المقالات

زقاق 8 محلة 116


عادل العتابي

الملايين مرت بذلك الزقاق الرهيب من دون ارادتها وعدم الرغبة منها وخرجت منه وهي تفقد بعضا او جميع احشائها،وقفت بباب من ابواب ذلك الزقاق وانا ابكي بحرقة تكاد ان تتحول الى صرخات يعيدها الفضاء كصدى مرير يغسل الدموع الحارة،وكلما اردت الوقوف على قدميّ ترنحت شمالا ويسارا لاعود الى الجلوس في وضع القرفصاء او الاتكاء على اي شيء صلب من حولي لاسيما الجدران الاسمنتية الصماء،لآواصل البكاء من جديد وبحرقة اكبر وانا اتذكر حياة اخي التي قضاها بمرارة وشقاء واسى.انه زقاق معهد الطب العدلي اذ كانت جثة اخي تبيت ليلتها الباردة هناك،اخي الصغير (عامر) ذلك الجندي المكلف في الفيلق الرابع وفي مغاوير حطين بالذات تلك الوحدة العسكرية التي جعلته قريبا من الموت في مرات ووضعته في منتصف الموت مرات اخرى،فكان يأكل ما تنبت الارض ومافي جيوب اخوته الشهداء من صمون يابس وهو يمثل دور الشهيد بين الجثث المتناثرة هنا وهناك لحين ان تعود القوات العراقية لتحرر المكان مجددا فيتم نقله الى المستشفى ليعود بعد ذلك ويعيش قصة اخرى اقسى بشاعة واكثر رعبا من الاولى.وبين دموع والدتي (رحمها الله) وبين الطريق الى العمارة حيث مقر الفيلق الرابع كنت احاول ان احصل على اخبار اخي من الجنود والجرحى واعود لاقول لها ان ابنك مازال حيا.اما اليوم فاني اصرخ في مقبرة وادي السلام : ياامي ان عامر لحق بك الى جوار رب كريم بعد سنة من وفاتك. لكون اخيه الاكبر الملازم عدنان العتابي كان قد تم تنفيذ حكم الاعدام فيه رميا بالرصاص عام 1970 كان (عامر) حريصا على عدم الهروب او التراجع او حتى الاختباء في كل المعارك التي خاضتها مغاوير حطين.وتسرح بعد ذلك من الجيش صفر الدين بلا رتبة او وسام او نوط او راتب تقاعدي او اي شيء اخر لانه من ذوي المعدومين،بعد سقوط صدام بقى عامر بلا وظيفه او راتب وهو يسكن في بيت الاهل مع زوجته وابنائه الثلاث القصر بالعمر كما هو شأن ذوي الشهداء ممن ضحوا بحياتهم في وقت كانت ايادي الاخرين من القيادات السياسية الحالية تمتليء بالفقاقيق من شدة التصفيق لصدام واعوانه وهم الان في بحبوحة العيش . كنت قد نشرت موضوعا عن حاجته الى العلاج في الزميلة (الصباح الرياضي ) الا ان احدا من المسؤولين في الداخل والخارج لاسيما في وزارتي الصحة والشباب والرياضة لم يستجب لتلك الدعوة وبقى اخي بين جثث الاحياء هذه المرة يصارع الحياة القاسية كما كان يصارع العدو ايام الشباب.لم تستجب اية وزارة لانقاذ حياة مواطن فقير قدم للوطن الكثير وهو شقيق اول ضابط ثائر في مدينة الحرية.لن يوقف موت اخي دعواتي المستمرة الى اهمية رعاية الرياضيين وبالاخص الرواد منهم ولاسيما كبار السن والمرضى فهم عنوان كبير لبلدهم،واذا ما كنت قد فقدت اخي ولم اتمكن من تقديم شيء له فان الاخرين ذمة في عنقي لتقديم كل مايسرهم ويزرع البسمة على شفاه ذويهم .. واشقاؤهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عادل صادق
2011-03-14
ياايها الطيب عادل مصابك مصاب العراقيين اجمعين المصفقون هم المصفقون وكذا الطبالون والراقصون...اما اولاد الخايبة ف؟؟؟ كم كنا نتمنى ان تجري محاكمات عادلة وعلنية لكل من اذى عراقيا واخذ حقه لكن يبدو ان الطريق لازال طويل رحم الله امك وارقد عامر بسلام الى جنب الشهداء والصديقين وان ظلم في الارض فان عدالة رب الارض ستنصفه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك