المقالات

نظرة معاصرة لقضاء امير المؤمنين عليه السلام


قلم : سامي جواد كاظم

ان دراسة تاريخ اهل البيت عليهم السلام بكل جوانبه يحتم علينا ان تكون الدراسة بطريقة اكاديمية حديثة نظهر العلاقة بين تاريخ الائمة عليهم السلام وحياتنا المعاصرة مع الحفاظ على ثوابت النص ، والامام علي عليه السلام صاحب مقولة سلوني قبل ان تفقدوني له كثير من الروايات والحكم التي عند البحث عن ابعادها نجد فيها الكثير من الالتفاتات التي هي من صميم واقعنا اليوم .توقفت عند رواية لامير المؤمنين عليه السلام تظهر قضاؤه وعدله ووجدت فيها خفايا جدا رائعة وها انذا اكتب الرواية وتعليقنا عليها بشكل اكاديمي .الرواية حدثت في اليمن بخصوص قوم وقفوا على زبية سقط فيها اسد فهوى احدهم في الزبية فتعلق بالاخر والاخر تعلق بالاخر والاخر تعلق بالاخر فسقطوا وافترسهم الاسد ، فاختصم اولياؤهم فقضى بينهم عليه السلام ان الاول فريسة الاسد وعليه ثلث الدية للثاني والثاني عليه ثلثي الدية للثالث والثالث عليه الدية كاملة للرابع وليس على الرابع دية ، فاختلفوا اولياء القوم فيما حكم بينهم امير المؤمنين عليه السلام فاتوا رسول الله (ص) وذكروا ما قضى بينهم امير المؤمنين عليه السلام فيه فقال ( ص ): القضاء ما قضى فيه بينكم ....انتهىهذه الرواية فيها عدة نكات منها مثلا يتضح من خلال تقسيم الدية ان الثلاثة الاوائل تقاسموا الدية ودفعوها الى الرابع ولم يقل امير المؤمنين عليه السلام بان على الثلاثة تقاسم الدية بان يتحمل كل واحد منهم ثلث الدية ودفعها للرابع بل قال الاول يدفع ثلث الدية للثاني وهكذا الثاني للثالث والثالث للرابع ، والمغزى من ذلك بانه لو قسمت بينهم فقد يمتنع احدهم ويشرط الاخر بعدم دفع الدية لان الذي قبله لم يدفع له وهذا غير جائز فالثالث ملزم بدفع الدية كاملة وهو عليه ان يطالب الثاني والثاني كذلك يدفع ثلثي الدية ومن ثم يطالب الاول ، هذا اولا وثانيا قد يكون هنالك عيوب او عوق لدى بعضهم فعندها ديته تختلف عن غير المعوق فلهذا يكون ولي كل شخص مسؤول عن ما بذمته اتجاه الاخر وحسب الشروط ، وثالثا ان الشارع الاسلامي شرع الدية تجنبا لحكم الاعدام في حال كون الجريمة وقعت عن غير عمد او لاول مرة مع موافقة ولي المقتول في حال التعمد .اليوم كثيرا ما تحدث حالات تصادم السيارات بطريقة تشبه حادثة الرواية حيث تصطدم اكثر من سيارة بعضها مع البعض والقانون الوضعي ينص على تجريم الصادم من الخلف فاذا اصطدمت اربع سيارات يكون صاحب السيارة الثانية هو من يصلح السيارة الاولى والثالثة يصلح الثانية والرابعة يصلح الثالثة ولا يجوز الزام صاحب السيارة الرابعة بتصليح السيارة الاولى بدلا من الثالثة لان اختلاف الاضرار ونوعية السيارات واجور التصليح قد توقع الغبن باحدهم ، اما اذا يعلم الجميع حجم الاضرار ومبلغ التصليح ويتفقون فيما بينهم فهذا مبحث اخر الا ان الصحيح هو تحمل كل شخص مقدار جرمه لصاحب الحق .وهذا من ذاك فهي الوجه المعاصر لرواية القضاء لامير المؤمنين عليه السلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك