المقالات

ثقافة الغش


عبدالحق اللامي

من المعروف والذي لا يحتاج إلى أن يتمنطق أحد ويبدأ بجنجلوتية ليس لها أول ولا آخر ليشرح للناس أن الغش مذموم مرفوض حرام يا (ولدي) فقد حرمته الشرائع السماوية والوضعية وسنن الأنبياء والرسل والقوانين والدساتير والأصول والسنن المجتمعية واعتبرته سبة وعاراً لايمكن التخلص منهما.نحن كمسلمين وأصحاب أنساب وأصول نتفاخر بها أولى الناس أن نطهر أنفسنا وأعمالنا وتصرفاتنا من هذه السبة المرفوضة والمحرمة، ولكن ما يؤسف له إن الشعوب والدول التي ليس لها علاقة بالأديان ولا تعتز وتفاخر بأنسابها وأصولها طهرت أنفسها وأجهزتها ومؤسساتها منه وحصنت أبناءها وأجيالها ضد طاعونه من خلال التعليم والتربية والسلوك البيتي والمجتمعي وطاردت وعاقبت الغشاشين وعرتهم وفضحتهم أمام مجتمعاتها حتى وصل الأمر بنا أن نضرب بصدق عملهم وتعاملاتهم الأمثال فكان ومايزال العراقيون يضربون المثل بدقة مواعيد الإنكليز وجودة بضاعتهم وصدق تعاملاتهم فيقولون عن الشيء الجيد (شغل انكليز)..المشكلةإن الغش عندنا تحول الى سلوك وتعامل (عرفي) وإن الغشاشين تسللوا الى كل مفاصل الحياة العملية والإدارية والإقتصادية، والطامة التي لايمكن معالجتها إنهم أصبحوا سياسيين ومسؤولين وقادة ورأسماليين كباراً يشار لهم بالبنان، فتفشت ظاهرة الغش في كل مكان وفي أي عمل في الدوائر والمؤسسات والأسواق والأعمال والمدارس والكليات، في الدوائر الأمنية والعسكرية، في البرلمان والحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، في الصحافة والإعلام، في الفن والأدب.إنها طامة كبرى وثقافة تخريب وفساد سادت وانعدام للثقة وحسن الظن تفشت حتى أصبح أحدنا لا يثق بأحد وحتى من يعمل عملا أو يؤدي مهمة بإخلاص حقيقي وتفانٍ يريد به وجه الله تعالى ولطيب منبته وسمو أخلاقه وحبه لوطنه وشعبه (تلعب) القلوب منه وتتهامس الأقوال حول غاياته وتكثر الإتهامات الموجهة إليه. (وكلها تهون)إلاّ أن يصل الغش والغشاشون لأهم مرتكزات بناء الدولة وفق الأسس الحضاريةوالدستورية من سياسيين وقادة وقضاة وتربويين عندها على العراق السلام.فأي مجتمع نأمل وأساسه مغشوش بتزوير الشهادات وعقد الصفقات ونهب الثروات والقتال من أجل المناصب والإمتيازات وتسقيط الرموز والدم المراق بأيدي ودعم ومساعدة من يغشنا بادعاءاته الوطنية وشعاراته السياسية. المشاريع التي طالها الغش والغشاشون بنفوسهم المريضة ممكن أن تصلح رغم كل الخسائر ولكن من يستطيع أن يصلح النفوس ويقوم القادة والمسؤولون ومن يستطع ان يجتث جذور غشهم التي زرعوها في دوائر ومؤسسات الوطن؟ من يستطيع أن يطهر الأيدي التي غمست بالدم البريء والمال الحرام وهي في مراكز القرار؟ ماذاسترث أجيالنا القادمة من هؤلاء الذين أشاعوا في وطننا القتل والخراب ونهب الثروات سوى ثقافة ستصبح في وقتهم قانوناً وعرفاً تنتظم الحياة وفق بنوده وأخلاقياته المنحرفة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك