المقالات

(عندما نكتب ولا يهتم المعني بما نكتب فتلك سخافة)


بقلم :قاسم بلشان التميمي

(تنويه) أنا لا أحب السياسة ولا اتكلم فيها وحديثي هذا بعيد كل البعد عنها ( السياسة) وانا لااقصد اي طرف بعيد كان ام قريب ، انا هنا احاول ان انقل مايدور او مادار من احاديث او مواقف حياتية واقوم بتقديمها الى القراء الاعزاء مع قليل من (التوابل والسلطات )حتى يكون (طبق شهي) وكل املي ان يتمتع القاريء ولو للحظة (بسخافة !) ما اكتب. اذكر انه تم دعوتي بداية العام الدراسي الحالي والذي يشارف على الانتهاء الى حضور احتفال احدى المدارس الريفية في ضواحي بغداد وذلك بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد ، وعلى الرغم من صغر ساحة المدرسة الا ان تلاميذها تجمعوا بشكل جميل بملابسهم (الجديدة) وهم كلهم امل في صناعة مستقبل مشرق، وتكلم مدير المدرسة(رحمه الله) مرحبا بالضيوف والتلاميذ الجدد، وجاء دور معلم الصف الاول الابتدائي في الحديث وكان رجل (سمين) وتذكرت ايام طفولتي عندما كنت في الصف الاول الابتدائي وكيف كان التلميذ عدنان (السمين) حيث كنا نطلق عليه (دبة حميسة). على العموم لنرجع الى كلام الاستاذ المبجل حيث ارتجل في (خطبة عصماء) واطلق العنان الى (لسانه) يهدد ويتوعد كل من لم يحضر الواجب او يغيب عن الدوام ، الى ان اطلق تهديده الخطير حيث قال الاستاذ (السمين) بانه (سوف يقوم بأكل كل من لم يحضر الواجب اويغيب عن الدوام ) وفتح فمه الكبير وحقيقة كان منظر مخيف للغاية (والله يكون بعون الاطفال) ، ولكن هذا المشهد لم يمنع (سارة) وهي تلميذه في الصف الاول الابتدائي ترتدي ملابس جديدة (وعدهه ذيل حصان ) وهي تسريحة مشهورة في العراق للفتيات والبنات الصغيرات ، وكانت (سارة) تلبس حذاء جديد (يعني قندرة) ولكن ليس كقندرة منتظر الزيدي، وقالت بصوت مرتبك (استاد تاكله هو وقندرته) ، وسؤال (سارة ) هذا سمعه الجميع لان المدرسة كانت(صنته) واحتار المعلم (السمين) في الاجابة ثم استدار بحركة سريعة رغم سمنه باتجاه احد زملائه قائلا (يعني شنو هاي شتقصد) فاجابه زميله الذي كان خفيف الظل (استاذ اعتقد سارة تخاف على صحتك، وتخاف عليك من ألم المعدة اذا تاكل التلميذ هو وقندرته خصوصا اذا كان جلد القندرة مال صخل !) . وبين كلام المعلم (السمين ) وتعليقات زملائه ، اخذني الفضول واتجهت الى (سارة) فسألتها ماذا تقصد (فقالت استاد موقندرتي جديدة واخاف عليها)، ومن كلام (سارة) تبين ان كل همها هو حذائها الجديد غير مبالية وغير مهتمة بعملية التهامها من قبل المعلم (السمين) او كما يحلو للبعض (دبة حميسة). واعتقد ان كلام المعلم (السمين) كان القصد منه تحفيز التلاميذ على الابداع والانضباط في الدوام وهو دليل على حرصه ، الا انه لم يستطع ان يوصل فكرته بالشكل الصحيح ،وانه اي المعلم (السمين) لو استخدم اسلوب اخر لكن افضل له ولتلاميذه وعلى سبيل المثال لو قال (ان التلميذ الذي يحضر واجباته ولم يغيب سوف اعطية هدية طوبة للولد ولعابة للبنية) ، لو استخدم معلمنا (السمين) هذا الاسلوب اكيد كان افضل له وفي اضعف الايمان ماكان ليصبح سخرية لزملائه. هذه القصة الواقعية او كما يطلق عليها اهل الفن (الكوميديا السوداء) هي صورة مصغرة لمدرسة كبيرة جدا فيها تلاميذ وطلبة واساتذه والكل يقوم بواجباته على اتم وجه بداية من التلميذ الذي (يكعد) من الصبح ويذهب الى مدرسته نشيطا وانتهاء بالمدرس الذي يقوم بأداء دوره بشكل مشرف رغم الصعوبات والماسي ، (طبعا انا لااقصد عدم الاستقرار الامني او عدم وجود الكهرباء او انقطاع الماء ) لان هذه الامور في طريقها الى الحل السريع خصوصا (الكهرباء) حسب تصريحات (ابو الكهرباء حجي ستار )الذي يعمل في دائرة الكهرباء وهكذا يطلق عليه في المنطقة حيث قال بان الكهرباء (بعد ابد ماتنكطع) ثم اردف ضاحكا (المكطوع ماينكطع) ، ثم واصل حديثه (عمي كافي اخاف يسمع ابو الكهرباء الجبير ويفصلني ).

وعودة الى حديثنا عن المدرسة الكبيرة واجتهاد جميع كوادرها ، الا اننا نجد ان هناك من يحاول ان ياكل هذه المدرسة بجميع محتوياتها بعد ان ضمن ان الكل اصبح (حفاة )فلاخوف من التسمم او الم البطن واوجاعها . (ملاحظة) المعلم السمين الذي توعد التلاميذ الان مبتلى بمرض نفسي وانفصام في الشخصية نسأل الله تعالى ان يمن عليه بالشفاء ، كما نسأله سبحانه ان يهدي (معلمي) المدرسة الكبيرة ويهتموا (بالشعب ) اقصد التلاميذ حتى لا يصيبهم ما أصاب معلمنا (الدبة حميسة).وكما نوهت في بداية حديثي فأنا بعيد جدا عن السياسة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم بلشان التميمي
2011-04-16
الاستاذ ابو احمد الجيزاني اشكرك على تعليقك ودمت اخا وصديقا رائعا
قاسم بلشان التميمي
2011-04-16
الاخت زهراء الموسوي بداية لقد دعوة عند باب الحوائج الامام موسى الكاظم (ع) ان يفرج كربتك بمكانته عند الله سبحانه وتعالى وشكر ا جزيلا على تعليقك
قاسم بلشان التميمي
2011-04-16
تحياتي لك استاذي الجليل قاسم العجرش وشهادة اعتز بها
الجيزاني
2011-04-06
احسنت ايها العراقي التميمي الشريف،انهم فعلا اكلوا الشعب لكن معدهم لاتتأثر بالتسم،لان لديهم مناعة فهم اكلوا تاريخ وزوروه،ورفعوا شعارات قتلوا اصحابها،وفقك الله واستمر فلدينا الكثيرين ممن يحتاج لقلمك وامثاله عله يعرف قدره
زهراء محمد
2011-04-04
تحية طيبة ياأخ التميمي: مقالتك من المقالات الجميلة.. نحن في بريطانيا لنا كتاب انكليز لهم باب او عمودخاص في جرائد البريطانية اليومية والتي هي من انجح الاعمده (للسخرية) ضد الحكومة..ولها رواد وجمهور كبير..اعتقد لو تكتب يوميا في الصحف العراقية او المواقع مثل البراثا العزيزه سنكون ممنونين لك..  كلمة الدبة حميسة اضحكتني كثيرا.. ربما لانني في حزن هذه الايام . تذكرت ايام مدرستي الابتدائية كانت لنا معلمة ايضا دبة حميسة لكنها كانت نزيهة وملتزمة ونظيفة قلباً وقالباًوتعاملنا كبناتها...أتمنى لك الموفقية
قاسم العجرش
2011-04-04
لم اقرأ منذ زمن مقالا من هذا النوع، على الرغم من إدعائي بأني من كتاب النقد اللاذع المشبع بالنكتة المؤلمة...إني أدعوا الأخ بلشان أن "يبلش" بهذا الأسلوب بسعة ..وأرى فيه كاتبا من نمط خاص لا يمكنني إلا أن أقف عنده...وبيش "بلشت" يابو بشت"!! قاسم بلشان قلم جارح ترقبوا نبلته الحادة وسيوخز بها عيون االذين يستخفون بشعبنا وبآلامه...سلام..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك