المقالات

خرافة البعث تطيح بمحافظي دولة القانون

915 11:24:00 2011-03-01

عباس المرياني

ليس صحيحا ولا منطقيا ان يحاول البعض تجريب المجرب الفاشل واتخاذه مطية في معالجة مشكلة مهمة من اجل تجاوز مرحلة حاسمة ومصيرية لان النتيجة المنطقية هي الفشل. وقد لاحظنا في الأسابيع الماضية كيف أن العناد وتجاهل الواقع والقفز على الحقائق قد ولد ردود فعل عكسية أطاحت بعروش متبنها في تونس ومصر واليوم يتهاوى صرح ملك الملوك الدكتاتور ألقذافي في اجلي صور العناد والتمرد والمكابرة الباطلة.

ولم يكن العراق بعيدا عن موجة الاحتجاج والتظاهر والفيس بك والمطالب المشروعة لان مشاكل العراق اكبر وأكثر بكثير من كل مشاكل الدول العربية مجتمعة ومع ذلك فان مطالب العراقيين تختلف كليا عن مطالب الشعوب العربية .وكل ما يطالب به أبناء وادي الرافدين هو الإصلاح أما الأشقاء فيطالبون بالتغيير.لكن الحكومة العراقية أخطأت التقدير وحاولت ان تجرب وصفة الخاسرين في الاتهام والتخوين والتسقيط وإلصاق تهمة البعثيين بالمتظاهرين والمحتجين بصورة مستعجلة ومرتبكة.وجاءت النتائج بعكس ما أراده رئيس الوزراء السيد المالكي فالمتظاهرين أدانوا البعث والبعثيين وخرجوا أفواجا واوحادا وطالبوا بحقوق مشروعة وهي اقل بكثير مما يستحقون فنقص الخدمات والبطالة والقضاء على الفساد ورداءة مفردات البطاقة التموينية وقلة توريد الكهرباء وشحت الماء لا علاقة لها بالبعث والقاعدة والمندسين بل هي مفردات ومطالب وحقوق لها علاقة مباشرة بحياة المواطن العراقي المغلوب على أمره طوال عقود مضت والصابر المحتسب منذ سبع سنوات. لكن الملفت العجيب هو مع كل الاتهامات السابقة رضخت الحكومة المركزية والحكومات المحلية للاستجابة الفورية والسريعة لمطالب المتظاهرين فإذا كانوا بعثية فكيف سمحت الحكومة لنفسها ان تعلن عن شرعية هذه المطالب وكيف تنحني قائمة دولة القانون الى مطالب البعثية في العلن على اقل تقدير وهي التي رفضت المظاهرات والاحتجاج وشرعت في عزل محافظيها واحدا بعد الأخر ابتدأت بحمد الطرفة محافظ الكوت مرورا بشلتاغ محافظ البصرة وصولا الى بابل والأيام القادمة ستحمل خبر استقالة باقي المحافظين مع الدعوة الصريحة لإجراء انتخابات مجالس المحافظات والدوائر البلدية قبل موعدها المحدد بأكثر من سنة ونصف.

الحقيقة ان من خرج يوم الجمعة الماضية ومن لم يخرج لا يمت الى حزب البعث المقبور والقاعدة بصلة لا من قريب ولا من بعيد ومن الظلم والإجحاف نعتهم بهذه النعوت الظالمة التي تعودنا عليها في كل منازلة ومناسبة طالما لدينا القدرة على التلاعب بالكلمات والألفاظ وطالما تمسكنا بكرسي الحكم ووهج السلطة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك