المقالات

رائحة الأحذية النتنة...


مقال الكاتب والإعلامي قاسم العجرش

الخطأ الأكبر الذي ظَلّت تقع فيه الحكومة والقوى السياسية، ان تجاوزات منسوبيها - في كل مستويات إدارة شأن السلطة - كانت ترحل (للحساب العام) ولا يسددها المخطئون من حساباتهم الشخصية بالجزاء والعقاب..! وإنها كانت دوماً تسعى لممارسة (فضيلة الستر) مع أخطاء وتجاوزات منسوبيها ولكنها - من حيث لا ترغب - وقعت في (جريمة التستر)..! فبعض الأخطاء السياسية قد تترتب عليها مضار تفوق بعض الجرائم الجنائية المباشرة.فوصف التجاوزات التي تتم تحت سقف الحكم بأنها ليست دليلا على فساد الحكم، ولكنها دليلٌ على ضعف منظومة النزاهة. هذه مصفوفة تستحق الكثير من النقاش..! فقد أصبحت (المناعة) التي اكتسبها البعض ضد أخبار واتهامات الفساد، مظلة مناسبة لبعض المفسدين لتمرير أخطائهم وتجاوزاتهم بهدوء، لا سيما وأن الجسد السياسي أنتج من الأجسام المضادة ما هو كفيل بدحر كل الاتهامات بتصويرها مكائد سياسية. ويبدو أن كثرة حديث معارضي الحكومة وشانئيها المتكرر عن الفساد والتجاوزات واستخدام ذلك في معركة السياسة، جعلها تتعامل مع هذا الملف بقليل من الحساسية، باعتبار أن كل ما يقال ما هو إلا محاولات عدائية لضرب مشروعها الوجودي، بتشويه صورتها الأخلاقية.وفي الصين عندما كثر الحديث عن فساد بعض قيادات الحزب الشيوعي في الولايات، لم يكن أمام قيادة الحزب سوى أن تطلق أقلام الصحافة لتقوم بتنظيف صفوف الحزب من المفسدين، ونقل الحزب ملفات المتجاوزين إلى القضاء لتصدر أحكاماً بالإعدام في مُواجهة قيادات نافذة داخل الحزب، كان في السابق يحاسب أمثالهم في الغرف التنظيمية المغلقة، ويتحمّل تسديد الفواتير السياسية نيابةً عنهم..!من حَق كل حزب أو قوة سياسية أن يدعو الجميع للانضمام إليه. ولكن يجب أن يتفقد (أحذيتهم) قبل أن يُسمح لهم بالدخول، (فالأحذية المتسخة) تفسد رائحة البيت، مهما كان حرص أهله على النظافة..! وأقصى ما يعطيه حُسن الظن في هذا الصدد ، ان "البعض" أراد أن يُحقق بعض المكاسب السياسية لحزبه، عبر التساهل في التعامل مع مشبوهين وقبولهم بين صفوف حزبه أو حركته، أراد أن يستفيد منهم في المعركة الانتخابية فخسر الرجل البيع، ولم يَبقَ أمامه إلاّ مواجهة الحقائق وحيداً بسيف خشبي مكسور..!سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك