المقالات

الكويت .. عقدة الغزو الصدامي ـــ

676 09:12:00 2011-07-19

عدنان شيرخان

يتعرض العراق شعبا وحكومة ومنذ اسابيع لحملة اعلامية كويتية شرسة تقودها مجموعة من الصحف الكويتية، بلغت حالة من الهيجان لايمكن السكوت عليها، عندما اختارت جريدة " الوطن" عنوانا رئيسا لها يوم اول امس الاحد يقول ( "عقدة" .. ميناء مبارك)، في اشارة (حسب تصور الجريدة) الى معاناة العراقيين من عقدة جديدة تقض مضاجعهم اسمها (ميناء مبارك).

كان بودنا ان لا ينجر الاعلام الكويتي الى هذا المنحدر ويصون لسانه، ولا يتحدث عن العقد، لان العراق ليس بلد عقد، فهذا البلد بمساحته وسكانه، ونسبة مواطنيه الى سكانه وعمقه الضارب في التأريخ لا يمكن ان يشكو من اي عقد، العراقيون الذين علموا البشرية الحرف والكتابة لا يمكن ان يعانوا من عقدة "ميناء مبارك". الشعب الذي خرج كطائر العنقاء من اجواء الانفجارات والقتل والتهديد بالحرب الاهلية وتصدى لاشرس واعنف هجمات الارهابيين في العالم يستحق ان يحترم لا ان يكون موضع سخرية في صحيفة "الوطن" وغيرها من الصحف.

كان حري بصحف الكويت فسح المجال امام السياسيين لايجاد حلول ترضي الطرفين، ومشكلة مثل ميناء مبارك لها عشرات الحلول لو انها حدثت بين بلدين اوروبيين. ولكن بالتأكيد ليس بالشكل العنتري الهستيري الذي يتحدث به النائب الكويتي (مسلم البراك) الذي اعتبر (أي استقبال لأي وفد عراقي سيعتبر إهانة للشعب الكويتي)، مذكرا ومشددا على (ضرورة أن يعي الجانب العراقي أن الكويت اليوم ليست ككويت عام 1990،والجيش الكويتي يختلف وضعه تماماً عن عام 1990).

عقدة غزو صدام المقبور للكويت هي "ام العقد" التي يعاني منها البعض في الكويت الشقيقة، وهي جذر وأصل المشكلة التي تقف عائقا امام اقامة علاقات اخوية طيبة، وهي الدافع امام اصرار الحكومة الكويتية ومجلس الامة على الحاق الضرر بالعراق .

بعد تغيير العام 2003 وذهاب نظام صدام الى مزبلة التأريخ كان من المفترض ان يبدأ البلدان بداية جديدة، ومع فوضى الاحتلال الاميركي للعراق تعالت اصوات في الكويت الشقيقة بضرورة تسديد (اقساط) التعويضات العراقية وترسيم الحدود، وبدأ العزف على نغمة تبعات الغزو العراقي (وليس الصدامي) للكويت، يومها نبهنا الاشقاء في الكويت بان استعمال مفردة (غزو صدام للكويت) اخف وقعا على نفوس الكويتيين والعراقيين، وبادرة مهمة لتحسين العلاقات بين البلدين. وبعد نحو ثماني سنوات على سقوط النظام المباد يستنكر النائب (مسلم البراك) ما يقال ان " الغزو كان صداميا، وهو غزو عراقي شارك به كل كوادر الشعب العراقي".

الغزو كان صداميا شارك فيه عراقيون مجبرون لاسباب تتعلق بسطوة النظام البوليسي الدموي وبالطاعة العسكرية واوامر الاعدامات التي تنتظر المترددين، وهم قياسا بحجم سكان العراق لايزيدون كثيرا على اعداد الكويتيين الذين كانوا يأتون العراق ايام (القادسية الكشرة) صحفيين وشعراء ينفخون في صدام شعرا ونثرا منبطحين ولسان حالهم الخفي يقول (سنحارب ايران حتى آخر جندي عراقي). .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-07-23
الامم ممكن ان تهزم ولكنها حية لن تسقط ولا تنتهي وخاصة العراق كم مرت من الظروف القاسية ولكنه ينهض ويعود احذروا ياكويت من اعمالكم فهذا لا ينفعكم واعملوا الاصلح لبلدكم
البدري
2011-07-20
العراق باق والكويت باقيه وسننتظر الى ان تخبوا قوى العالم المستفيده من الكويت وحينها سنرى .......................وكل امريء يحصد ما زرعت يداه
هشام حيدر
2011-07-19
العاقل يخلق الاصدقاء والغبي يخلق الاعداء! لكن لعل الدافع لدى البعض في الكويت ليس الغباء تحديدا او بصورة مباشرة اذ لعله غباء مدفوع الثمن! وبدلا من استفزاز جهال الجار الكبير بجيش كويتي مزعوم كان الاولى تمتين العلاقات وابعاد كل من يروم الابقاء عليها هزيلة! وللتجربة -ليعرف الكاتب حجمه- فليجرب جيشه بلا غطاء امريكي في مناورة بسيطة!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك