المقالات

المسؤولية بين التكليف والتشريف


عادل الجبوري

"لقد كان الخيار صعبا ، ونحن ندرك قيمة ومعنى ان يكون رجل مثل عادل عبد المهدي هو موضوع هذا الخيار الذي اقدمنا عليه بعد صراع مرير بين رغبة السيد عادل وقناعاته من جهة وبين مشاعرنا وحاجتنا الى وجوده وجهده وعمله معنا من جهة اخرى".هذا بعضا مما جاء في بيان فخامة رئيس الجمهورية في بيانه بشأن قبوله استقالة نائبه الاول الاستاذ عادل عبد المهدي على مضض.وفي هذه العبارات والعبارات الاخرى التي تضمنها بيان فخامة الرئيس تشير بوضوح الى تقييم موضوعي ومنصف -بعيد عن المجاملة-هو في الواقع نتاج تأريخ سياسي مشرف لعبد المهدي، تكلل بدور محوري، وحضور فاعل، وفكر خلاق خلال الاعوام الثمانية المنصرمة التي تعد واحدة من ابرز واهم واخطر محطات تأريخ العراق المعاصر.ميزة عبد المهدي انه على خلاف الكثير من رجال السياسة العراقييين لم يكن يبحث عن مواقع وامتيازات ويتزاحم ويتدافع مع الاخرين على المنابر والاضواء، بقدر ما كان يسعى لان يكون عنصرا مساهما وفاعلا في بناء العراق الجديد على اسس سليمة، ولعل هذا كان ديدنه وهمه خلال مرحلة المعارضة، وكان دوما عامل تقريب بين وجهات النظر والمواقف والرؤى المتقاطعة والمتباعدة، بما من شأنه ان يفضي الى احتواء المشاكل والازمات، وفتح افاق للخيارات الافضل والحلول الانجع. ولم يدخل في مماحكات ومناكفات وصراعات شخصية وفئوية ضيقة مع هذا الطرف او ذاك، واكثر من ذلك كانت رؤاه واطروحاته المعتدلة والمتوازنة موضع قبول وارتياح وترحيب طوال الوقت من قبل مختلف القوى والتيارات والشخصيات السياسية.كل ذلك لانه لم يكن ينظر للمسؤولية وبما يترتب عليها من مواقع وعناوين وامتيازات على انها تشريف بل انطلاقا من كونها تكليف، واداء للامانة، وسعي دؤوب لتقديم الخدمة للشعب، ولو كان يتعاطى مع المسؤولية على انها تشريف لما زهد بالمنصب ليس الان ، بل منذ فترة طويلة.ولانه صاحب رؤية ومنهج، وحريص على البذل والعطاء فأنه وان غادر المنصب الحكومي، الا انه سيبقى حاضرا وبقوة في ميدان العمل والخدمة، ومثلما قال فخامة الرئيس"نحن على ثقة اكيدة بأنه باق، عملا وفكرا، الى جنب رفاقه واصدقائه واخوانه وزملائه في العملية السياسية التي كان ومازال من ابرز رجالاتها والخلصين لها".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك