المقالات

لماذا لا تلغى الوزارات الأمنية


عباس المرياني

انتهت السنة التشريعية الأولى من تاريخ الدورة البرلمانية للسنوات الأربع القادمة ودخلنا في السنة الثانية بكل زهو وجلال وفخر والتشكيلة الحكومية لم تكتمل بعد ومن المستبعد أن تكتمل في الأيام القليلة القادمة.والملفت للنظر ان الوزارات التي لم يتم تسكين وزرائها حتى هذا الوقت تعتبر من أهم الوزارات وتأتي في طليعة الوزارات السيادية والتي لها تماس مباشر بحياة المواطن والوطن وهما وزارتي الدفاع والداخلية .والأولى تعنى بالمحافظة على امن البلد وسلامته والحفاظ على حدوده وسيادته وسلامة أبناءه من كل اعتداء خارجي وتعنى الوزارة الأخرى واعني بها الداخلية بالمهام الداخلية للبلد وتتمثل بحفظ الأمن والنظام الاهلي والقضاء على المجرمين والعابثين بالأمن والسهر على حياة وراحة المواطن ومواجهة الخارجين على القانون وبالنتيجة (الشرطة في خدمة الشعب). ومن خلال معاينة مسؤوليات هاتين الوزارتين يتأكد أهميتهما القصوى لأي حكومة يراد لها الاستقرار والاستمرار والنجاح وبدونهما لا تعتبر الحكومة والشعب بأمن وأمان.ومن الغريب أن تشكل الحكومة العراقية الانفجارية التاريخية بدون وزارتي الدفاع والداخلية ويمكن أن تضاف وزارة الأمن الوطني اذا ما اعتبرت وزارة سيادية أو فعلية وهذه الأخرى لا زال وزيرها في عالم الغيب.وعدم تنصيب الوزراء الأمنيين حتى هذا الوقت في دولة تعتبر الأولى في الجرائم المنظمة والعشوائية والمفخخات وكواتم الصوت والعبوات اللاصقة والفساد المالي والإداري والعابر للحدود والقارات تعتبر جريمة كبرى بحق أبناء الشعب العراقي الذي يدفع حياته يوميا ثمنا لفشل قادته في تجاوز مشاكلهم ومناصبهم ومصالحهم الضيقة.العراق ليس الفاتيكان ولا سويسرا في استقرارها أو نظامها أو دستورها أو جوارها حتى يكون رئيس الوزراء ليس على عجلة من أمره... انه العراق والجميع يعرف ما هو الواقع الفعلي وماذا يجري على الأرض ومن هي دول الجوار وان كل ساعة تأخير تعني خلل في تطبيق الخطط الأمنية او التاخير في الشروع بخطط جديدة وبالتالي زيادة نزف دماء العراقيين واستهانة بأرواحهم وممتلكاتهم.وقد يكون السبب في عدم اختيار الوزراء الأمنيين حتى وقتنا هذا هو قناعة رئيس الوزراء بعدم فاعلية هؤلاء الوزراء في تغيير المعادلة الفعلية على ارض الواقع وان وجودهم من عدمه لا يغير من الحقيقة شيئا وان الغلبة ستكون للقاعدة والبعثية ودولة العراق الإسلامية وان توفير النفقات والرواتب والامتيازات والحمايات من المستحبات المؤكدة لتقليل النفقات وتقليل الوزراء والدليل هو السنوات السبعة الماضية حيث لم يستطع الوزراء الأمنيين من وقف سطوة الإرهابيين رغم وجود الجيوش الجرارة والاعتدة الكثيرة وأجهزة الكشف عن المتفجرات المغشوشة.أن عدم وجود وزراء أمنيين لمدة سنة كاملة مع عدم فاعلية من كان قبلهم طوال السنوات السبع الماضية يجعلنا نعتقد ان يصار الى إلغاء هذه الوزارات مع ضرورة المحافظة على التشكيلة الوزارية الانفجارية وصاحبة الرقم القياسي من خلال زيادة وزارات الدولة ثلاث وزارات أخرى وتوزيعها على الكتل صاحبة الاستحقاق الوزاري والأخوي وحتى لا يفكر البعض بالنّيل من اتفاق اربيل أو التشكيك بمصداقيته..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك