المقالات

مخيم رفحاء شاهد على مجازر البحرين....


محمد رشيد القرغولي

رب سائل يسال ما هو وجه التشابه بين مخيم رفحاء ذلك المخيم الذي كان معتقلا للعراقيين الذين انتفضوا في عام 1991 ضد النظام العفلقي، و البحرين تلك الدولة التي اليوم يعاني اهلها الأمرين بسبب القمع الداخلي و الخارجي. و هذا السؤال قد لا يسأله من عاش تلك المعانات في ذلك المخيم، لانه يدرك تماما ما هو المقصود من أن يكون شاهدا على مجازر البحرين. لكن الذي لم يخوض تلك التجربة المؤلمة من حقه أن يسال و سنجيبه باذنه تعالى.

عندما بدات قوات التحالف ببناء معسكرا في مدينة رفحاء للاجئين العراقيين الهاربين من بطش الآلة العسكرية العراقية، و الجنود الذين هربوا من الجيش العراقي ، تسلم زمام إدارة المعسكر القوات السعودية، و اشترطت آنذاك الحكومة السعودية على التحالف أن يبقوا العراقيون في هذا المعسكر و عدم نزوحهم إلى المناطق الأخرى من محافظات البلد. و بسبب أن الشريحة التي نزلت في ذلك المخيم جلهم من الشيعة، بدا التضييق عليهم من قبل القوات السعودية بمختلف الطرق، حتى راحت تسليم المطلوبين إلى الجهات العراقية. دب الذعر في اوساط المعسكر و راح العديد ينتقل من بيت إلى آخر و بدات تلك القوات بمداهمات عديدة و الاعتداء على الأهالي، فعدما انتفض الناس أعلنت القوات السعودية الجهاد عليهم باعتبار أن وهابية الجيش السعودي كفر مسبقا تلك الطائفة لذا يحل لهم قتلهم بل حتى إبادتهم جميعا. دخلت الدبابات و استخدم انواع الأسلحة عليهم و استشهد الكثيرون من خيرة الشباب. و اعتقد من هنا بدأت الصورة تتضح لوجه التشابه بين رفحاء و البحرين،

فكما حال أبنائنا الذين قتلوا من قبل الجيش السعودي و لم ينصرهم احد و لم تكن هناك وسائل اعلام تنقل صورة الماسات التي عانى منها الجميع بناسائهم و اطفالهم و شيوخهم و رجالهم، كذلك اليوم اخواننا في البحرين يقتلون و لا مغيث لهم، و كأنهم لا ينتمون إلى الإنسانية بشئ.فالحالة متشابة في الكثير من تفاصيلها فهي نفس الماكنة الإرهابية التي قمعت اهالي مخيم رفحاء البارحة تعاد الصورة اليوم من نفس تلك الوجوه القذرة في الجيش السعودي الذي دخل إلى البحرين. فرفحاء شاهد على إجرامية تلك القوات و كيف تلذذت بقتل الشيعة، كما انهم أعلنوها جهارا بدخولهم إلى البحرين، عندما التقوا بأحد ضباطهم و هو يقول "أن شاء الله ينصرنا على الروافض"، فهي معركة طائفية من جانب واحد.فاننا كما نطالب بحقوق اهالي رفحاء بفتح تحقيق شامل و على مستوى المحاكم الدولية لمحاكمة المتسببين بقتل الكثير من اهالي مخيم رفحاء، و نطالب الحكومة العراقية بالنظر في حقوقهم المسلوبة و تعويضهم عن تلك الأيام السوداء، و بدون استثناء فكل من دخل ذلك المعسكر يوما كان أو سنين أن يعوض، نطالب أيضا المجتمع الدولي أن لا يقف موقف المتفرج على مجازر ال سعود تجاه البحرينيين الذين تستباح دمائهم بل حتى أعراضهم من تلك العصابة التي تحكم الحجاز اليوم. و نقولها صراحة أن الذي يحدث في البحرين هو عار على الإنسانية جمعاء ما لم تقف موقفا تجاه هذه الكارثة، و الأفضل أن نتخلى عن ضمائرنا أن كان لهذا المجتمع ضمير، فهو عصب عينيه عن ما يحدث في البحرين و لم يكن منصفا معهم، كما إننا لا نستغرب و نحن نشاهد الإعلام الذي يتجه نحو ليبيا و اليمن و لا يذكر ما يجري في البحرين،فقد وضعونا أمام معادلة تقول أن المجتمع الدولي قد اعلن الحرب على هذه الطائفة و السبب هو هذا السكوت الذي لا مبرر له، فكما انتفض الآخرون ألا يحق للبحارنة أن ينتفضوا لمجرد إنهم من الشيعة؟! و حتى نشك في ضربة التحالف لليبيا ما هو إلا سيناريو لتغطية جيفة ال سعود و ال خليفة عن مجازرهم في البحرين.و في الختام أقول لا يوجد احد يعرف حقد هذه الفئة أكثر من العراقيين الذين كانوا في مخيم رفحاء و اليوم أهالي البحرين يعرفونهم حق المعرفة.اللهم فك ضيقهم و انصرهم على القوم الفاسقين انك سميع مجيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو محمد مهدي
2011-03-24
سلمت يداك ايها الغيور وانت تكتب عن معاناة شعبين ظلمهما آل سعود وأسيادهم، نعم لقد عانينا في رفحاء معاناة كبيرة في ظل صمت عربي واسلامي ودولي . واليوم يعانون أهلنا واحبتنا في البحرين العزيزة بسبب ولاءهم الشريف الذي يفتخرون ونفتخر به معهم الا وهو حب علي أمير المؤمنين وسيد العترة الطاهرة ابو الحسن صلوات الله وسلامه عليه،فيُقتّلون ويقمعون امام مرأى ومسمع من العالم، فلا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.. نشكر الاخ العزيز كاتب المقال وندعو له بالتوفيق . ابو محمد مهدي / فنلندا
ميثم الحسناوي
2011-03-23
نعم كم كانت ايام صعبه التي عشناها مع هولاء المجرمين من النواصب ولاننسى ماعملوا بنا في رفحاء ولكن سنقف عند رب عادل لياخذ الحق لنا ويقتص من هولاء النواصب انشاءالله ونشكر صاحب المقال الذي ذكر ماساة ومتاعب رفحاء
ابو علي
2011-03-22
احسنت رحم الله والديك
يعرب امريكا
2011-03-22
انا واحد الذين عذبهم القوات السعودية فى رفحاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك