المقالات

رغم مرارة الاحباط واليأس

1345 09:37:00 2011-07-24

الدكتور يوسف السعيدي

في بحار الاسى..ووجع الارض...وليل اليتامى...واسواق النخاسة السياسيه...من ارض لم يبق لها في دفاتر التاريخ الا احلاما ببلاد تمتد حدودها من شواطيء القهر...الى صحاري القتل...وانهار النفط الممتزج بدماء العراقيين المستباحه...من ارض لا تنبت الا الجراح....من بلاد مهد الحضارات...من بلاد الحزن ...والمقابر الجماعيه ...من بلاد النخيل ومصائب وويلات النفط الاسود....بلاد ملتقى الغزاة ووفرة في رموز الخيانات...من بلاد الرافدين رسم العراقيون رسائل الحزن الموجعه...من اجيال العراقيين التي فقدت من يقرأ رسائل حزنها بعد ان ولدت احلامها وامنياتها ...مقتوله...عبثاً تبحث هذه الاجيال في متحف هياكل السياسيين عن امل تمسك به ...حتى في مخلفات الهزائم المتتاليه عن سبب للمأساة الجاهزه للواقع العراقي...فأكتفت باجترار خفايا والغاز الاوضاع ...المرتبكه وتدوين ازمنة الاحباطات على جدارية الذات ...بعض الاجيال من العراقيين اقنعت نفسها ان الحاله العراقيه مسيره باتجاه مرسوم لها ولا دور للاراده الوطنيه فيها..صراخ المعاناة غير مسموح له مغادرة صدورهم ليتقيء جمرة الرغبه في محاولة التغيير الافضل اجيال الحزن الموروث وقفت امام مصيرها مرات عده...امام صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليها ...والتصويت على دستورها ..فلا بعض الفائزين احترموا ثقة هذه الاجيال ...والتزموا بارادته عبر البرامج والشعارات والانجازات ....ولا الدستور استوعب المرحله ومثل الواقع والطموح العراقي....ااا وجوه عجائز السياسه علمانيه او اسلاميه ..قوميه او يساريه ليبراليه ...تشبه بعضها وتلغي بعضها ...العراقيون ملزمون ان يبصقوا اصواتهم في ثقب الصندوق الانتخابي ...هكذا تتطلب اصول (اللعبه) السياسيه...لا بل ان البعض يراها لعبة الهروب من ضغوط المفخخات والمتفجرات والعبوات والاحزمه الناسفه ..واخطار عودة اشباح المراحل البعثيه الدمويه ...واستسلاما لحالة الخيارات الصعبه بين السيء والأسوأ....اجيال من العراقيين تعيسة الحظ ...لم تكن سبباً في الهزائم ...والانتكاسات ...والخيانات...ولا مسؤولة او راغبة في التدهور المأساوي للحاله الراهنه ...لكنها وجدت نفسها ...وسادة لجنازات مراحل السقوط السياسي والاجتماعي ...ومضطرة لمعايشة بقع دمامل فسادها على وجه مستقبلها....تبحث بين ازمنتها الخائبه ..عن محطة تغتسل فيها من مخلفات مراحل الاحباط...ولكن هل اصبح العراق عاقراً لا ينجب اجيالاً مؤهلة لأرتداء هوية العراق لا غير ؟؟؟ام ان الولادة المتعسره يجب ان تكون على يد قابلة مستورده؟؟؟ينظر البعض ان العالم قد تغير ودخل عصر العولمه ...وسلطة القطب الواحد ..واصبح واقع العماله والتبعيه (لا يدعو للخجل)...لكن هل ثمة مبررات لظاهرة الفساد..والاختلاس والرشوه...وتهريب ثروات الوطن ...وسرقة حتى الجوع من افواه اهله؟؟؟؟في العراق اليوم بدأ يتشكل جيل جديد من السياسيين الوطنيين الشباب ومتوسطي العمر وكذلك من بعض المخضرمين ..يعملون على تجميع اجزاء الهويه الوطنيه التي مزقها الفوران الطائفي القومي ...و(الردح) المحاصصاتي ثم اعادة خياطتها الى بعضها لتصبح خيمة جاهزه لائقه لجميع ابناء المجتمع العراقي.لكن عجائز الانتكاسات والتجارب البائسه ترفض بعناد بليد الخروج على عجزها وابتلاع(كبسولة) مسؤوليتها ثم الاستسلام او التنحي على الاقل ...مصرة على اعادة زراعة الحزن والمأساة في جسد العراق الجديد والامساك بارادة اهله ومستحقيه وحصرهم بين جدران تجاربهم الميته...ونحن نراقب حزن الشارع العراقي المزروع بالملثمين والمفخخين من بقايا مجرمي البعث العفلقي الصدامي ...والمختلسين...ومدمني الرشاوى وسرقة ارزاق الناس من بعض متصدري العمليه السياسيه الراهنه وكذلك من قسوة غموض المخططات الاميركيه والدول الاقليميه والخوف من خلفيات نواياها ومشاريعها غير المعلنه ...الى جانب تعدد ومجهولية الجهات والمصادر المسؤوله عن قتل الامن والاستقرار ...وتعذيب النفس العراقيه....ان الشارع العراقي حزين ...هارب الى الامام ...مدفوعاً بضغوط اليأس والخيبه واعصار الهيجان العنصري احياناُ...يمنح بعضهم صوته مكرهاً ...وثقته مستغفلاً...لمن لا يمثل ارادته ويحرص على مستقبل اجياله ويسلب خصوصيته ويصادر حريته وكرامته ويتطاول عل نسيجه الاجتماعي ...ورغم مرارة الاحباط واليأس ....يواصل شد الرحال الى مرافيء المستقبل....وكنا في زمن مضى ونحن من الرعيل السابق لضحايا ...الموت العفلقي ...وممن عانى منه اشد المعاناة ...كنا نخلط بين الانتساب لحزب ولعقيده قوميه ومذهب وبين الانتماء للوطن .....فلا نحن للوطن ولا الحزب او الحركه السياسيه......تلك كانت مأساة ضياع بعض اجيالنا ...عواطف معطوبه واراده معوقه ...خسر بعضنا زمانه ورحل بعضنا ...وسيكتمل رحيلنا وتدفننا شفاعة معاناتنا في مقابر الضمائر الحيه...انها رسالة الحزن العراقي لاجيال المآسي المتعاقبه...حينها تتلعثم السطور اسى وحرقه...وهي تستذكر عهودا باليه وزمنا غابرا وتداعيات تراكمت على مدى عقود من حكام النظم العرجاء حيث يصبح خوف اجيالنا القادمه من المجهول امرا مشروعا ويضعهم امام استحقاقات وطنيه جديده...عبر العثرات والاشواك والجروح العميقه الداميه النازفه... على ارض المعاناة والانتكاسات....وانين المقابر الجماعيه....الدكتوريوسف السعيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك