المقالات

بين 7 اذار 2010 و 7 اذار 2011

772 10:25:00 2011-03-07

ابراهيم احمد الغانمي

في مثل هذا اليوم من العام الماضي توجه ملايين العراقيين الى صناديق الاقتراع ليختاروا ممثليهم في مجلس النواب، ولاشك ان السابع من اذار-مارس 2010 مثل منعطفا مهما في مسيرة العراق الديمقراطي الجديد، وكان العراقيون يأملون ان يكون فاصلا بين مرحلتين من عمر التجربة السياسية الديمقراطية، مرحلة تحديات الارهاب وضعف الخدمات، والاحتقان السياسي، ومرحلة التوافقات السياسية وانحسار الارهاب، والازدهار الاقتصادي، والتقدم في الواقع الحياتي الخدمي لعموم الناس.وبعد مرور عام كامل على اجراء الانتخابات البرلمانية يشعر معظم العراقيين بقدر كبير من الاحباط والتذكر والاستياء ، ولانبالغ اذا قلنا اليأس من امكانية حصول متغيرات وتحولات على الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية يعتد بها، ومن شأنها ان ترسم صورة جديدة تختلف عن الصورة القاتمة التي الفها العراقيون بعد منذ فترة طويلة من الزمن، ولم تلفح عملية الاطاحة بنظام صدام في 9 نيسان 2003 بتغييرها جذريا.لانبالغ اذا قلنا ان العام الماضي، أي منذ اجراء الانتخابات البرلمانية الاخيرة وحتى هذا اليوم كان من الاعوام السيئة التي حفلت بالكثير من المعاناة، وكشفت عن حقيقة ان تغيير الواقع القائم امر بعيد المنال.واحدة من المفارقات المؤلمة انه بعد عام من الانتخابات لم يكتمل تشكيل الحكومة، اذ مازالت الوزارات الامنية الثلاث -الدفاع والداخلية والامن الوطني-شاغرة وسط خلافات وتقاطعات ذات طابع حزبي سياسي ضيق الافق.وقبل هذا فأنه انعقاد مجلس النواب تأخر لعدة شهور، وبعد عقده الجلسة الاولى له ابقاها مفتوحة لعدة شهور ايضا على امل ان تتفق الكتل السياسية على المناصب العليا في البلاد، والمؤلم ان اعضاء البرلمان الذين ذهبوا الى شؤونهم الخاصة بعد ابقاء الجلسة مفتوحة كانوا يتقاضون الرواتب الباهضة والامتيازات المغرية، في الوقت الذي بلغ الصراع السياسي على السلطة على اشده، وفي الوقت الذي بلغت معاناة المواطنين مستويات تفوق الوصف بأنعدام التيار الكهربائي في ظل الارتفاع الحاد بدرجات الحرارة، وغياب مفردات البطاقة التمونية بصورة شبه تامة، وانقطاع الماء الصالح للشرب عن كثير من المناطق وسوء شبكات الصرف الصحي، ناهيك عن تفاقم معدلات البطالة في صفوف الشباب وخصوصا خريجي المعاهد والجامعات.وبعد صبر طويل وطول انتظار تشكلت الحكومة بطريقة ترقيعية عرجاء، ومع ذلك حاول العراقيون ان يتفاءلوا عل الامور تتحسن، ولكن وبعد حوالي ثلاثة اشهر من تشكيل الحكومة وحصولها على ثقة البرلمان لم تلح في الافق أي بوادر للاصلاح والتغيير، والتظاهرات الجماهيرية التي شهدتها مؤخرا مختلف محافظات العراق اكبر مؤشر على ان الامور بقيت ومازالت تدور في حلقة مفرغة، وليس هناك من هو على استعداد لتحمل المسؤولية الحقيقية والاقرار والاعتراف بالاخطاء وطرح رؤى واقعية وعملية لاصلاح الواقع السيء.وما ظهر من خطوات من قبل الحكومة ليس الا محاولات لامتصاص غضب الجماهير وتهدئتها، هذا مايقوله بعض السياسيين ومايقوله الناس.ولعل الطامة الكبرى ان عاما كاملا مر ولم يلمس العراقيون أي ثمرة او نتيجة ايجابية او مردود ملموس من قبل الحكومة، لا السابقة التي كانت تسير الاعمال ولا الجديدة التي تتحجج بأنها في بداية عمرها وتحتاج الى مزيد من الوقت لكي تفعل وتنفذ وتقدم.والمشكلة ان الثقة باتت معدومة بين الحكومة والناس الذين صوتوا بصورة مباشرة او غير مباشرة لاعضائها واعضاء مجلس النواب. وهذه مشكلة كبيرة وخطيرة بكل معنى الكلمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك