المقالات

الألـغام .... آفـــة العصـر


محمد عماد القيسي

اللغم هو ذلك الموت المدفون في باطن الارض الذي ينتظر فريسته من انسان او حيوان اومركبة حتى يتحول الى اشلاء متناثرة. وما زالت الالغام والذخائر غير المتفجرة تشكل عبئاً ثقيلاً على حياة المجتمعات في اكثر من اثني عشر بلداً حول العالم ومن البلدان الاكثر تضرراً نذكر(افغانستان،انغولا،اذربيجان،البوسنة،الهرسك،كمبوديا،ارتيريا،اثيوبيا،العراق،لاوس،لبنان،روسياالاتحادية، الشيشان، سريلانكا، فيتنام(

وينفق اكثر من 250 مليون دولار سنوياً على برامج مكافحة الالغام ويوظف الاف المهنيين في هذه العملية ومع ذلك تعتبر المواد المستخدمة لمعالجة مشاكل الالغام ضئيلة جداً. وفي التسعينيات جرت حملة عالمية لحظر الالغام المضادة للاشخاص وقد اسفرت عنها اتفاقية حظر الالغام المضادة للاشخاص عام 1997 المعروفة بمعاهدة (اوتوا) كما احدثت تحسينات هائلة في الاسس والتقنيات الدولية الخاصة بمكافحةالالغام.اما قصة الالغام في العراق، تبدا منذ الحرب العالمية الثانية عندماادخل البريطانيون هذا الموت للقضاء على الصراعات الداخلية وانتشرت في حقبة(الستينات والسبعينيات) من القرن الماضي.وازدادت هذه الالغام في فترة الحرب العراقية- الايرانية وتعددت المناشئ ومن ثم حرب الخليج عام 1990 بحيث اصبحت الحدود العراقية مع اغلب دول الجوار مزروعة بالالغام.واصبح العراق المتصدر الاول في المنطقة بعدد الالغام المزروعة. وما زاد من خطورتها عدم وجود مخططات او معلومات او علامات دالة.تقع الحوادث يومياً في جميع انحاء العراق بسبب تلك الالغام ولكن لايبلغ الا عن القليل منها. ولهذا ترك الاهالي اراضيهم الزراعية وخاصة المناطق المجاورة للحدود العراقية- الايرانية التي كانت بساتين خضراء من نخيل في الجنوب واللوزوالجوز في الشمال الى اراضي بور مزروعة بالموت. الالغام في المنطقة الشماليةنتيجة عدم استقرار هذه المنطقة منذ عقود وتعرضها الى الصراعات الداخلية لذازرعت فيها الالغام منذ خمسينيات القرن الماضي وتعد الزراعة فيها خطرة جداً لكونهاذات طابع جبلي صخري واسلوب الزرع على شكل دوائر تبدأمن القمة الى الاسفل (الشعاعي) او المبعثر لقطع الطرق بين القرى والمدن. وان اغلب هذه الالغام تنجرف نتيجةالامطار الكثيفة وتضيع معالمها بسبب الانجراف او كثافة الاعشاب التي تغطيالمنطقة.بعد عام 1990 ونتيجة استقرار الوضع في هذه المنطقة بدأت المنظمات الانسانية وفرق الازالة بالتوجه الى شمال العراق لازالة الالغام بتموين من الامم المتحدة من قبل برنامج النفط مقابل الغذاء.اضافة الى عدة شركات اجنبية في السليمانية واربيل فضلاً عن استعانتها بكادر محلي على الرغم من بطء العمل نتيجة لظروف المنطقة والفترة الزمنية التي مضت على زراعة هذه الالغام.الا ان جهودالخيرين وتكاتف الجميع، استطاعت فرق الازالة من تنظيف عشرات الكيلويات من الالغام ولكن الالاف من الكيلومترات لازالت بانتظار من يزيل عنها افة العصر الالغام. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ليث الموسوي
2011-04-18
تتمة للمشاركة الاولى :- هل يعقل ان دائرة لا يوجد فيها مدير عام ستطهر العراق من الالغام والمخلفات الحربية لماذا لا تحذو الحكومة العراقية حذو أقليم كردستان الذي يعمل مسؤولوه بجد مع الشركات الاجنبية والعالمية من اجل تنظيف مناطقهم متى ينتفض المسؤول العراقي في بغداد ، عدد الالغام 25 مليون لغم في العراق 70% او اكثر في المحافظات الجنوبية واذهبو الى بدرة وزرباطية والبصرة وميسان وذي قار والمثنى لتشاهدو حقيقة المأساة والارواح البريئة من البسطاء التي تسقط جاء هذه الافة .. لك الله يا عراق
ليث الموسوي
2011-04-17
اخ محمد تحية لك لكونك اثرت هذا الموضوع الذي يتسبب بموت الكثيرين جراء هذه الالغام ومخلفات الحرب وخصوصاً في المحافظات الجنوبية ولكن من دون فائدة فوزارة البيئة ووزارة الدفاع والداخلية في حرب من اجل الظفر بهذا الملف وهم من جهة والشركات الاهلية من جهه طبعاً مو من أجل الشعب بس من أجل الاموال واعتقد ان الدولة غير جدية واعتقد ان العراق لن يتمكن من الايفاء بإلتزاماته التي اقرها في اتفاقية اوتاوا وهذا ماذكره الوكيل كمال على قناه الفيحاء كما ذكر ان دائرة شؤون الالغام لا تملك الخبرة بل انها دائرة دون مدير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك