المقالات

ماذا يريد الغرب من تدخله في الشؤون العربية

913 12:18:00 2011-03-03

محمود الربيعي

يبدو أن الدول العربية قد بات مصيرها غير واضح في التغييرات التي حصلت وتحصل الآن وفي المستقبل، فصحيح أن شعوب الدول العربية تعاني من الظلم والإستبداد ولكن أولئك الحكام هم أصدقاء الماضي القريب بالنسبة للغرب. ولقد أقتربت الساعة التي يحاول فيها الغرب التمهيد لتغييرات لابد له منها وقد تنكر للحكام الذين يراهم يتساقطون الواحد بعد الآخر فجاءت اللحظة التي لابد له أن يسارع الى إستبدال الطاقم العتيق بطاقم جديد بطريق خبرته الأخيرة في العراق المتمثلة بالحل الديمقراطي مصحوباً بالفوضى المستمرة، والإنتخابات التي تسمح لأتباع النظام العتيق وهم الكثرة من سياسي الأمس بالدخول في الإنتخابات تحت مسميات المصالحة وعدم التهميش، والشراكة مع الأحزاب الدكتاتورية السابقة لتستمر ظاهرة عدم الإستقرار الى أجل غير مسمى كما حصل في العراق ويحصل الآن في كل من مصر وليبيا.

إن نظرة الدول الغربية للدول العربية تختلف من دولة الى دولة وقد رأينا تباطئ الدول الغربية في تقييم مايجري داخل الدول الدكتاتورية وأفعال حكامها المشينة فآثرت الغياب عن الأحداث ثم قررت أن تكون قريبة من الدول التي يرغبون في تغيير حكامها مع الإبطاء عما يجري في دول أخرى كالبحرين، وتحاول الدول الغربية تحاشي نقل الحركة التحررية الى الدول الداخلة معها في أحلاف متينة وتقصدت الغياب عن مسرح الأحداث بل وفرضت قيود على الأعلام العالمي والعربي تجاه الكثير مما يجري في دول أخرى وهم في ذلك يريدون أن يطعموا الشعوب العربية طعم الديمقراطية بملعقتهم لا بملعة الشعوب التي تحاول التحرر من قبضة الحاكم المستبد.

لقد أصبح هذا التغيير بعد كل هذه الإنتفاضات والإحتجاجات والإعتصامات يسير نحو الخطة العامة للدول الغربية التي لها مصالح لايمكن أن تستغني عنها.. فصحيح أن الشعوب المظلومة هبت للتغيير، ولكن هل سيصب ذلك لمصلحتها في النهاية ؟ أم أن الأنظمة الظالمة السابقة ستدخل من الباب الآخر من خلال مشاريع ديمقراطية الفوضى! تلك الخلطة العجيبة ذات المفعول السحري الذي تركض وراءه الجماهير، ويضحك علينا فيها الغربيون وهم يتفرجون على إستباحة الدماء، والتأخير في التغيير الذي يجب أن يصب في بناء كيانات مستقلة ينبغي أن تكون ذات سيادة وليست قائمة على مشاركات الأحزاب المختلفة التي تدخل صراع الفوضى الديمقراطية والتي أشكل العراقيون لحد الآن من جدواها.

إن على شعوب الدول العربية المنتفضة أن تنتبه الى مايخطط لها من وراء الكواليس فيما يخص عملية التغيير الجماعي لأصدقاء الأمس الواحد بعد الآخر والإستبدال بأصدقاء جدد في ديمقراطيات الفوضى والقتل الجماعي والإضطرابات والخلافات والصراعات غير القابلة للتوقف فما أحرى بهذه الشعوب أن تنتبه من غفلتها وتسير بالإتجاهات الصحيحة في عملية البناء والتغيير.

وأخيراً نقول أن ليس من السهل على الغرب أن يترك الدول العربية مستقلة تنعم بالهدوء والإستقرار مادام النفط في قرار أرض العرب ومادامت مصالحها مع محمياتها غير مضمونة فاعتبروا ياأؤلوا الألباب.

mahmoudahmead802@hotmail.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك