المقالات

مواعظ الامتحان النهائي

734 10:41:00 2011-03-10

حافظ آل بشارة

يواصل ركاب الموجة الاحتجاجية محاولاتهم لاسقاط النظام في البلاد ، طريقتهم خطيرة ، يريدون توريط الشارع في معركة مع الحكومة التي انتخبها ، الشارع أدرك اللعبة فانسحب منها لان الناس يريدون حل مشاكلهم بدون المساس بالنظام السياسي ، يشعرون بالظلم والفقر والبطالة والفساد ويمارسون الاحتجاج والاعتراض ولكنهم لا يقبلون ان يكون رموز القمع القديم هم المعبرين عن مطالبهم لأنهم جزء من المشكلة وليسوا جزء من الحل ، اكاذيبهم متواصلة فهم يقولون للناس ان الاسلاميين هم سبب هذه الفشل وليس النظام السابق الذي سلم العراق ترابا ، يقولون ايضا في اعلامهم ان القوى السياسية كانت منذ البداية تخشى الأسلاميين الذين حملتهم الصناديق الى السلطة ، ويسوقون لذلك الاسباب : اولا يعتقدون انهم متدينون معقدون ولديهم اطر تقيد مواقع القيادة وما تتطلب من تواضع وزهد وحرص على اداء التكليف الامر الذي يجعل شركاءهم السياسيين الدنيويين مجبرين على مسايرتهم ليخسروا امتيازات السلطة ، ثانيا : انهم معارضون سابقون وقد تكون لديهم تصفية حسابات مع بقايا النظام الماضي . ثالثا : هم يجربون الحكم والسياسة والادارة لأول مرة وقد يقعون في اخطاء كبيرة . رابعا : أنهم تسلموا بلدا يجب بناؤه من الصفر وليس مؤكدا نجاحهم في مبادرة صفرية . يقال ايضا ان الخائفين نقلوا مشاعرهم الى واشنطن فاصابتها هواجس مماثلة ، لذا قررت ان تقدم للجميع خرائط طريق لكي ينجحوا ، ونصائح واشنطن اوامر وان كان اكثرهم لا يعلمون ، لا بأس ، الا ان مجاملات الاسلاميين وبساطتهم تعدت الحدود ، فكانوا غير منطقيين في شراكاتهم ، كان المطلوب منطقيا اعداد صفقة مع القوى الطامحة الخائفة مبنية على قاعدة : لنا القيادة ولك المواقع التنفيذية فاذا فشلت في مهمتك فانت المسؤول عن فشلك ويجب استبدالك ، لكنهم كانوا اكثر بساطة وسخاء وحسن نية فقد تبرعوا للآخرين بمواقع مهمة جدا ثم تبرعوا بتحمل نتائج فشلهم ! التي اصبحت تسجل باسم الاسلاميين ، وهكذا اتضح ان اغلب المخاوف اعلاه مبالغ بها ، فهم غير زاهدين في المنصب ، وهم لا ينوون شن حملة تصفية حسابات بل جاءوا باعداءهم ليضعوهم في صدارة المشهد السياسي وهم يعلمون انهم يتآمرون عليهم من خلف الكواليس ، وهم غير قمعيين بل كانوا عاطفيين في موقع الحزم ومتهاونين في موقع الجد ومتسامحين في موقع الشدة ، كانوا يخشون من تهمة الاقصاء فقدموا اعداءهم وهمشوا اخوانهم فاصبح المؤمنون يدعون عليهم بدل ان يدعوا لهم ، كان انفتاحهم فوضويا يفتقر للتفكير النوعي البعيد المدى ، عدوهم ادرك نقاط ضعفهم وعد ما اعطوه غنيمة ، لم يشكرهم بل ازداد ضراوة وفهم تنازلاتهم على انها دليل ضعف لا دليل رحمة ، وهكذا تصل القصة نهايتها ، رسوب مبكر في امتحان السلطة بعد نجاح مشهود في امتحان المقاومة ، وجدوا شركاءهم يستخدمون الشارع ضدهم هذه الايام ، ليرددوا قول اجدادهم : (ومن يزرع المعروف في غير اهله - يلاقي الذي لاقى مجير ام عامر) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك