المقالات

حلفاء الطاغوت وفتوى جديدة


جاسم المعموري

( وآخر تسمى عالما وليس به , فالجسم جسم انسان , والقلب قلب حيوان . ) نهج البلاغة

مازالت فتاوى شياطين الوهابية تزكم انوفنا لشدة رائحتها النتنة الخبيثة , ومازالت الوهابية تلك الحركة الدموية الارهابية المتخلفة والجاهلة , تمثل اقسى مامر على الاسلام من تراجع وارتداد عن مبادئه الاساسية جميعها , واليوم اذ تفتي هذه الحركة العدوة لله ورسوله والانسانية فتوى جديدة تطعن من خلالها بأهم مبدأ من مباديء الاسلام , واهم ركن من اركانه الاساسية الكبرى , التي ماجاء رسول الرحمة والمحبة والسلام صلى الله عليه واله الا بها , وما بعث الا من اجلها , وماناضل ولا جاهد الا في سبيلها , وهو الثورة والرفض والتظاهر ضد الظلم والطغيان , حتى احقاق الحق وازهاق الباطل , وتأسيس دولة الشورى والعدالة , التي تضمن حقوق جميع مواطينيها , وتعطيهم الحق الكامل بممارسة حق الرفض والتظاهر ضد الظلم او الفساد الذي ربما يصيب مؤسساتها .ولا أدري من اين استقى هؤلاء الجهلة اسس فتواهم التي لا اصل لها في تاريخ الفتوى , ولا في الكتاب والسنة , ولا العقل او الاجماع , كما لم يفتي احد بمثلها قط ورب الكعبة , فلقد حدثت ثورات وثورات عبر تاريخنا ضد الطغاة والظالمين حتى عصرنا الحديث , فلم نسمع , او نقرأ ان احدا ما افتى ضدها , او ضد التظاهر ,الذي هو خطوتها الاولى ,وشرارتها المباركة , وبما اننا - كمسلمين - غير ملزمين بما يقوله وعاظ السلاطين من الوهابية - باعتبار ان الحركة الوهابية المقيتة تشكل خروجا على مجمل الاسلام ومبادئه جميعا , بل تشكل عداءا معلنا وواضحا على جميع رموزه وقيمه العليا , التي شملت الرسالة بكتابها وجميع قيمها العليا , ومرسلها حين تصوره وهو ينزل على حماره كل جمعة , ويمشي في الارض , او انه يضع رجله في النار , ويقول لها هل امتلئت , والرسول حين يصورونه قاتلا لايعرف سوى القتل , ولا يهتم الا بكثرة الزوجات , وهو الذي يقول له ربه انك لعلى خلق عظيم , ويؤكد له انه ما ارسله الا رحمة للعالمين - الا اننا لايمكن لنا السكوت على تمادي هذه الحركة على الاسلام والانسانية , ويجب علينا الرد عليها من منطلق ايماننا بالاسلام الرسالي الثوري المحمدي الناصع الاصيل , الذي أمرنا ان نأمر بالمعروف , وان ننهى عن المنكر , وذلك عن طريق التظاهر الذي يمثل ذروة العمل الصالح المؤمن المجسد لفريضة الامر بالمعروف , والنهي عن المنكر في العصر الراهن .ولقد كان رسول الرحمة والمحبة والسلام اول المتظاهرين عندما امره الله تعالى بالجهر بدعوته, فخرج في مكة هو واتباعه , رافعا شعار الحرية والعدل والكرامة , وكانت المظاهرة الاولى في تاريخ العرب , ان لم تكن في تاريخ البشرية كلها , وما الحج الا تظاهرة سلمية تتكرر كل عام , لتهز عروش الظالمين , وترمي احجارها على المستكبرين من الشياطين , الذين يمثلون رمزا للحكام الجائرين في كل عصر وأوان , وما ثورة الحسين الشهيد عليه السلام الا ثورة ضد الظلم والفساد , وتوريث الحكم الذي يحاول حكام اليوم تطبيقه في عصرنا هذا , وكانت مظاهرة عظيمة من مظاهرات المسلمين عبر تاريخهم الطويل , وكان ابو ذر الغفاري في تظاهر مستمر , رافعا لافتته التي يستنكر من خلالها فساد الحكام وظلمهم , والتي كتب عليها الكثير من الشعارات التي تدعو الى العدل والحرية , وتحض على التظاهر والثورة , فقام الخليفة بنفيه الى الشام , فألب الناس على معاوية , فأعادة الى المدينة , ولم يجد الخليفة وسيلة اخرى الا بنفيه في صحراء الربذة , ليموت هناك وحيدا ثائرا , متظاهرا , رافضا للظلم والعار والذل , ثم تلتها الثورات المستمرة ضد حكام الدولة الاموية والعباسية , وماتلاها من دول وحكام , حتى عصرنا الحديث , حيث الثورات العربية في مصر والجزائر والعراق والشام وليبيا وغيرها التي طردت الاحتلال واسست دولها المستقلة في بداية القرن المنصرم .ان شياطين الحركة الوهابية الرعاة الحفاة الجفاة غلاظ القلوب عمي الابصار والبصائر , يفتون وكأنهم هم مصدر التشريع , معتقدين لشدة غباءهم انهم بهذا يمكن ان يضحكوا على عقول الناس , وكأن الناس مازالوا يعيشون في عصور الجهل والظلام , وانعدام مصادر العلم , ووسائل الاتصال التي وصلت ذروتها في زماننا هذا , لذلك فإن من واجب المثقفين الاحرار في العالم بغض النظر عن اختلاف عقائدهم وتوجهاتهم الثقافية , ان يقفوا بوجه هذه الحركة المريضة الممقوتة , وان يمنعوها من التعدي على كرامة الانسان , والتصدي لايقاف دعوتها الى هضم حقوقه , والاعتداء على حياته , ووجوده , وحريته في اختيار عقيدته , فهي حركة ارهابية دموية عنصرية توسعية ومتخلفة , لطالما اضرت بالبشرية وبالحضارة الانسانية , وقدمت إنموذجا ظلاميا جاهلا ومغرضا , لتشوه صورة الله تعالى ورسله وكتبه ودعوته في عيون وعقول الاخرين , ويمكن لكل من اراد البحث ان يجد - وبكل سهولة - اسهامات هذه الحركة في كل ما ندعيه . واقول للشياطين وحلفاء الطاغوت ووعاظ السلاطين اينما وجدو ان كل ما تقولونه وتعلمون ويعلم الناس جميعا انه لايستند الى اي منطق او فكر او عقيدة او شريعة سيذهب ادراج الرياح هباءا منثورا , وان ثورة الشعب العربي الابي الطاهر الشريف - الذي يكتب اليوم تاريخا عظيما تحسده عليه وتغبطه كافة الامم في العالم - ستستمر حتى اسقاط اخر حكام العار والرذيلة والجريمة والاستبداد والتكبر والفساد , اما انتم فإلى مثوى المتكبرين والطغاة والمرتدين , تحشرون معهم في يوم لارجعة فيه , يوم ينادى كل اناس بإمامهم , ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك