المقالات

دائرة المعروف اصبحت ساحة صراع مع المنكر

857 08:58:00 2011-03-05

قلم : سامي جواد كاظم

المعروف والمنكر لا يلتقيان ابدا واذا التقيا لابد من ان يصرع احدهما الاخر هذا طبقا للاعتبارات الدنيوية اما الاخروية فالامر محسوم لمن الغلبة ، والذي يجعل المهمة عسيرة على المعروف اكثر من المنكر هي المحاذير الشرعية التي يجب ان يتجنبها الآمر بالمعروف اذا اراد نشر المعروف على عكس الآمر بالمنكر فلا محاذير يخشاها وكل السبل لديه متاحة .وبسبب الافراط والتحسس من الوقوع في المحاذير الشرعية جعلت دائرة المعروف اضيق من دائرة المنكر مع اقتحام المنكر لدائرة المعروف .الاسلام انتشر بين البشرية منذ البعثة وحتى الساعة انتشارا الفت انتباه اعدائه فبدأوا يتحينون الفرص ويبتكرون الطرس حتى يقتحمون معاقل الاسلام وتشويه صورته وحققوا بعض اهدافهم لا سيما عندما يكون المتلقي ضعيف الايمان او لا علم له بالاسلام ، ساعدهم على ذلك الانطواء الذي يعيشه المسلمون اضافة الى الخلل في الاسلوب الاعلامي لمن يشتغل بهذا المجال .يشنع على الاسلام اعداء الاسلام بان الاسلام انتشر بالسيف وهذا ناتج من صفحات تاريخية سوداء ارتكب فيها بعض الخلفاء جرائم تحت ذريعة نشر الاسلام فكانوا الحجة التي يستدلون بها اعداء الاسلام علينا .اذا اردنا ان نحتوي المنكر ونظهر مبادئ الاسلام الحقة فلابد لنا من ان نقتحم معاقل من لا يعرف الاسلام بدلا من الدفاع عن مبادئنا في عقر دارنا .في عصرنا الحالي انطلقت اكثر من عشرين فضائية تبث افكار اهل البيت عليهم السلام وهذا امر حسن ولكن لابد لنا من ان نسال انفسنا من هو المستقبل ـ بكسر الباء ـ او من هو المتلقي ، او من هو المتابع ؟ فلا يمكن لنا ان نذكر نسبة يعتد بها عن الذين يتابعون هذه الفضائيات من غير الامامية بل انها تكاد تكون حصرا على اهل الملة ، وهذا هو الخلل .شواهد التاريخ التي نمر عليها مرورا سطحيا نثني على نتيجة الشاهد من غير التمعن في كيفية حصوله وهذا الذي جعلنا نعاني من الخلل الاعلامي .لنستعرض بعض هذه الشواهد التي تؤكد على ضرورة اقتحام بقية الميادين التي لا تلتزم بالتعاليم الاسلامية لنشر فكر اهل البيت عليهم السلام .يسير في الطريق الامام علي عليه السلام مع يهودي وهما يتبادلان الحديث حيث كانت الوجهة التي قصدها الامام علي هي الكوفة واليهودي قصد مكان اخر غير الكوفة وعند مفترق الطرق بقي الامام يسير مع اليهودي حتى اوصله الى مقصده وعندها احس اليهودي فقال له الم تقصد الكوفة ؟ اجاب الامام نعم ولكن خلقنا حتم علينا ان نسير معكم حتى تصلون بيتكم ، فاكبر هذا العمل اليهودي وادى الى اسلامه ، هذه الرواية الرائعة جعلت القارئ يلتفت الى خلق الامام عليه السلام ولم يلتفت الى ان الامام اقتحم دائرة اليهودي والا لو تركه عند مفترق الطرق من غير ان يؤمن اليهودي بما تحدث له الامام عليه السلام عن الاسلام لما تحققت غاية الامام ، ولكن الاقتحام جاء بالنتيجة ، الاقتحام بالكلمة والاخلاق وليس السيف .زرارة كتب الى الامام الصادق عليه السلام يشكوه المفضل بانه يجالس الخمارين ومربي الطيور فكتب الامام رسالة الى المفضل وامره بان يقراها بمحضر زرارة والخمارين ومربي الطيور ففعل ما امر به وكان فحوى الرسالة ان الامام بحاجة الى عشرة الاف درهم فمن يتبرع بهذا المبلغ ؟ فاستاذن الخمارون ومربي الطيور فخرجوا وعادوا ومعهم المبلغ ،هنا علم زرارة لماذا يعاشر المفضل المنكر لان فيهم خصلة جيدة يستطيع ان يكسبهم افضل من تركهم ، والتامل في الرواية نجد ان الامام يرضى ويحث على اقتحام معقل المنكر لغرض تغييره .الشهيد مطهري كان يكتب مقالا في مجلة نسائية ( روز زنانة ) فيها صور لنساء متبرجات وحتى عاريات وكان قدس سره ينشر صورته مع مقاله وقد عوتب على ذلك فقال لهم انا غايتي نصيحة الشباب المنحرف وهؤلاء الشباب لا يبحثون عني حتى اهديهم الى الطريق الصحيح فكان لابد من اقتحام معقلهم بل وزاد على ذلك ان وضع صورته وهو معمم في المجلة في صفحة مقالته لتلفت الانتباه اكثر .لاحظوا اليوم اصحاب الافكار غير السليمة بل المعادية للاسلام كيف انتشرت واثرت سلبا في عقول شبابنا وذلك من خلال اقتحامها معاقلنا واهمها الاعلام بكل اشكاله ، فكم من برنامج فاسد او مسلسلات ذات افكار سيئة ولقطات اباحية تتغلغل وسط ثقافتنا فتشوهها .من هنا لابد على العاملين في الوسط الاعلامي او في مجال نشر المبادئ الاسلامية ان يضعوا الخطط والبرامج التي تمكنهم من عرض الافكار الاسلامية في معاقل غير المسلمين ، وطالما ان اغلب القنوات هي تجارية فيمكن لنا ان نشتري ساعة من بعض القنوات ذات الهوية غير الاسلامية ونقدم برنامج يخص الاسلام،افضل من تاسيس فضائية لا خطاب اعلامي سليم لها ، بل وحتى قنوات الدعايات التجارية فلماذا لا ننشر اعلانات عن الاصدارات والبرامج الثقافية الخاصة بالمسلمين من خلالها ولا نلتفت الى ما تعرضه هذه القنوات من لقطات غير اسلامية .لماذا لا نستقطب المؤثرين في مجتمعاتهم من غير المسلمين الذين لهم ثقافة لا تتعارض والشريعة الاسلامية بان يعملوا ضمن القنوات الاسلامية ؟اذكر ان السيد محمد باقر الصدر قدس سره كان بصدد شراء ربع ساعة من اذاعة مونتي كارلو لتقديم برنامج اسلامي الا ان طاغية العراق لم يمهله لتحقيق هدفه .على المسلمين ان يقتحموا دائرة المنكر لا ان يتحصنوا في دوائرهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي
2011-03-06
أؤيد ما ذهب اليه الاخ سامي 100%
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك