المقالات

المصفّقون


عبدالحق اللاّمي

في كلّ دول الّدنيا وعند كلّ بني البشر حكومات وبرلمانات وكتل وأحزاب ومنظمات وعشائر وطوائف وقوميات ووزارات ومؤسسات ودوائر يحكمها الدستور ببنوده والقانون بمواده وبرامجها الخاصة مقيدة بشروطها وعلاقاتها الإجتماعية مقيدة بعاداتها وتقاليدها سواء كانت هذه الدول ديمقراطية أم شمولية ملكية أم جاءت بانقلاب عسكري أم انتخابات بنسبة مئوية تفوق 99% من أصوات الناخبين وسواء كان أولئك البشر متحضرين أو تحكمهم شريعة المواريث من الآباء والأجداد، إلاّا نحن فبعد أن تسلطت على رقابنا سيوف الطغاة وأقدام الحكام من قادة الإنقلابات العسكرية وأنذال الأحزاب ومدعي القوميات والطّوائف وتنفسنا عبير الحرية وبدأ الأمل يداعب نفوسنا المحطمة عبر قرون وعقود القهر والظلم والتهميش والحرمان، ضربنا بكل القيم والأصول والقوانين والدساتير والسنن والتقاليد وحتى الشرائع المقدسة عرض جدران المصالح وأحقاد الموروث المشوه وتداعيات التاريخ..نادوا بالديمقراطية فصفقنا لهم وأغلبنا لا يعرف معنى الديمقراطية سواء القادة مّنا أم الأتباع توافقوا على المحاصصة والتشارك بالغنائم والإمتيازات فهلهلنا لهم وغنينا مواويل الوحدة الوطنية وأكثرنا يعلم إنها لعبة من لعب السياسة والإلتفاف على الدستور الذي أطرت بنوده الّدماء، توافقوا وعقدوا الصفقات وتشاركوا بخيرات الوطن وحرمونا منها ولازلنا نصفق لهم ودماؤنا تسفك كل يوم وثرواتنا تنهب في كل ساعة.داسوا على الدستور الذي وقعوا عليه والقانون الذي توافقوا عليه ونحن مازلنا نهتف لهم. تبادلوا الشتائم ودخلوا في صراعات المصالح والإمتيازات والمكاسب والمناصب ومازلنا فرحين بالإنفلات الذي خططوا له ليضيع الأخضر بسعر اليابس وسمحوا لنا بالتجاوز ونشروا في مجتمعنا وكل مؤسساتنا ودوائرنا وأسواقنا وتعاملاتنا وعلاقاتنا الإجتماعية الغش والرشوة والفساد فاعتبرناها نعمة من نعم الديمقراطية السائبة فليتحزم كل واحد وليعمل ما يريد فلا رقيب ولا حسيب ما دامت الرشوة تفعل فعلها والدولار يصول ويجول والمحسوبية والمنسوبية وعلاقات المصالح المتبادلة تلعب في كياناتها الحكومية والأهلية لعبتها المكشوفة.نقتل ونذبح ونهجر وتدمر وتنهب ممتلكاتنا والقتلة يطلق سراحهم او يهربون تحت اجندة المصالحة وبفعل الرشوة وطبعا بالدولار ولازال البعض الاكثر منا يهتف بالروح بالدم.فرقوا نسيجنا الوطني الى فرق وطوائف وقطعوا الوطن اجزاء وجعلوا من كل جزء حصة لكتلة او قائمة او حزب وضاع الخيط والعصفور. ولم يكتفوا بتمزيق النسيج الوطني فمزقوا بأساليب الخداع وبغطاءات الشعارات والبرامج نسيج البيت الواحد والخيمة الكبرى فجعلونا فرقا كل فرقة تهتف لرمزها وتقدسه وتقتل اخواتها من الفرق الاخرى وتختلف معها بل وصل الامر ببعضها ان تجلس مع اعدائها وتتحالف معهم ضد اخوتها، لقد قطعوا اوصالنا بأطماعهم وخلافاتهم. نشروا غسيل فضائحهم واتهموا بعضهم بعضا بالخيانة والفساد والعمالة والتآمر والمشاركة بقتل الابرياء ولازالوا يضحكون علينا بذلك، فأن كانوا وطنيون حقا وتهمهم مصلحة ابناءه فكيف يعقدون اتفاقيات وصفقات الشراكة وتقاسم السلطة والحكم.ونحن لازلنا نصفق ونهتف لهم ونبرر افعالنا بأن (كلمن ياخذ امي يصير عمي) وفق منطق وقانون المصالح مع من يدفع اكثر. وسنبقى نصفق مادامت احزابنا وكتلنا التي نعتقد انها وطنية ولها تاريخ مشرف ونمثل الاغلبية تتحرك وتعمل وفق مصالحها وامتيازات قادتها، ومادامت ساكتة عن ما يفعل بنا الاخرون وراضية بما حصلت عليه من حصة ونست انها تمثل الحصة الاكبر لانها تمثل الاغلبية التي همشتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك