المقالات

من وراء تسونامي الطائفية ؟


بقلم: عبد الواحد ناصر البحراني

في الوقت الذي تجتاح العالم العربي موجة ثورات شعبية عارمة على أنظمة الظلم و القهر ، تحاول بعض الجهات تحويل أنظار الشارع العربي إلى قضية أخرى ألا و هي الطائفية. فقد ازدادت في الآونة الأخيرة الأخبار الواردة عن مؤامرات تحاك لنشر التشيع و عن محاولات لقلب بعض أنظمة الحكم كما يحدث في البحرين اليوم و غيرها من التهم الباطلة. و المتابع لهذا التجييش الطائفي المقيت يرى أنه يصدر من مكان واحد ألا و هو الآلة الإعلامية الهائلة للمملكة العربية السعودية. فما من نشرة أخبار و لا برنامج حواري ألا و يتم التطرق فيه إلى الطائفية إما عن تحريض طرف على آخر من خلال أخبار كاذبة أو تصنيف فلان على أنه شيعي و آخر بأنه سني.

و ما دخول القوات السعودية إلى البحرين إلا جزء من مخطط كبير يستهدف ضرب الثورات العربية و إثارة حرب طائفية في المنطقة لا قدّر الله.

حتى أنها جيّشت جيوشا ً ممن يعرفون بوعّاظ السلاطين لتحذير الشعوب من أن ما يجري هو من فعل (الروافض) على حد وصفهم . و تستخدم هذه القنوات الإعلامية الموجهة اسلوب التحريض في الأنباء التي توردها ، كالخبر الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية مثلا ً في يوم السبت الموافق الثاني من أبريل لهذا العام 2011 عن محاولات جماعات سلفية هدم قبور الأولياء الصالحين في مصر و منها محاولات هدم مسجدي الحسين و السيدة نفيسة في القاهرة. و هي تستهدف بهذا الخبر تأجيج نزاع طائفي في مصر بين السنة و الشيعة. و يأتي هذا التوجه في الوقت الذي لا يوجد هناك أي خلاف طائفي في الشارع المصري المعروف بتسامحه و حبه لآل البيت. و لا تكتفي هذه الجهات المحرضة على الطائفية ببث الإشاعات بل تتبعها بأفعال على الأرض. فقد قامت القوات السعودية المتواجدة في البحرين مؤخرا ً بهدم قبر المرحوم الشيخ عبد الأمير الجمري و سوته بالأرض في محاولة تحريضية جديدة لإثارة النعرات الطائفية هناك. كما تم تجنيد العديد من المرتزقة لإرسال رسائل عبر الإنترنت تحوي مقاطع و صور تحرض على الشيعة و تصفهم بأوصاف غير مهذبة في محاولة لإشعال الفتنة في صفوف المسلمين.

هذا ناهيك عن الكتّاب المأجورين الذين شغلتهم طائفيتهم عن العديد من الأمور الملحّة على الساحتين العربية و الإسلامية كقضية الفساد المالي و الإداري المستشري في الأنظمة الداعمة لهم و قضايا التعليم و التطور.

لكننا نتساءل عن جدوى هذه اللعبة الخطرة ؟ و هل يعتقد من يشعل نار الفتنة أنها لن تطاله أو تحرقه ؟ الإجابة بكل تأكيد هي النفي القاطع. لذا فإننا نرجو أن ينتهي هذا السجال العقيم حول الطائفة و المذهب أن يكون المواطن و الوطن هو محور الاهتمام. نحن نعوّل على أصحاب العقول و النوايا الحسنة في أن يرفعوا أصواتهم لوأد الفتنة و إخماد نارها فالكل اليوم في قارب واحد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد بن ثامر
2011-04-08
لقد دخل اصحاب مذهب اهل البيت الى منطقة الشرق الاوسط بعد سقوط الطاغية صدام واقصد بلدخول الفكرى والعقائدى وبحجم الداخل الى البيت يكون التململ وسط الضيوف اما وان الداخل فاطمة وابيها وبعلها وبنيها عليهم السلام فاءن الاحراج وسط الجلوس يكون كبير فلباحث عن نعله والساقط ردائه والموطوء ابنه لان الجميع يعرف فعل الاجداد وان داراها الزمن والكل يعرف ان مابنيا فى سقيفة لايمكن ان يسد مكان مابنا محمد واهله بيته ونحمد الله ان القوم مازالو يحاربون بنفس ماحارب به قنفذ والمغيرة وهذ مايسهل الحسم باءذن الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك