هل إنهم (الايمو) مثليين أم شاذين جنسياً أم مصاصي دماء أم قتلة .. إرهابيين من هم بالضبط وماذا يفعلون والغريب ان هناك شرطة مجتمعية لم نسمع بها تطالب الكثير من الجهات بأن يكون لها دور وغير ذلك من الغرائب في بلد يتجنى عليه أهل الثقافة ويصفونه بالمثقف وذي العمق الحضاري، وهذا صحيح نظرياً لكنّ مع حملات التجهيل والتجويع الصدامي لم يعد قسم كبير من أبناءه كذلك، وها هو اليوم عرضة لمثل هذه الثقافات الشاذة والشكليات والقشريات التافهة الدخيلة ذات الأهداف والأجندات الخاصة، فنحنُ نعيش ثلاثة أنواع من الحروب حرب المجاميع المسلحة الإرهابية وحرب الثقافة الواردة في عصر الاتصالات، وحرب إعلاميّة ناعمة لا حدود لتأثيراتها، ولعلّها جميعاً تؤثر وبشكل متفاوت على المجتمع العراقي وتجعله عرضة للاختراق مع عدم وجود برامج التحصين والتوعية الكافية التي تقوم بها عدة مؤسسات ومنظومات ينبغي أنّ يكون لها الدور الفاعل، لتعطي للنشئ، حصانة من مثل هذه الآفات الخطيرة كما لابُدَّ أنّ تكون هناك مبادرة وقدرة لدى أجهزة الدّولة على التحرك ومعالجة الأوضاع، لئلا تستفحل هذه الظواهر فنجد إنّها أصبحت جزءاً من واقع قد يكون أكثر مرارة مما نعيشه اليوم، لذا لابُدَّ أنّ نفهم وتفهم أجهزتنا الحكومية الأمنيّة بشكل اخص، إنها أمام تحديات وان ظاهرة مصاصي الدماء(الايمو) التي ظهرت فجأةَ في بغداد يتطلب منها أن تكون أكثر جدية في معالجتها ومعالجة بعض أوكار الجريمة والانحراف، وهي كثيرة جداً بأساليب مدروسة تجنب البلاد والعباد شرورها كما ان الدور الحكومي المطلوب بشكل عام يتطلب أنّ تتوفر مؤسسات أكثر تخصصاً لتقوم بأدوار التحليل والتخطيط والمعالجة، فالانشغال بمعالجة هذه الظواهر والسبر في غور المجتمع يحتاج العديد من الأكاديميين والمتخصصين مع توفير الإمكانيات المادية الكافية لهم، بدل أنّ تُبدد موارد الدولة على مجاميع بشكل بروتوكولي ومجاملاتي من غير المستحقين كمجالس الإسناد العشائري وأفواج حمايات المسوؤليين الكبار جداً لأنها مهمة وطنية ينبغي النهوض بها ليس قبال الايمو فقط بل قبال أيّ ظاهرة مرشحة للانفجار في شارعنا العراقي المليء بعشرات الإنفجارات !!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك