المقالات

كتاب الامير تحت وسادة الحكام


صلاح السامرائي

ظهر في القرن الخامس عشر بمدينة فلورنسا في ايطاليا رجل يدعى ميكافيلي وكان احد المفكرين والفلاسفة في ذلك العصر واعتبر مؤسس التنظير السياسي ومرجعا للعلوم السياسية وله بعض المؤلفات واشهرها ( كتاب الامير ) الذي اصبح بعد ذلك منهجا ينظم حركة الحكام والامراء ويحدد الاولويات الواجب اتباعها كخطوات عملية وقد ركز في هذا الكتاب ايضا على المنفعة الشخصية والنفوذ المتمثل بالسلطة وقد شخص الصراع القاتل ما بين الحاكم والشعب على السلطة واجاز امكانية قمع الشعب من قبل السلطة الحاكمة ضمن مجريات الصراع واباح استخدام كل الوسائل والاساليب في الصراع السياسي وهو صاحب مبدا ( الغاية تبرر الوسيلة ) ووفق هذا المبدأ برر القمع والقسوة والوحشية التي ينتهجها الحاكم من اجل تحقيق البقاء في السلطة وهذه بعض اطروحاته التي جاءت نتيجة تجربته كعامل لدى الحكومة وفي دواوينها واتصاله بالبلاط الملكي .كما يذكر التاريخ لنا بعض النماذج التي انتهجت واعتمدت على افكار ميكافيلي من حكام عرفوا بالوحشبة والقسوة والدكتاتورية من امثال موسوليني الذي قدم اطروحته للدكتوراه حول كتاب الامير والشخصية الاخرى ادولف هتلر الذي اعتاد قراءة كتاب الامير قبل نومه كما واتخذه بسمارك منهجا عمليا في عمله السياسي في المانيا وغيرهم من الحكام المرضى بالوحشية والتسلط والدكتاتورية فهو استاذ الجبابرة وبمثابة الملهم لهم .وفي وطننا العربي ظهرت مجموعة من الحكام الميكافيليين الذين تفوقوا على من سبقوهم في اتباع التعاليم والافكار الاميرية الميكافيلية والسير على الخطى الموضوعة ليغترفوا من منهل علمه ويتمكنوا من ادارة صراعاتهم مع شعوبهم من اجل البقاء في سدة الحكم متناسين دينهم وتاريخ شعوبهم واعرافهم ليثبتوا انهم من حفاظ كتاب الامير ومن مناصرين مؤلفه الذي اكد على انه لاصلة بين الاخلاق والسياسة وان مفهوم الدين عنده عبارة عن اداة يستخدمها الحاكم للسيطرة على الشعب الذي يتعاطف مع معتقداته الدينية والحال واضحة اليوم على الساحة العربية ومن خلال مجريات الاحداث تنكشف الحقائق وان الشعوب العربية وعت اللعبة التي يمارسها الحكام ولهذا ثارت على كل ما يؤمنون به من افكار ومعتقدات دخيلة سواء علموا بميكافيليتهم ام لم يعرفوا فالجرائم التي نفذتها الحكومات العربية ابشع مما نفذتها رموز الظلم العالمي فجميع الحكام العرب وضعوا كتاب الامير تحت وسائدهم وحفظوه عن ظهر قلب تلذذوا باتخاذه منهجا ولكن غضب الشعوب صار بركانا ولايوقفه الا الخلاص من كتاب الامير ولكل بداية نهاية .. يا ابناء ميكافيلي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك