المقالات

( 55 يوم في العراق ) الحلقة الرابعة ... المادة 140 وحقوق ثوار الانتفاضة الشعبانية


بقلم الكوفي

التغيير الذي حصل في العراق كانت نواته الاولى هي الانتافضة الشعبانية المباركة ولا نقبل المزايدات على هذه الشريحة المظلومة والتي قدمت التضحيات وعرضت نفسها للتهجير القصري بعد ان قدمت كوكبة من الشهداء السعداء ،

بالطبع المادة 140 تشمل جميع المهجرين في الداخل والخارج ولا يخفى على احد ان اعداد من شملتهم المادة يفوقون العشرات من الالوف وهذا يعني لابد من الجهات المعنية ان توفر مكان يستوعب هذه الاعداد الكبيرة كما انها تحتاج الى كادر متمرس ذو عدد يتناسب وحجم المعاملات التي تقدم اليها ،

ذهبت الى المكان الذي تعمل فيه هذه اللجنة لتقديم معاملتي واذا بي امام غرفة صغيرة تابعه لدائرة حكومية ربما من تكون من الدوائر التابعة لبلدية النجف الاشرف ،

وصلت الى هذه الغرفة عند او بعد صلاة الظهر بدقائق فسالت المواطنين الذين يحملون معاملاتهم فقالوا لي ان الاخوة ذهبوا الى الصلاة فسألت متى يعودون فقالوا ربما عند الساعة الواحدة او ربما لا يعودوا اصلا فانتظرت قليلا ثم غادرت المكان ،

جئت في اليوم الثاني واذا بي امام طابور من المواطنين على شباك صغير علما ان الغرفة لاتزيد مساحتها على 2 في 3 متر ، وقفت بالدور حتى وصلني الدور سلمت معاملتي للموظف فقال لي انت على محافظة بابل ولا يمكن قبول معاملتك هنا وعليك الذهاب الى محافظة بابل ، شكرته ورجعت الى البيت ،

خبرني اخي وهو موظف في البرلمان الفرعي في محافظة النجف وسالني ماذا فعلت قلت له علي ان اذهب الى محافظة بابل ، قال لي من اخبرك بذلك فقلت له الموظف المسؤول فرد علي عجيب امر هؤلاء متى يتعلمون القانون ،

عند المساء خبرني اخي وقال لي انه قد تكلم معهم وان اجرائهم بارسالي الى بابل غير صحيح وعليهم استلام جميع المعاملات لمن يسكن محافظة النجف بغض النظر عن تولده ،

في اليوم التالي توجهت اليهم وكالعادة وقفت في الدور ولما وصلني الدور سلمت لهم المعاملة فاجابوني عليك بالذهاب الى بابل ، فتبسمت وقلت لهم بالامس اتصل بكم شخص من البرلمان وقلتوا له ليأتي فسمعني موظف اخر قال لي نعم فسلمته المعاملة وبعد المعاينة قال المعاملة ناقصة اكملها لنا فتشكرت منه ورجعت الى البيت ،

هنا اريد ان اشير الى ان عدد الموظفين هم ثلاثة امراة ورجلين ، بعد ان اتممت النقص في الاوراق المطلوبة ذهبت مرة اخرى وكالعادة وقفت في الطابور وعندما وصلني الدور سلمت المعاملة فقال لي الموظف عليك ان تذهب الى بابل عندها صرخت بهم الله اكبر ( شنو هاي القوانة ) فردوا علي اخي عليك ان تذهب الى بابل ولم نستلم معاملتك فقلت لهم بالامس اتصلوا بكم من البرلمان وقلتوا لي اكمل النقص ، هنا قال لي الموظف الاخر ( يا اخي غير تكول ) فسلمته المعاملة وعند تصفحها قال لي عليك ان تجلب لنا عقد زواج مصدق لكي نزودك بكتاب الى نفوس بابل لكي تجلب الينا صورة قيد ،

في اليوم التالي جئتهم بعقد الزواج المصدق وكالعادة طابور من المواطنين يلعنون اليوم الذي ولدوا فيه من كثرة الاوراق المطلوبة وكل واحد منهم قضى اياما في المراجعة من اجل اتمام معاملته ، خاطبت الموظف من بعيد وقلت له ( ابو علي ) انا من اتصلوا بك وطلبت مني عقد الزواج المصدق هل اقف في الدور ام اسلمك المعاملة فقال لي اعطني المعاملة وبعد التصفح سلمني استمارة الملي دون ان يمليها وفيها رقم المعاملة وبصمت عليها وقال لي تعال بعد ثلاثة ايام لكي ازودك بكتاب الى نفوس بابل لان الكتب نفذت ،

للمرة الخامسة ذهبت لهم وكالعادة رأيت الطابور فقلت في نفسي علي ان اخبره اما ان اقف في الدور واما يستلم مني المعاملة وفعلا عندما عرف انا من اتصلوا من اجلي استلم المعاملة وزودني بالكتاب لكي اذهب الى بابل من اجل صورة القيد لاتمام المعاملة ،

هنا اريد ان اشير لولا الاتصال الذي جائهم لذهبت الى محافظة بابل وتصوروا كم يراد لي ذهابا وايابا الى بابل حتى انجز هذه المعاملة ،

بعد هذا السرد اتوجه بالسؤال الى من يهمه الامر هل هذه هي حقوق من قارع النظام البعثي المقبور وقدم التضحيات ، هل يعقل ان يعامل ابناء الانتفاضة الشعبانية المباركة بهذا الشكل ويجلس البعثي المجرم ( صالح المطلك ) وامثاله في مجلس الوزراء وقبة البرلمان ، وهل يعقل مثل هذا الملف الكبير والضخم يعالج من ثلاث موظفين وفي غرفة لا تتجاوز 2 في 3 متر ،

اما كان الاجدر بالحكومة الموقرة ان تفتح لها مكاتب في الدول لانجاز معاملات المهجرين وتقدر لهم تضحياتهم لا ان تجبرهم بالحضور الى البلد والحكومة تعلم ان هذا يكلفهم الكثير ،

ثم لماذا حرمان العزاب من هذه الحقوق وتحصر فقط بالمتزوجين ، اما كان الاجدر بالحكومة ان تنظر الى العزاب نظرة فيها من الرحمة والشفقة باعتبار ان هؤلاء قد حرموا حتى من الزواج بسبب الغربة وعدم قدرتهم على الزواج لاسباب معروفة ،

نقلا عن برلماني ذهب الى مقر المادة 140 واطلع بنفسه على الملفات المنجزة والتي حسب ما نقل هناك 50 الف معاملة وصلتهم والمنجز منها والمصادق عليها عشرون معاملة ، اما بالنسبة الى معاملات كوردستان فانها منجزة ومصادق عليها بالكامل والعهدة على الناقل .

بقلمالكوفي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
وليد
2011-03-11
ابو اسراء انتخبناك وهذا جزاء من انتخبك لولا اصواتنا لما كنت في هذا المكان كانت نار فوقنا ونار تحتنا وننتظر حتى ظهور النتائج كنا خائفين عليك وعلى اصواتنا قد نخسر وبفضل الله انتصرت بالانتخابات وبعد كل هذا هكذا تتعاملوا معنا ليش ابو ليش اين الجعفري واين العبادي والعسكري والعلاق والساعدي والاسدي والسراج وأين الاديب لماذا تخليتم عن الذين نصروكم اين قول الباري سبحانه وتعالى عندما قال جزاء الاحسان هو هذا الاحسان ياحزب الدعوه هذا جزاء الذين قارعوا وتحدوا البعث واذنابه وحيدر الملا في قاعة البرلمان مع ال
M
2011-03-11
استمر بلكتابه حبيبي لا توكف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك