المقالات

حرية واحترام


احمد عبد الرحمن

قلنا في وقت سابق "ان قيام التظاهرات والاحتجاجات السلمية الجماهيرية يعد من ابرز سمات ومظاهر الانظمة الديمقراطية، خصوصا اذا كانت هناك مشكلات وازمات واقعية يعاني منها المواطنون، تقترن بها مطاليب مبررة ومقبولة وملحة واساسية. والدولة ذات النظام الديمقراطي مطلوب منها السماح للناس -وفق مايقره الدستور-بالتعبير عن ارائهم وتوجهاتهم، وطرح مطاليبهم بالطرق والوسائل السلمية والحضارية بما لايتقاطع ولايخل بالقوانين والنظام والتقاليد والاعراف الاجتماعية العامة.وقلنا ايضا "انه مطلوب من الدولة ان تعمل بكل ما في وسعها لتلبية احتياجات ومطاليب الناس، وعدم التزام الصمت حيالها او التعاطي معها بلا مبالاة ومن دون اهتمام. في ذات الوقت فأنه اذا كان التظاهر والاحتجاج السلمي حق مكفول للمواطن في الدستور، فأن ذلك لاينبغي ان يستغل ويجير لاضعاف وتقويض بنية الدولة وتخريب مؤسساتها وتهديد امنها.من حق أي طرف في ظل النظام الديمقراطي ان يطرح مطاليبه المتعلقة بتحسين اوضاعه الحياتية والمعيشية وتوفير الفرص المناسبة واللائقة له في كل مجالات الحياة من عمل وتعليم ورعاية صحية وغيرها، لكنه من غير الصحيح استغلال هذا الحق لاثارة الفوضى والاضطراب، والدعوات الى احداث التغيير السياسي، لان هذا الاخير اذا اريد له ان يتحقق، فالسبيل الى ذلك يكون عبر صناديق الاقتراع. وهذا ما لايتوفر في الدول التي تحكمها انظمة ديكتاتورية استبدادية، والتي يكون هناك مبررا لابناء الشعب ان يبحثوا عن اية وسيلة من الوسائل لتغيير الواقع السياسي الذي يرزحون تحت وطأته.مثل هذا الكلام واضح بما فيه الكفاية ولايحتمل أي تفسير او تأويل يخرجه عن سياقه السليم، لان ظاهره وشكله يتطابق وينسجم مع باطنه وجوهره.ما الضير اذا اراد المواطن التعبير عن رأيه عن طريق التظاهر والاحتجاج السلمي المحكوم بضوابط النظام العام واحكام الدستور وبعيدا عن التجاوز والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، ودون التعرض لمؤسسات الدولة.حرية التعبير ينبغي ان تكون مكفولة ومصانة وينبغي ان تقترن بأحترام القانون قولا وفعلا، فتلبية المطاليب المشروعة لايمكن له ان يتحقق بأثارة الفوضى وخلط الاوراق والتخريب والتدمير، ومن الخطأ النظر لعراق اليوم كما ننظر الى تونس ومصر قبل سقوط انظمتها الديكتاتوري والى دول اخرى مازالت ترزح حتى الان تحت نير الديكتاتورية والتسلط والاستبداد، وتتطلع شعوبها وتكافح من اجل الخلاص والانعتاق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متشائم
2011-02-24
في الوضع العراقي فالتظاهرات والاحتجاج لا ينجح لاسباب لاتحصى منها كثرة المتربصين لافشال العمل السياسي وتربص القتلة الفاتكين للدم العراقي بالاضافة الى وجود من ينتظر البلبلةلسرقة البنوك وتكرار تجربةالحواسم ناهيك عن صعوبة الاعتصام لتخلخل الوضع الامني ورداءة الخدمات لذا اتمنى ان لايحدث حتى اعتراض على الوضع لانه سوف لايتحقق بالاصل لان الفاسدين في مجتمعنا وصل نسبة عالية جدا جدا فمجرد الحصول على منصب يعني عدم العمل بذمةوحتى لو كان من اهل الذمة فمن حوله لايتركوه فهل التظاهر يغير ما بقوم حتى يغيروا انفسهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك