المقالات

الزعيم الأمين ..الأسطورة والأمنيات

993 11:08:00 2011-07-14

فراس الغضبان الحمداني

بعد مضي أكثر من نصف قرن على قيام مجموعة من الضباط العراقيين بحركة عسكرية لإسقاط النظام الملكي في العراق وإعلان النظام الجمهوري ، مازال الخلاف قائما على تسمية هذه الحركة بالثورة أو الانقلاب ، بل امتد هذا الاختلاف على تفاصيل مجريات هذه الحركة ورموزها ومسارها الذي يراه البعض قد انحرف ويراه طرف آخر إن الآخرين هم الذين انحرفوا وغدروا بالثورة والثائرين .

خلال هذه السنوات صدرت الكثير من الكتب والدراسات والبحوث ونشرت وثائق كان القاسم المشترك بان ما جرى عام 1958 هو حدثا سياسيا نوعيا في العراق ، وان زعيم الثورة عبدالكريم قاسم أصبح رمزا شعبيا رومانسيا للفقراء والحالمين بالتغيير .

لكن الثورة وزعيمها ورغم عمرها القصير قد حققت انجازات كبرى ، لكن هناك من يؤشر أخطاء إستراتيجية نتجت عن حدث التغيير نفسه ، فمجرد قيام الضباط من الجيش العراقي باستخدام السلاح بقوة الجيش بإحداث التغيير فان ذلك يؤكد سابقة ألغت التوجه الديمقراطي للنظام الملكي العراقي وفسحت الطريق إمام المغامرين من العسكر باستخدام القوة لاستلام السلطة وعدم الاعتراف بالتداول السلمي لها .

وهذا ما يفسر سلسلة الانقلابات العسكرية أو المحاولات التي شهدتها البلاد وكان آخرها الانقلاب الدراماتيكي للبعثيين وما تلاه من انقلابات داخلية نفذها صدام حسين .

هذا هو المأخذ الأول على الزعيم إما المأخذ الثاني وتشترك معه الأحزاب فانه قرب اليمين فابتلع اليسار ثم قرب اليسار فنكلوا باليمين ، ولكنه نجح بالانتماء إلى الشعب حين رفع شعار اغضب كل الأحزاب ..وتآمروا عليه ، فكان هذا الشعار ( الشعب فوق الميول والاتجاهات ) .

المأخذ الآخر لزعيم الثورة هو عاطفيته وانحيازه الكبير إلى الفقراء فبدلا من رعايتهم وتطوير مناطقهم في الجنوب .. خاصة وانه قد الغي قانون الإقطاع ، لكنه فتح أبواب بغداد لمئات الآلاف من المهاجرين وأسكنهم في كانتونات في مدينة الثورة بعد إن تركوا مزارعهم وبساتينهم وانخرطوا بكامل عوائلهم في مهن لا تتلاءم مع الكرامة الإنسانية لابن الريف .

وكان من نتائج هذه الهجرة هو غلق الباب وإنهاء أي عملية للتخطيط العمراني والمدني والتنمية البشرية بجعل مدينة بغداد مدينة متحضرة ، لان الذي حدث وحصدنا ثماره الآن في عام 2009 إن خمسة ملايين مؤريف مزدوج الولاءات لم يهضم التمدن ولم يهضمه التحضر يجثمون الآن على ضفاف دجلة مثل قبيلة بدوية متوحشة تنتظر ضعف الحكومة لتدمر كل البناء وهي تنظر أيضا وكالمعتاد منذ آلاف السنين ظهور زعيم جديد لتبدأ الهتاف باسمه ( بالروح بالدم نفديك يازعيم ) مع اختلاف الأسماء وتعدد الأزمنة .قيل الكثير وسيقال الأكثر عن عبدالكريم قاسم وثورته لكن الذي لا نقاش فيه إن الزعيم ويعترف بذلك حتى أعدائه انه كان نزيها محبا للعراق لم يخلف ورائه أطيان وعقارات ومليارات .. بل ترك خلفه ذكرى عطرة وشخصية شجاعة ونبيلة أرادت إن تخدم العراق لكن غدر الأحزاب غدروا الثورة وانقلبوا على زعيمها وحطموا كل أحلام الشعب الذي لم يصدق برحيل زعيمه .

وكان الشعب يتخيل صورته على وجه القمر ويلمس انجازاته في قناة الجيش وفي عدد كبير من الإحياء السكنية في عموم مدن العراق ، ويراه أيضا في القوانين والتشريعات التي انتزعت الأرض من الإقطاعيين ومنحتها للفلاحين ، وأعاد الثروة النفطية للبلاد بعد إن اصدر القانون رقم 80 .

ويكفي الزعيم الأمين هذه الانجازات وشجاعته النادرة وهو يواجه برجولة وبسالة الانقلابيين ويجعل أيدي فرقة الإعدام ترتجف من هيبة الزعيم فأين لنا بهكذا رجال مازال الشعب يرى فيهم الأسطورة والأمنيات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام علي
2011-07-15
مع كل الاحترام لبعض الساسة الشرفاء الا ان الحقيقة ماراح تتكرر مثل هل الشخصية ابد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك