المقالات

الشهيد والشهادة


احمد عبد الرحمن

مثلت واقعة استشهاد المفكر الكبير اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس) قبل اكثر من ثلاثة عقود من الزمن نقطة تحول مهمة في تأريخ الجهاد والنضال ضد نظام البعث الصدامي والديكتاتوري البائد ، لا لانها ارتبطت بأعتلاء صدام حسين للسلطة مفتتحاً عصر خراب العراق، وانما لما مثله السيد الشهيد من بلورة واعية لتطلعات العراقيين، ولما حمله على عاتقه من أهداف سامية كان من شأنها بلورة ثقافة اسلامية متكاملة ليس على صعيد العراق فحسب بل شملت مختلف بقاع العالم الاسلامي. فبقتله للسيد محمد باقر الصدر واخته الفاضلة بنت الهدى (قدس سرهما الشريف) برهن نظام البعث الصدامي على استعداده للولوغ أكثر فأكثر في الدم وانتهاج الاسلوب الذي بقى لصيقاً به على الدوام اذ بعد ان اصطبغت يداه بذلك الدم الطاهر لم يعد امامه رادعا او وازعا يمنعه من ارتكاب اية جريمة مهما كانت تبعاتها ونتائجها واثارها.واذا كانت واقعة استشهاد السيد الصدر قد اشرت بوضوح الى مستقبل العراق فيما بعد، فانها كشفت في الوقت ذاته عن السمات التي ارعبت صدام ورهطه، تلك السمات التي مثلتها بعمق شخصية الشهيد الصدر (ره) فبالاضافة الى المنجز العلمي والسعة المعرفية التي توافر عليها السيد الشهيد، كانت السمات القيادية الواضحة لديه هي أشد ما حمل الطاغية البائد على ارتكاب جريمته بحق هذه الشخصية الفذة.وقد كان قتله للسيد الصدر (ره) ومن ثم اطلاقه حملته مسعورة ضد الكوادر الاسلامية وتضييقه على ممارسة الشعائر جزءا من مخطط واسع الابعاد والاهداف تمحورت حول افراغ العراق من قوته الحقيقية وحضوره الفاعل بهويته الاسلامية والوطنية ورموزه المخلصة.ونحن اذ نستذكر الذكرى السنوية الحادية والثلاثين لاستشهاد اية الله العظمى السيد الصدر واخته بنت الهدى حري بنا ان نستلهم من هذه الشخصيات العظيمة معاني التضحية والايثار والشجاعة ونكران الذات، في وقت نرى اننا بأشد الحاجة الى ان لانكتفي بالمظاهر الاحتفالية والاحتفائية العابرة والمناسباتي للرموز، وانما لابد من الاستفادة من سفرهم الخالد لنحدد مساراتنا الصحيحة وتوجهاتنا السليمة من اجل نحقق ما فيه الخير والصلاح لبلدنا وشعبنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك