المقالات

زقاق 8 محلة 116

1219 14:29:00 2011-03-13

عادل العتابي

الملايين مرت بذلك الزقاق الرهيب من دون ارادتها وعدم الرغبة منها وخرجت منه وهي تفقد بعضا او جميع احشائها،وقفت بباب من ابواب ذلك الزقاق وانا ابكي بحرقة تكاد ان تتحول الى صرخات يعيدها الفضاء كصدى مرير يغسل الدموع الحارة،وكلما اردت الوقوف على قدميّ ترنحت شمالا ويسارا لاعود الى الجلوس في وضع القرفصاء او الاتكاء على اي شيء صلب من حولي لاسيما الجدران الاسمنتية الصماء،لآواصل البكاء من جديد وبحرقة اكبر وانا اتذكر حياة اخي التي قضاها بمرارة وشقاء واسى.انه زقاق معهد الطب العدلي اذ كانت جثة اخي تبيت ليلتها الباردة هناك،اخي الصغير (عامر) ذلك الجندي المكلف في الفيلق الرابع وفي مغاوير حطين بالذات تلك الوحدة العسكرية التي جعلته قريبا من الموت في مرات ووضعته في منتصف الموت مرات اخرى،فكان يأكل ما تنبت الارض ومافي جيوب اخوته الشهداء من صمون يابس وهو يمثل دور الشهيد بين الجثث المتناثرة هنا وهناك لحين ان تعود القوات العراقية لتحرر المكان مجددا فيتم نقله الى المستشفى ليعود بعد ذلك ويعيش قصة اخرى اقسى بشاعة واكثر رعبا من الاولى.وبين دموع والدتي (رحمها الله) وبين الطريق الى العمارة حيث مقر الفيلق الرابع كنت احاول ان احصل على اخبار اخي من الجنود والجرحى واعود لاقول لها ان ابنك مازال حيا.اما اليوم فاني اصرخ في مقبرة وادي السلام : ياامي ان عامر لحق بك الى جوار رب كريم بعد سنة من وفاتك. لكون اخيه الاكبر الملازم عدنان العتابي كان قد تم تنفيذ حكم الاعدام فيه رميا بالرصاص عام 1970 كان (عامر) حريصا على عدم الهروب او التراجع او حتى الاختباء في كل المعارك التي خاضتها مغاوير حطين.وتسرح بعد ذلك من الجيش صفر الدين بلا رتبة او وسام او نوط او راتب تقاعدي او اي شيء اخر لانه من ذوي المعدومين،بعد سقوط صدام بقى عامر بلا وظيفه او راتب وهو يسكن في بيت الاهل مع زوجته وابنائه الثلاث القصر بالعمر كما هو شأن ذوي الشهداء ممن ضحوا بحياتهم في وقت كانت ايادي الاخرين من القيادات السياسية الحالية تمتليء بالفقاقيق من شدة التصفيق لصدام واعوانه وهم الان في بحبوحة العيش . كنت قد نشرت موضوعا عن حاجته الى العلاج في الزميلة (الصباح الرياضي ) الا ان احدا من المسؤولين في الداخل والخارج لاسيما في وزارتي الصحة والشباب والرياضة لم يستجب لتلك الدعوة وبقى اخي بين جثث الاحياء هذه المرة يصارع الحياة القاسية كما كان يصارع العدو ايام الشباب.لم تستجب اية وزارة لانقاذ حياة مواطن فقير قدم للوطن الكثير وهو شقيق اول ضابط ثائر في مدينة الحرية.لن يوقف موت اخي دعواتي المستمرة الى اهمية رعاية الرياضيين وبالاخص الرواد منهم ولاسيما كبار السن والمرضى فهم عنوان كبير لبلدهم،واذا ما كنت قد فقدت اخي ولم اتمكن من تقديم شيء له فان الاخرين ذمة في عنقي لتقديم كل مايسرهم ويزرع البسمة على شفاه ذويهم .. واشقاؤهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عادل صادق
2011-03-14
ياايها الطيب عادل مصابك مصاب العراقيين اجمعين المصفقون هم المصفقون وكذا الطبالون والراقصون...اما اولاد الخايبة ف؟؟؟ كم كنا نتمنى ان تجري محاكمات عادلة وعلنية لكل من اذى عراقيا واخذ حقه لكن يبدو ان الطريق لازال طويل رحم الله امك وارقد عامر بسلام الى جنب الشهداء والصديقين وان ظلم في الارض فان عدالة رب الارض ستنصفه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك